أوامر سلطان .. لمسة حنان لمرضى الكبد
من يطلع على وحدة الأمير سلطان في مركز زراعة الكبد في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، فإنه سيكتشف أنه ليس كغيره كمستشفى بجدران بيضاء معتادة.
الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - كان حريصا، كما يحدثنا الكثير من العاملين في الوحدة، على أن يجعل المكان مليئا بألوان الطفولة والرسومات التي تدخل البهجة على قلوب الأطفال؛ فالهدف لم يكن علاجهم فقط، بل إشعارهم بطفولتهم وسعادتهم.
"الاقتصادية" زارت أمس الوحدة، وشاهدنا أطفالا سعوديين وغير سعوديين بجانب بعضهم البعض، فلا فارق في حق العلاج وحق الطفولة عند منح العلاج.
#2#
تقول والدة الطفل عبد الله خالد فتح الرحمن – سوداني: "إن ابنها عندما كان عمره سبعة أيام لاحظوا اصفرارا غريبا في وجهه وعجزت المستشفيات والتحاليل الطبية في السودان في أول الأمر عن التوصل لسبب هذه الصفرة، إلا أنه وبعد عام من ولادته عرفوا أنه في حاجة إلى نقل كبد".
وأضافت: لا أمل في السودان فلا توجد تقنية ولا وسيلة كهذه، وقتها أخبرهم شخص في السودان بأن هذا النوع من العلاج يوجد في مستشفى القوات المسلحة؛ ولأن زوجها يعمل هنا، قدم طلبا للأمير سلطان الذي وافق على العلاج، وبالفعل جاءت الموافقة ووصلوا هم من السودان وأُجرِيت العملية التي لا تعرف لولا أمر العلاج ما الذي كان سيحل بابنها؛ فمبلغ العملية مليون ريال، وهو مبلغ لا يتوافر لهم ولا في أحلامهم.
واسترسلت: لولا العملية لما استطاع ابني المشي واللعب، ولما رأيته أمامي، لقد بكيت عندما عرفت الخبر وأنا لم أره، فما بالك بالذين رأوه وتعاملوا معه؟
وتضيف: إن ابني أصيب بحرارة منذ أسبوع والآن الدكتور أخبرنا بضرورة إعادة العملية وهذا يحتاج لأمر آخر. للأسف أصبح صعبا بعد وفاته - رحمه الله؛ لأنه من النادر أن تجد من يتبرع لعلاج مكلف لمريض لا يعرفه.
خالد باسم - طفل يمني عمره ثلاث سنوات أنهى عملية زراعة الكبد بعد أن أمضى ثلاثة شهور وعشرة أيام في المستشفى ولا تعرف لولا أمر العلاج كيف كانت ستتمكن من إجراء العملية لابنها وأن تراه ويلعب.
أما محمد قرادمور - شاب سوري عمره 20 سنة، يقول والده محمود: إن ابنه تعب وبدأوا في إجراء التحاليل الطبية لمعرفة السبب التي لم يعرفوها في سورية.
وبعد فترة شك أحدهم بتضخم بالكبد، وبالفحوص عرفوا أن زراعة الكبد ضرورية لحياته، ولكن لا أمل في أي علاج في سورية.
ولأنه مهندس ويعمل في المدينة المنورة كان يستمع في السيارة ذات مرة للراديو وهو يعلن افتتاح مركز زراعة الكبد في المستشفى العسكري؛ فشعر بأنها فرصة ولده الوحيدة، وبالفعل قدم طلبا لعلاج وجاءت الموافقة عليه.
وأجرى العملية وهو الآن يجري فحوصا دائما ودورية للتأكد من عمل الإنزيمات، وأكمل دراسته في معهد صناعي.