مختصون لـ "الاقتصادية" : يصغي ويسمع لأي مقترحات ورؤى ويتقبل النقد الهادف على وجه التحديد

مختصون لـ "الاقتصادية" : يصغي ويسمع لأي مقترحات ورؤى ويتقبل النقد الهادف على وجه التحديد

''لا يحارب الفكر إلا بالفكر'' بهذه المقولة العظيمة أسس الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية لأحد أهم الإدارات المتخصصة في معالجة الانحرافات الفكرية والسلوكية التي تأثر بها مجموعة من الشباب في المجتمع.
وقال متخصصون في الأمن الفكري إن الأمير نايف كان لديه إيمان راسخ وكبير بأن مجابهة الأفكار الضالة لا يأتي من خلال العنف أو القوة، وإنما من خلال برامج فكرية وسلوكية موجهة تدحض الحجة بالحجة، والفكر بالفكر، لتتضح الرؤية وتضيء الطريق من جديد أمام الشباب.
وأشار المتخصصون في حديثهم لـ ''الاقتصادية'' إلى أن جهود الأمير نايف بن عبد العزيز من خلال تأسيس ودعم ومساندة برامج المناصحة لأصحاب الفكر المنحرف أثمرت عن تراجع كبير لهذا الفكر في أوساط المجتمع السعودي بل والعربي والإسلامي.
ورأى الخبراء أن تركيز الأمير نايف على الأمن الفكري كان استشرافاً للمستقبل ووقاية لحفظ الشباب والنشء من الوقوع في مخاطر وبراثن الانحرافات الفكرية المنتشرة على نطاق واسع، مشيرين إلى أن العديد من الدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية اتخذت من هذا البرنامج خريطة طريق، وعملت على تطبيقها بحذافيرها.
واستهل الحديث الدكتور محمد النجيمي رئيس قسم الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية في الرياض وعضو لجنة المناصحة أن الأمير نايف بن عبد العزيز صاحب المقولة الشهيرة العظيمة ''لا يحارب الفكر إلا بالفكر''، لذلك وباقتراح من الأمير محمد بن نايف وموافقة الأمير نايف قبل عدة سنوات أُنشئت إدارة عامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية، وكان من مهامها القيام بمناصحة الموقوفين في السجون.
وأضاف النجيمي ''أسند إلى الشؤون الدينية في جميع أجهزة الأمن القيام بتوجيه الأفراد والضباط وتعزيز الأمن الفكري وكذلك تعاون وزارة الداخلية مع وزارة التربية والتعليم والجامعات في تنفيذ مناصحة ولقاءات، ولذلك أصبح في كل إدارات التعليم إدارات للأمن الفكري''.
وتابع ''الأمير نايف باعتباره رئيس مجلس إدارة جامعة الأمير نايف العربية عقدت الجامعة مؤتمرات وورش وندوات حول الأمن الفكري، وأصدرت العديد من الكتب عن الأمن والإعلام الفكري والأمني، كذلك كلية الملك فهد الأمنية وعبر معهد التدريب تعقد دائما ورش عمل وحلقات نقاش وندوات ودورات للعاملين في التربية والتعليم والهيئات والكثير من الأجهزة الأمنية والحكومية في مجال الأمن الفكري''.
وأوضح الدكتور محمد أن كل هذه الجهود كانت بتوجيه ورعاية من الأمير نايف ونائبه ومساعده للشؤون الأمنية، وأردف ''هذه الجهود التي يقوم بها الأمير نايف امتدت إلى وزراء الداخلية العرب، رأينا أغلب الدول العربية الآن تعقد ورشا وندوات وحلقات حول الأمن الفكري، وهي في الأصل من بنات أفكار وترتيب الأمير نايف، لأنه يؤمن أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وهذا ما يوجه بالأمير نايف في كل المناسبات''. وعن نتائج وثمار برامج المناصحة التي أسسها ووضعها الأمير نايف، يقول النجيمي ''نتائجها كبيرة، طبعا مسارها مختلف عن المحاكمات لأن القضاء مستقل، بحمد الله المناصحة أثمرت, فكثيرا من الأفكار التي كانوا يحملونها تبددت وظهر لهم أنها شبهات ولا معنى لها، الأمن الفكري في الداخلية ظهرت آثاره في المجتمع من خلال التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، وقد ظهر جليا بعد أن رأينا أن هذا الفكر تراجع إلى حد كبير على المستوى الداخلي والإقليمي، وهذه نتائج ملموسة وجلية للجنة المناصحة''.
