نازك: سمعني أبكي فوجه بعلاج قريبتي وطفلها

نازك: سمعني أبكي فوجه بعلاج قريبتي وطفلها

ما إن يتردد ذكر اسم الفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله - حتى تقفز مواقفه الإنسانية الجمة حاضرة في البال، حيث يتذكر السعوديون طوق النجاة الذي كان يلف به أعناق كل مريض ومصاب وخاصة في الحالات الطارئة سواء عبر الإخلاء الطبي داخليا أو بالتكفل بمصاريف العلاج خارجيا.
وتروي لـ "الاقتصادية" نازك الغفيص نائبة رئيسة اللجنة الاجتماعية للمرأة والطفل، بعضا من مواقف الفقيد – رحمه الله - حيث تقول "لن أنسى موقفه النبيل والإنساني معي، فقد أصيبت إحدى قريباتي بحالات تشنج قوي بعد تناولها أحد الأدوية أثناء حملها ولم نجد لها علاجا". وتضيف "وكانت النوبات تأتيها بعد كل فترة ونضطر لنقلها لأكثر من مستشفى لعلاجها ولكن دون جدوى، حيث لم يتمكنوا من تشخيص حالتها بشكل دقيق، وفي تلك الليلة التي ما زلت أذكر تفاصيلها المؤلمة أصيبت بنوبة تشنج شديدة وألم في المعدة، ومع شدة الحالة راودتني فكرة أن اتصل بـ "سلطان الخير" الذي عرفنا عنه - رحمه الله - إغاثة المرضى.
وزادت الغفيص "اتصلت وقتها على قصر الأمير سلطان بن عبد العزيز للحصول على أمر لنقلها إلى المستشفى العسكري وعندما كنت أتحدث إلى موظف سنترال القصر وأبكي بشدة من الحالة التي أصابت قريبتي وخوفي عليها، دخل حينها الأمير سلطان - رحمه الله - وسمع الحوار الذي دار بيني وبين موظف السنترال، وطلب السماعة منه وتحدث إلي شخصيا وسألني ما المشكلة فأخبرته بحالة قريبتي فأمر بإدخالها على الفور المستشفى العسكري وعلى نفقته الخاصة".
وتتابع "لم يمض من مكالمتي له - رحمه الله - أكثر من نصف ساعة حتى كانت تتلقى العلاج"، مضيفة أنه كان في استقبالها عند باب المستشفى فريق طبي بأمر منه - رحمه الله - مؤكدة أنه بفضل الله ثم بفضل سلطان الخير أنقذوا حياة قريبتها وتم علاجها في المستشفى طوال فترة الحمل وحتى الولادة على نفقته الخاصة ـ رحمه الله رحمة واسعة".
وتتابع نائبة رئيسة اللجنة الاجتماعية للمرأة والطفل "اضطررنا مرة أخرى للاتصال بقصر الأمير سلطان، حيث فقد ابن خالي (14 عاما) عينه عندما أصيب من مسدس خاص بالصيد لأحد أقاربه أثناء اللعب، فسارعت حينها للاتصال على قصر الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله - وأمر بعلاجه فورا وتم تحويله بناء على أوامره إلى مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض وأجريت له الإسعافات الضرورية وبعدها عملية زراعة عين صناعية. وبفضل الله ثم بفضل الأمير الراحل هو اليوم يتمتع بصحة وعافية".
من جهته، يروي لـ "الاقتصادية" أحمد بن عبد العزيز الغفيص ـ رجل أعمال ـ بعضا من مواقف الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث يقول "كثيرة هي المواقف التي لا يمكن أن أنساها للفقيد - رحمه الله - حيث ساهم في علاج حالات كثيرة من أقاربي وتكفل بهم حتى شفائهم، سائلا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته. ويشير الغفيص إلى موقف إنساني آخر لـ "سلطان الخير" – رحمه الله - فيقول: "أما الحالة الأخرى فقد أنقذ حياة ابن عمي الذي أصيب بضمور في الأعصاب، وبأمر من الأمير سلطان – رحمه الله - تم نقله حينها عبر الإخلاء الطبي من مدينة القصيم إلى المستشفى العسكري في الرياض ومن ثم أمر - رحمه الله - بعلاجه خارج المملكة فذهب لأمريكا للعلاج هناك على نفقة الأمير سلطان - رحمه الله رحمة واسعة ـ منوها بأنهم كانوا لا يترددون ولو لحظة للاتصال به في الحالات الطارئة وخاصة التي تحتاج إلى إخلاء طبي، متأكدين أنهم سيجدون طوق النجاة لديه.
ومن المواقف التي ما زالت عالقة في أذهان السعوديين عندما وجه قبل سنوات بنقل مقيم كندي مصاب بمرض عضال من المنطقة الشرقية إلى عائلته في "تورنتو" في كندا ليواصل علاجه المكثف بين أسرته، فكان أن عبّر وقتها عن مدى سعادته بالأمر الكريم قائلاً: "إنه توجيه يؤمن بمعاني القيم الإنسانية النبيلة، ويراعي المشاعر الأسرية الجياشة، ويجسد روح المحبة..".
يشار إلى أن الإخلاء الطبي الجوي في السعودية يعد اليوم أحد أقوى أركان العمل الطبي في الشرق الأوسط حيث تم نقل أكثر من 40 ألف مريض منذ إنشائه للعلاج داخل المملكة وخارجها، وشملت خدماته الطبية 75 مدينة وقرية داخل الوطن و65 مدينة حول العالم، كما شارك في عديد من حملات الإغاثة في العالم العربي والإسلامي في اليمن، العراق، إيران، لبنان، الصومال، باكستان، كوسوفا، إندونيسيا وغيرها من الدول، إضافة لما يقوم به من مهام في الإسهام في أعمال المركز السعودي لزراعة الأعضاء، فضلا عن المشاركة الفعالة والمميزة في دعم القوات المسلحة في الأحداث الأخيرة في جنوب البلاد، إضافة إلى المشاركة الدائمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والمشاركات الإنسانية في إغاثة المنكوبين خارجيا.

الأكثر قراءة