هل تريد شركة مياه وأرباحها مضاعفة .. هذه فرصتك
بإمكان شركات المياه التي منعت من تصدير مياهها وثلجها إلى الخارج تعويض خسائرها المتوقعة والمحتملة، والتوجه إلى السوق المحلية بقوة بشرط إضافة عبارة صغيرة على العلبة بالنص التالي ''مقري'' أو «الرقية الشرعية» أي أن هذه المياه تمت قراءة القرآن الكريم عليها.
هذه الفكرة ربما تدر عليها أرباحا تتجاوز أرباحها الحالية بأكثر من 150 في المائة، فبدلا من بيع عبوة لتر بريالين ستبيعها بخمسة ريالات، وستجد المستهلكين طوابير عليها. منافذ التسويق لن تكون مشكلة إطلاقا، بإمكان المستثمر سواء كان شركة أم فردا تسويقها عند أقرب محل عطار شرق الرياض، أو حتى بقالة. ستوضع العبوة بشكل بارز على أقرب طاولة، وهذه فرصة لا تحظى بها بقية المنتجات الغذائية.
يقول عدنان الشمري وهو يهاتفني للشكوى أمس، إنه وجد هذه الفرصة استثمارية ويريد تسويقها، وأنا هأنذا أكتب الفكرة للقراء الكرام والمستثمرين بشرط أن أكون شريكا فيها. لزيادة التأكيد من رواية عدنان زرت البقالة التي شاهد فيها عبوة المياه المقرية، وهي في الحقيقة أشبه بمحل عطارة شرق الرياض، أو هي عطار بقال. رأت بعيني العبوة ''المقرية''، كان منظرها شفافا، وبيضاء ناصعة، بل إن القارئ حدد سور القرآن الكريم التي تحويها هذه العبوة. سألت البائع: من أحضر هذه العبوات؟ فقال: أبو عبدالعزيز. قلت له: كيف صنعها إنها مقفلة؟ قال: لا أدري .. كل ما يعرفه البائع أن سعرها خمسة ريالات فقط. يبدو لك من حديثه أنه لا يريد أن يتحمل أي مسؤولية.
ما يشغلني الآن، ليس الاستثمار في حد ذاته، بل كيف يستطيع القارئ القراءة على كل العبوات التي سينتجها المصنع .. ترى هل بالإمكان أن يقرأ على شاحنة مياه كاملة، على الأقل ليوفر علينا العبوات البلاستكية، كيف سيكون شكله وهو يعتلي الوايت وينفث فيه، أم يقرأ على المصنع بأكمله، على الأقل يوفر على نفسه العناء.
صديق صاحب نكتة اقترح أن نضع جهاز تسجيل لقراءة القرآن في المصنع، ويمكن أن يكون الصوت مسلطا على أنبوب مفتوح ليكون الماء ''مقريا فيه''. كل هذه مقترحات جيدة .. لكن كيف سنصدر ترخيص المصنع؟ ومن هي الجهة التي سنذهب إليها؟
بحثت فلم أجد أي جهة حكومية يمكن أن استخرج الترخيص منها، هذا يدفعني للاتصال بالرقم الموضوع على العبوة لأسأل صاحبها عن الجهة التي رخصت له بيع مياه لا نعرف مصدرها، فضلا عن صدقية ما يعلوها من عبارة في محال تجارية في دولة تدخل القرن 21، ولديها مئات المستشفيات ومئات الآلاف من الأطباء لكل أمراض العصر .. يمكن أن نقنع الجهات الرقابية بملاحقة مثل الحالات، لكن من يقنع الناس أن هناك من يضحك عليهم.