برع في صناعة الأمن ونجح في حماية المملكة من التدخل الخارجي

برع في صناعة الأمن ونجح في حماية المملكة من التدخل الخارجي

أكد مستشارون وخبراء استراتيجيون متابعون للجهود التي قام بها الأمير نايف بن عبد العزيز طيلة فترة عمله وزيرا للداخلية، أنه أسهم في تطوير الجهاز الأمني ومكافحة أعمال الإرهاب. وتحدث المتابعون عن أبرز القرارات التاريخية والتوجيهات التي أصدرها.
وذكروا أن أبرز القرارات التاريخية التي اتخذها الأمير نايف طيلة العقود الماضية تضمنت حزمه وإصراره على منع أي تدخل خارجي في شؤون المملكة سواء كانت تلك الدول صديقة أو عدوة, كذلك دعمه المستمر لأسر شهداء الواجب, وقراره عدم السماح بالتجمعات إيمانا منه بعدم جدواها في طلب الحقوق, وتطرقوا إلى دعم ومساندة الأمير نايف لحقوق الإنسان وتسهيل كافة العقبات أمام جمعية وهيئة حقوق الإنسان.
وقال لـ ''الاقتصادية'' سعود المصيبيح المستشار في مكتب وزير الداخلية ''الحديث عن الرجال أمانة تاريخية كبرى يتهرب من حملها المنصفون حتى لا ينتقص حق من يستحق ويعطى حقه من التقدير والوفاء لمن لا يستحق, ولذلك فإن الحديث عن الأمير نايف بن عبد العزيز يعني الحديث عن رجل دولة من الطراز الأول, وهو في نفس الوقت يمثل دولة في رجل بكل معطيات تاريخها وإنجازاتها، حيث يتبادر إلى الذهن عندما يذكر اسم نايف أن الحديث هو عن نايف بن عبد العزيز آل سعود، لأنه ارتبط اسمه بفعله في حياة المواطن السعودي والمقيم على ثرى هذه الأرض المباركة أو الوافد إليها''.
وتابع ''الكل يعيش بفضل الله ثم بفضل يقظة عين هذا الأمير الساهر على أمن عيون تنام بأمن وأمان, وعيون تتعلم وتعيش وتتاجر وتسافر وهي آمنة على أمنها وأمن أملاكها وممتلكاتها في جو عام شكل مناخا أمنيا منقطع النظير ساد به بعد فضل الله الرخاء والنماء والازدهار للمجتمع السعودي, هذا عندما يكون الحديث عن نايف بن عبد العزيز المسؤول والأمين على أمن شعب هذا البلد الأمين''.
وتحدث المصيبيح عن بداية عمله مع الأمير نايف قائلا ''بدأت علاقتي بالأمير نايف من خلال اتصالي به دون معرفة سابقة، وتقبله لمقترحات من مجموعة من الأساتذة في كلية الملك خالد العسكرية 1411هـ، ثم بعدها بعدة سنوات كنت أعد وأقدم برنامجا مع زميلي خالد الطخيم، وهو برنامج دعوة للحوار التلفزيوني عام 1416هـ، وكان أول برنامج حواري تلفزيوني بحضور جماهيري، وبعد أن تم تسجيل الحلقات التي كانت عن السعودة مع الكثير من الصراحة، حيث تكلم الحضور بحرية وبصراحة مع وجود عدد من رجال الأعمال ومسؤولين واقتصاديين وطلاب وشبان باحثين عن عمل, ولكن المسؤولين في التلفزيون رفضوا مثل هذه الحلقات، وكانوا متهيبين من فكرة الحوار مع الجماهير، فالدكتور حسين منصور كان أمين عام مجلس القوى العاملة، والأمير نايف يتولى مسؤولية رئيس المجلس، وعرض الدكتور حسين على الأمير نايف هذا البرنامج التلفزيوني الذي يناقش قضايا السعودة واعتذار التلفزيون عن بثه، وأتذكر أنه أطلعني على شرح الأمير، حيث وجه ببث الحلقات ما دام النقاش موضوعيا يخدم الصالح العام، وكان لسنوات طويلة رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وفعلا تم بث الحلقات ووجدت صدى في تلك الأيام ولله الحمد، والناس أصبحوا يسجلونها ويتابعونها، وحقق البرنامج الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة الخامس, ولهذا استشرف الأمير نايف الأمر رغم حساسية الموضوع (وهو عن السعودة) وشجع على الحوار، وكان البرنامج باسم دعوة للحوار وأول استخدام -آنذاك- لمفردة الحوار وبتوجيه ودعم من الأمير نايف''.
