النظرة الأخيرة .. رحلتَ جسدا وبقيتَ خالدا

النظرة الأخيرة .. رحلتَ جسدا وبقيتَ خالدا
النظرة الأخيرة .. رحلتَ جسدا وبقيتَ خالدا

أبت مجموعة من الشباب وكبار السن الذين قدموا لتوديع الأمير سلطان إلى مثواه الأخير في مقبرة العود عقب تأدية الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض أمس، رغم تشديد الإجراءات الأمنية على دخول المقبرة، إلا مشاهدته من وراء أسوار المقبرة، وذلك لإلقاء نظرة الوداع على فقيد الوطن، قبل أن يوارى في الثرى.

النظرات كانت تراقب الموقف، بدءا من دخول سيارة الإسعاف التي تقل جثمانه الطاهر إلى المقبرة مرورا بإنزاله من سيارة الإسعاف وهو مغطى بمشلح بني، وأشقاؤه حوله سائرون به إلى منزله الأخير، يغالبهم الحزن على فرقاه ورحيله، خطواتهم ثقلى ليس لحمله، إنما لفراقه، وانتهاء بوضعه في قبره.

#2#

المشهد أكبر من الوصف، فهؤلاء الشباب والمسنون الذين هم من خلف الشبابيك، كانت نظراتهم تراقب الموقف بتفاصيله، فما كان من بعضهم إلا أن أجهش بالبكاء وأدار وجهه في الاتجاه الآخر، حيث لم يتمالك نفسه وهو يشاهد شخصا قلما تجد رقعة من هذه الأرض إلا وله بصمة خير واضحة عليها، أو مسكينا أو فقيرا أو محتاجا إلا وقضى حاجته.

هذه الجموع لم تحاول بشتى الطرق رؤية سلطان من أجل الفضول وإنما قادها حبها وولاؤها لهذا الشخص الذي قدم الغالي والنفيس للوطن وأبنائه، فما كان من رجال الأمن إلا أن سمحوا لهم بالمشاهدة من خلف شبابيك أسوار المقبرة.

الأكثر قراءة