المدينة تستحضر غياب سلطان بالدعاء له

المدينة تستحضر غياب سلطان بالدعاء له

عشرات الآلاف صلوا عصر أمس في المسجد النبوي صلاة الغائب على الأمير سلطان بن عبد العزيز، بينهم نسبة كبيرة من نحو ربع مليون حاج ما زالوا في المدينة المنورة بعد قدومهم من مختلف دول العالم، وقفوا صفا واحدا مع أبناء المدينة الذين عرفوا الأمير الراحل وكانت دعواتهم أكثر حرقة. تعود ذاكرة المديني وهو يستحضر الأمير الراحل إلى زيارات رمضانية كان يضبط عليها ساعته السنوية لفرط دقتها، إذ للأمير سلطان موعد لا يخلفه مع أبناء المدينة خصص له النصف الثاني من رمضان، وكان الشهر الكريم يزداد بهجة في نفوس أهل المدينة بمرأى محيا الأمير المبتسم. زياراته الأخيرة للمدينة النبوية منذ أن صار وليا للعهد شهدت زخما أكبر في المشاريع التنموية، إذ وصل الأمير الراحل بمعية الملك عبد الله بن عبد العزيز - سلمه الله - إلى المدينة المنورة في صيف عام 2006 إذ دشن العاهل السعودي واحدا من أكبر المشاريع الاقتصادية المبنية على المعرفة وهو مشروع مدينة المعرفة، كما كان للأمير الراحل اليد المؤثرة في تطوير مطار الأمير محمد بن عبد العزيز وتحويله إلى مطار إقليمي قبل أن يتحول إلى مطار دولي يخدم المسافرين في أكثر من 64 جهة لمدن عربية وإسلامية.
وكان للأمير الراحل في زياراته للمدينة لمسات إنسانية لا تنسى عند أبنائها، إذ يستذكر محمود رشوان عضو مجلس الغرفة التجارية في المدينة المنورة أعمال البر التي لم يعلمها سوى القليلين عن الأمير الراحل، ويشير رشوان إلى تبرع سخي أوقفه الأمير سلطان في سبيل دعم المشاريع الخيرية، مشيرا إلى 13 مليون متر مربع أوقفها الراحل داخل النطاق العمراني في حمراء الأسد وفي شرق المدينة من ضمن أملاكه التي تبرع بها وأهداها لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية التي تقوم الآن بتخطيطها وبيعها وصرف عوائدها في أوجه البر والخيرات إلى جانب 12 فندقا في المنطقة المركزية تابعة لمؤسسة باذل الخير، التي تعد الذراع الاستثمارية لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية.

الأكثر قراءة