وأضاف ''من خلال السنوات التي عملت فيها مع الأمير نايف، أتذكر عندما كان يلتقي في أيام المهنة مع الأكاديميين والطلبة، وكان يحرص على أن يكون الحوار شفافا وواضحا بدون أوراق، وكان يشجعهم، ويحرص على إبلاغ المسؤولين عن التنظيم بأن يكون الحديث شفافا بدون أن يفرز أحد الأسئلة، وأن توضع مكبرات الصوت، ويتاح الحديث لمن يرغب أن يسأل دون ترتيب مسبق.
وأذكر رفض أحد المسؤولين في إحدى الجهات الحكومية، وقال: ''لا بد أن نرتب الأمر دون تركه للناس بهذه الطريقة''، فرجعت للأمير وأخبرته، فقال: ارجع وبلغه بأن هذه رغبتي، وأريد أن يسأل الجميع الأسئلة بدون أي ترتيب أو تنسيق مسبق, أريد الشفافية والصراحة، ولكن للأسف أصر المسؤول على أن تكون الأسئلة مرتبة وهو يختارها، ورجعت مرة أخرى وأخبرت الأمير، وقلت له إنه لا يريد أن يسبب لكم إحراجا, لأن العدد كبير، فرد الأمير: أنا لا يوجد لدي أي تحفظ من أي مواطن سعودي، وله أن يسأل أو يحاور، وأريد أن يكون الحوار واضحا وشفافا وتلقائيا، وكان ذلك قبل ست سنوات تقريبا، وبالفعل كان الحوار شفافا.
وذكر الأمير في بداية الحديث أنه يريد أن يكون الحوار واضحا، وإذا كان هناك شخص يريد أن يسأل فليسأل بدون حرج، وكان يشجع الناس على الكلام، ويتقبل الحدة في الطرح والحماس والانفعال بأبوة وصبر وحلم وبطيبة ونبل.
وتحدث المصيبيح عن تقدير الأمير نايف لقيمة الإنسان السعودي واحترامه في البلدان الأخرى وقال ''أحد رجال الأعمال أقام لقاء بحضور 300 شخص تقريبا، وكان من ضمن الأسئلة سؤال من أحد الحضور، وأعتقد أنه عضو سابق في مجلس الشورى، حيث قال: يا سمو الأمير نايف بن عبد العزيز إلى متى سيظل موقفك فيما يتعلق بالعلاقات مع تايلند، لماذا لا تعود العلاقات من جديد، خصوصا أن الموضوع قديم (ويخص قتل مجموعة من السعوديين في تايلند)، وأن الموضوع ظل مفتوحا وتعاقب عليه حكومات تايلندية كثيرة، ولم يحل هذا الأشكال، ولم يعرف من القاتل لهؤلاء السعوديين، ولا بد من إنهاء الأمر، وأن نراعي مصالحنا ونتعاون مع تايلند, بحكم أنها دولة مهمة في آسيا.
فتأثر الأمير بالسؤال، ونظر نظرة فيها من الغضب الكثير، والحضور ينتظرون الإجابة، وقال له: للأسف أن تقول هذا الكلام، وأضاف بلغة حازمة: أنت لم تفكر في قطرات الدم البريئة التي نزفت من هؤلاء الشبان السعوديين الذين كلفوا من وطنهم بمهمات وطنية ودبلوماسية، هؤلاء الذين قتلوا غدرا وخيانة لم تفكر في أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأسرهم, أنت تريد التجارة وتريد الربح والملايين، وهذه الملايين قد تأتي من إقامة علاقة اقتصادية مع دولة مثل تايلند على حساب قطرة دم نزفت من سعودي، أنا لا أريدها، ولا أريد أي منطق تجاري أو اقتصادي على حساب هذا الوطن.
