مشاريع إسكان «سلطان الخيرية» تضج بالدعاء

مشاريع إسكان «سلطان الخيرية» تضج بالدعاء
مشاريع إسكان «سلطان الخيرية» تضج بالدعاء
مشاريع إسكان «سلطان الخيرية» تضج بالدعاء
مشاريع إسكان «سلطان الخيرية» تضج بالدعاء

الوداع هناك ليس كمثل أي حال وداع لفقيد الأمة الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، كيف لا وهم من امتدت إليهم أيادي سلطان الخير لتنقلهم من مساكن الصفيح إلى مساكن حضارية تساعدهم على الارتقاء بحياتهم المعيشية وتوفر لهم المسكن الآمن بعيداً عن لهيب حرارة الصيف واختراق قطرات المطر أسقف منازلهم الشعبية وتحميهم من برد الشتاء القارس.
بالأمس ضجت مشاريع الأمير سلطان للإسكان الخيري الذي أقامته مؤسسة سلطان الخيرية على مستوى السعودية، بالدعاء الصادق أن يسكن الله الفقيد فسيح جناته جزاء عونه لهم واهتمامه الكبير بمطالبهم.

#2#

حاضرة الخيوط بأبنائها ومساكنها الـ 180 وحدة سكنية التي جاءت من ضمن مشروع الإسكان الخيري الذي أقامته مؤسسة سلطان الخيرية على مستوى السعودية، ستظل تسجل حضور الغائب وتشهد على خيوط العطاء والأيادي البيضاء التي حققت لساكنيها أملا جديداً صفعت به فقر الحياة وودعت من خلاله عهداً من الفاقة وفقر الخدمات، وودعت آخر أيام الشقاء، لترسم البسمة على محيا صغار السن قبل الكبار.

#3#

"الاقتصادية" زارت تلك الحاضرة التي تقع قريباً من مكة المكرمة وبالتحديد في أطرافها الجنوبية الغربية، لتطل على مسافات شاسعة في صحراء قاحلة، تلك الوحدات التي تم تجهيزها على أحدث الطرز العمرانية والتقنية التي تشبه في منظومتها وجمال رونقها المجمعات السكنية الفاخرة، كما هو الحال في معظم المجتمعات المتقدمة التي بدورها أسهمت في الارتقاء بالعقل البشري وتنمية مداركه.
في تلك الجولة الميدانية على منطقة "الخيوط" التي أكرمتها الأيدي الحانية بالمساكن الخيرية التي تكفل الحياة الإنسانية لقاطنيها، ووفرت لها جميع متطلبات الحياه الرغدة، تظل قصة ذلك المسن تراودني كيفما حاولت وصف سلطان العطاء، كيف لا وهو من جعل صوت الآذان يصل صداه إلى كل منزل ومنحى في تلك المنطقة التي تجاور المسجد الحرام في المسافة وفي أحد أطرافها المهمة من جهة ميقات أهل اليمن الساحلي (يلملم)، إلا أن الخدمات غابت عنها وحضرت بأيدي سلطان البيضاء.

#4#

تتردد في أذهان جميع سكان المنطقة هناك، قصة ذلك المسن الذي يبلغ من العمر نحو 75 عاماً، الذي ما أن سمع الأذان في جامع المجمع السكني قبل نحو خمسة أعوام من الآن، وتحديداً عند تجربة المكبرات الصوتية من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أثناء تسلمها الجامع من إدارة المشروع، إلا ويستبق الخطى نحو من هم موجودون داخل المسجد وهو يكبر وعيناه تذرفان بالدمع، ويسجد ويشكر من قام بفعل الخير، إذ إنه على حد قوله، لم يسمع الآذان في تلك المنطقة طيلة حياته إلا عندما يزور المسجد الحرام أو يخرج إلى مدينة أخرى.
كيف بالمثوبة والأجر لا يترقبان سلطان ليقفزا نحوه، فأغلب السكان في حاضرة الخيوط لا يصلون في جماعات ولا يسمعون الأذان إلا من عقب أفعال سلطان، فهم كانوا يقيمون صلاتهم كل على حدة، وذلك لعدم تجاور مساكنهم التي من الصفيح ويتعمدون وضعها في سفوح الجبال، لكي يتجنبوا مخاطر السيول في الأودية، وحتى لا تنجرف مساكنهم وتذهب أرواحهم.
"الخيوط" تقف شامخة في وداع سلطان، وما أقسى الوداع حين يكون بابتسامة أطفال ظلت ترتسم على محياهم لتثبت حضوره وبقاءه في الأذهان حتى إن غاب الجسد وعاد إلى ربه محملاً بالخيرات، فهم لا يزالون يتنفسون أنفاس الطيب من خاطر لم يبخل يوماً في البحث عن المحتاج لتقديم المساعدة له.
الجميع هناك يرفعون الأيدي دعاءً لرحمة إنسان عز على الجميع فراقه، واستحضر كثير منهم ما تختزله ذاكرته من خير ليذكره به، فأحدهم يقول لي: "لقد عانينا في إيجاد مركز صحي في بداية الأمر، لكن لسلطان موقف يحضر من خلال مؤسسة سلطان الخيرية، حيث سبق أن فرغت المؤسسة إحدى الوحدات السكنية على أن تكون مركزا صحيا يخدم سكان المجمع ومن هم يقطنون المراكز المجاورة له، إلا أنهم فوجئوا بخطاب من وزارة الصحة تفيد فيه بأن على المؤسسة أن تعمل أيضا على تجهيز وبناء مقر للكادر الذي سيعمل في المركز، كما أن عليها تجهيز المركز بالأثاث والأجهزة الطبية وبجميع الاحتياجات الأخرى، بحيث يتبقى عليها هي توجيه الكادر للعمل في ذلك المركز الذي أصبح حلماً أو سراباً يتلاشى وجوده كما يتلاشى وجود السراب في تلك الصحراء عند الاقتراب منه، إلا أن سلطان حول السراب إلى حقيقة والأمل إلى واقع بتنا نعيشه اليوم".
رحمك الله سلطان الخير والعطاء والدفاع، ستظل باقيا في ذاكرة العالم أجمع بمواقفك الإنسانية ورايتك البيضاء التي وُصفت بها يدك لتكون حانية وكريمة باذلة لعمل الخير ورفع المشقة عن الناس ومنح الأمل للصغير والكبير، لتدوم عجلة الحياة في مملكة الإنسانية في أمن واستقرار ورفاهية.

الأكثر قراءة