مجتمع الطمأنينة
وقوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - يحفظه الله - في مقدمة مستقبلي جثمان الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله، جاء بكل عفويته وبساطته ليعكس الصورة التي تغيظ الخصوم والحاسدين.
كان الملك الصالح يتحامل على متاعبه، وهو الخارج للتو من المستشفى، ليؤكد من خلال هذا المشهد أن الفضاء أوسع وأكثر إشراقا مما يتخيله مناضلو الفضائيات والإنترنت الذين يتمنون مشهدا مغايرا.
لكن هذه الصور للملك - يحفظه الله - يجاوره إخوته الميامين أعطت المشهد الثابت الذي لا يتغير.
هذا التلاحم والتعاضد يصوغ بشكل مصغر الصورة الكبرى في المجتمع السعودي الذي يتطلع رغم ألم الفقد، إلى المستقبل بأمل كبير. إنه مجتمع الطمأنينة، الذي لا يرتضي المزايدات على أمنه ورفاه أبنائه وبناته.
وهذا هو أبلغ رد على السيناريوهات والكلمات العجفاء التي تصدر من هنا وهناك، وتضع بين الكلمة والكلمة نقاطا وفواصل تحاول إشاعة قراءات مغلوطة للمستقبل المشرق.
رحل الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله. وجاء هذا الرحيل على عكس ما يتمناه من لا يكنون المحبة للسعودية. فقد كان عنوان هذا الرحيل ومضمونه غاية في الوضوح: رغم هذا الفقد، لكن أبناء الملك المؤسس البررة وأحفاده وأبناء مجتمعنا الكريم، يواصلون مسيرة الحياة صوب المستقبل، ملتفين متعاضدين. هذا هو سر تميز مجتمع المملكة بكل أطيافه. هذه السلاسة والبساطة عصية الفهم على من يفرطون في الخيال. أولئك حدود معرفتهم لا تتجاوز أوكار المؤامرات.
حفظ الله الوطن بكل أطيافه من حاسديه، الذين يزعمون أنهم يتيهون في حبه.