وتابع ''طبعا، القاعة ضجت بالتصفيق، وهذا يدل على وطنية الحضور وتأثرهم من كلام الأمير نايف، وهذا مثال من الأمثلة الكبيرة التي تدل على صلابته في صالح حقوق المواطنين السعوديين.
وزاد المصيبيح ''أتذكر في بداية الأحداث كانت هناك حالات قبض على مواطنين سعوديين في الخارج، حيث تم إيقاف بعض الطلاب والسياح السعوديين باستعجال وبتهور وتم سجنهم، فكان الأمير حريصا على أوضاعهم ومتابعة الإفراج عنهم، ومنهم المحتجزون في جوانتانامو، ولهذا تم افتتاح مكتب في العلاقات والتوجيه، وكان حريصا بالدرجة الأولى على هؤلاء الذين تم القبض عليهم في أمريكا أو في باكستان أو في الشيشان أن يعودوا إلى وطنهم، إضافة إلى أن تتم رعاية أسرهم وزوجاتهم إذا كانوا متزوجين وآبائهم، وصرف مخصصات شهرية لأسرهم ومن يعولون، وتفقد أحوالهم، وتسديد ما عليهم من ديون، وجرى تكليفنا كمكتب بمتابعة من يحتاج إلى قبول في الجامعة أو علاج في المستشفى، وكل شاب فتح له ملف وتوبعت أحواله وأموره، والتقى الأمير نايف بن عبد العزيز عدة مرات بأولياء الأمور، وظل يتابع توجيهات القيادة حتى تم الإفراج عن معظمهم.
وأشار إلى مواقف الأمير نايف مع شهداء الواجب حيث كانت له مواقف كثيرة مع أسر الشهداء، وكان منها أنه كان يريد زيارة أسر شهداء الواجب وتقديم واجب العزاء لهم، فكانت أسرة العميد عبد الرحمن الصالح (رحمه الله)، وأسرة إبراهيم المفيريج (رحمه الله)، وأسرة وجدان التي قتلت في تفجيرات المرور، وأسرة الرائد إبراهيم الدوسري، وعندما تم البدء في ترتيب الزيارة كانت المنازل متباعدة، فإحدى الأسر كانت في أقصى الشرق في حي المصيف، والأخرى في أقصى الشمال في حي حطين، وأسرة وجدان كانت في حي العريجاء، وأسرة أخرى في حي العزيزية في جنوبي الرياض، فقلت للأمير الأماكن متباعدة وأعتقد أن الوقت ضيق، فقال: لا بد لي من زيارة هذه الأسر، لأن هؤلاء الأبطال قدموا لدينهم ولوطنهم الكثير، وهي رسالة للذين يريدون الإساءة لهذا الوطن، وأن من واجبنا أن نشارك في عزائهم, وبدأنا نرتب من وقت العصر وكنت أرى الإرهاق عليه لأنه كان لديه عمل في الوزارة ولديه اجتماعات ولجان، فخرجنا من الوزارة بعد العصر إلى أسرة العميد الصالح وقابل والده وإخوانه وقدم التعازي, ثم توجهنا إلى أقصى الشمال وقدم التعازي لأسرة المفيريج، وكان جد الشهيد كبيرا في السن وتأثر بزيارة الأمير وبكى، وهي صورة أتذكرها, وقد أقيم جامع كبير على نفقة الأمير نايف باسم المرحوم إبراهيم المفيريج بالقرب من مقر سكنه, ثم انتقلنا إلى العريجاء لأسرة وجدان ودخل على أسرة الطفلة وجلس مع والدها وإخوانها واحتضن بنت أختهم الصغيرة حديثة الولادة, وكان الأمير حريصا على زيارة أسرة وجدان رغم صعوبة ذلك وأثرت فيهم الزيارة كثيرا, وبعدها انتقل إلى منزل الرائد إبراهيم الدوسري في أقصى جنوبي الرياض وقابل والده وإخوانه واحتضن أولاده وكان وقتها الساعة 11 ليلا, فهذه مواقف إنسانية عظيمة تدل على إنسانية هذا الرجل العظيم وحرصه على مواطنيه، حيث ظل لساعات طويلة يتنقل بين الأسر ليعزيهم ويشاركهم أحزانهم ويقدر تضحيات أبنائهم، وكان لهذا أثر كبير على هذه الأسر.