ويضيف ''لقد أثنى مجلس الأمن بقرار رئاسي على لجنة المناصحة في آب (أغسطس) 2007م وكذلك الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وأمين عام وزراء الداخلية العرب، وأغلب المنظمات الدولية والإقليمية حتى إنهم نصحوا الكثير من الدول العربية ممن لديهم مشكلات أن تستفيد من لجنة المناصحة في المملكة''.
إلى ذلك، يؤكد الدكتور علي العفنان عضو لجنة المناصحة أن الأمير نايف جهوده متميزة على المستوى الوطني والعربي والعالمي، وقال ''بحكم معرفتي بالأمير نايف من خلال كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري, فلقد كان دائما يتطلع إلى أن تتحقق رؤيته المتمثلة في تحقيق الأمن والسلم العالمي، وكذلك تحقيق رفاهية المواطن من خلال تأكيده دائما في اجتماعاتنا على موضوع مساعدة الشباب والناشئة على الحرص على فرص العمل باعتبار أن الركيزة الأساسية لقيام المجتمع تعتمد بالدرجة الأولى على الشباب والشابات''.
ويشير العفنان إلى أن ذلك كان من أكثر الهموم الحاضرة في ذهن الأمير نايف لإدراكه أن إشكاليات الأمن الفكري وحماية الناشئة والشباب من الانحراف تعتمد بالدرجة الأولى على المعرفة والثقافة والجانب الآخر مرتبط بالتمكن والعمل. وتابع ''كان دائما يؤكد هذا الأمر، خصوصا أننا حظينا معه من خلال مجلس جامعة الملك سعود، لا شك أنه دائما وأبدا قضية الوطن والمواطن حاضره فيه، وله مقولة معروفة تتعلق بقضية الأمن الفكري، يقول الفكر لا يحارب إلا بالفكر بعيدا عن العنف والقوة، ونحتاج إلى الاطلاع على خلفية أي سلوك، ومن ثم ضبط هذا السلوك فيما يخدم قضية الشباب ومساعدتهم على مسيرتهم وحياتهم بكل يسر وسهولة وتمكن''.
وأوضح أن الأمير نايف دائما يدعم الملتقيات العلمية والفعاليات الثقافية، وأردف ''معلوم أن الأمير له العديد من الكراسي العلمية داخل وخارج المملكة وفي شتى فروع المعرفة، نحن في كرسي الأمير نايف في دراسة الأمن الفكري حظينا بدعم كبير منه، والكرسي تمكن من إعداد دراسات وعقد المؤتمر الأول للأمن الفكري برعايته، فضلا عن الكراسي المتخصصة في الطب والهندسة وبقية فروع المعرفة''.
ولفت العفنان إلى أن الأمير نايف يمتلك الحكمة بحكم خبرته الطويلة في مجال القيادة السياسية في هذا البلد، وتابع ''لا شك أنه يعد مصدرا للتنوير والإعانة ومصدرا للاطمئنان والاستقرار للمملكة والعالم العربي بحكم الوزن والثقل الذي تتمتع به المملكة على المستويين الإقليمي والإسلامي والعالمي، المملكة تحظى باحترام، ولا أدل على ذلك أنها عضو في مجموعة العشرين الاقتصادية، عندما نحلل مكامن القوة في أي بلد يعتمد على البعد الاقتصادي، ولا شك أن هذا الأمر يدل على مكانة السعودية''.
وأضاف ''هناك البعد الثقافي للمملكة فهي قبلة المسلمين، خصوصا أننا على مشارف موسم الحج، حيث يأتي ملايين الحجاج من أصقاع الأرض كافة شرقا وغربا شمالا وجنوبا، فضلا عن المقيمين فهي تحتضن ما يزيد على 8 ملايين وافد من مختلف الجنسيات، هذه مقومات ومؤشرات تشير إلى عظمة هذه البلاد، وكما أكد خادم الحرمين الشريفين أن عظمة البلاد باحتضانها للحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وأن تكون راعية لكلمة التوحيد، وهو ما يدعونا للتعاون على مستوى تطلعات ولاة الأمر، والجانب المهم أن الأمير نايف دائما يصغي ويسمع لأي مقترحات ورؤى ويتقبل النقد الهادف على وجه التحديد الذي يصوب نقاط الضعف والتقصير سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، الأخطاء متوقعة من البشر، نحن في وقت لا مجال للتناسي عن الأخطاء وعلينا تصويبها وطرح الرأي والمشورة والنصيحة وفق قنواتنا المعروفة.

الأكثر قراءة