وأضاف المصيبيح ''كل من قرأ سيرة الأمير نايف في الأحداث التي كانت في الحج أو أحداث العليا أو غيرها، تجده واضحا في موضوع الإرهاب وهو من أوائل الناس الذين كتبوا وتحدثوا في موضوع الأمن الفكري، فأمن الفكر لا يواجه إلا بفكر، وكان يحذر من اختطاف العقول, وكان عبر منظومة وزراء الداخلية العرب حيث تم إصدار عدة اتفاقيات كانت تخدم المواطن العربي، ولهذا لم يكن غريبا أن يكون مجلس وزراء الداخلية العرب هو أفضل مجلس عربي في التعاون الأمني بين الدول العربية, لأن وعي الأمير نايف وحرصه على التعاون الأمني العربي كان وراء ما حققه مجلس وزراء الداخلية العرب من نجاح وتقدم وازدهار, كون الأمير نايف الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وقائد منظومته''.
وعن دور الأمير نايف بن عبد العزيز في محاربة الإرهاب قال المستشار في مكتب وزير الداخلية ''في الواقع حكمة الأمير نايف وصبره وعدم استعجاله في أمور كثيرة هي التي أدت إلى محاربة الإرهاب الذي جاء من غلو وتطرف, وكان دائما يحث على الاعتدال وعندما يتحدث للتربويين والمعلمين كان يذكر بأهمية الوسطية وأن الإسلام هو دين الوسطية وأن المملكة العربية السعودية قامت على الاعتدال وعلى العقيدة الصحيحة فكان يحذر من الغلو ومن التطرف ومن التشدد وهذه نراها في منهجه في تشجيع كل ما له علاقة بالدين الإسلامي المعتدل الصحيح مثل دعمه لكرسي الأمن الفكري في جامعة الملك سعود وكذلك كرسي الدراسات الوطنية في جامعة الإمام، وكذلك الكراسي البحثية في بعض دول العالم ومنها كرسي الأمير نايف في جامعة موسكو, وجائزة الأمير نايف للسنة النبوية وغير ذلك''.
من جهته قال الدكتور لواء متقاعد أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية عند ذكر الأمير نايف بن عبد العزيز نتذكر النجاحات الأمنية والدينية له في المجتمع السعودي فهو في الحقيقة أعاد بناء وزارة الداخلية ووسع من صلاحياتها وعمل دور القائد الفعلي في قطاعات الداخلية ولم يقبل يوما بأي تخاذل أو تهاون أو تلاعب مهما كانت درجته في أي قطاع يتبع إدارته.
وعلق عشقي على أهم تصريحات الأمير نايف بن عبد العزيز وحزمه بعدم السماح لأي دولة أجنبية صديقة كانت أو عدوة بالتدخل في شؤوننا المحلية أو الأمنية أو السياسية.
وأبان أن الأمير نايف اختط طريقين لمكافحة الإرهاب القوة الناعمة عبر الحوار ومراكز التناصح وقوة صلبة مع من تلطخت أيديهم بالأعمال الإرهابية ويصرون على أفكارهم التكفيرية والإجرامية وشد من أزر الأمن في مواجهتهم.
وزاد ''إن الأمير نايف استخدم المنابر الدينية للحيلولة دون تكوين مزيد من التعاطف الشعبي مع المتورطين في الإرهاب كما أن طرق المكافحة لم تتسبب في تعطل الحياة في السعودية على غرار ما يحدث في جميع دول العالم حيث كانت تحدث الاشتباكات والمواجهة دون إثارة الهلع بين العامة''.
وذكر أن الأمير نايف يشدد دائما على عدم السماح لكائن من كان بالتدخل في شؤوننا الدينية أو الداخلية أو السياسية, وعرج على قرار الأمير نايف بعدم السماح بالمظاهرات وقال لأنها في الأصل غير مسموح بها في نظام الحكم إضافة لقناعة الأمير نايف بعدم جدواها في التعبير عن الحقوق والمطالبات وخوفا من أن تدار هذه التجمعات من قبل دول خارجية معروفة بعدائها للمملكة.

الأكثر قراءة