ممرضات: يعاملنا كالأب ويسأل عن صحتنا وأحوالنا وكأنه منا

ممرضات: يعاملنا كالأب ويسأل عن صحتنا وأحوالنا وكأنه منا
ممرضات: يعاملنا كالأب ويسأل عن صحتنا وأحوالنا وكأنه منا

تواتر روايات عطاء الأمير سلطان بعد وفاته أثبت أن الفقراء والبسطاء من الناس يعرفون أكثر من غيرهم عن جوده وكرمه، كونهم الأحوج، وتأثير سد حاجاتهم يترك أثرا يبقى طوال العمر معهم، بل وتتناقله أجيالهم.

«الاقتصادية» زارت مستشفى القوات المسلحة بالرياض، لتستقي مواقف للراحل، فنبل وعطف الأمير سلطان يعرفهما الموظفون البسطاء قبل المديرين و المسؤولين.

تحكي مارلين فيلي ممرضة تعمل في المستشفى من عام 1989، أن الحظ حالفها أن تشاهد الأمير سلطان خلال العملية التي أجراها في المستشفى، وتقول "لم أكن أشعر أنه أمير، فلقد كان متواضعا يبادر بالحديث والكلام معي ويخاطبني بلغتي بدءا من تحية الصباح وحتى المساء، كما يبادرني بالسؤال عن صحتي والعمل، بل عن أسرتي أيضا.

بينما في الغالب يكتفي المرضى بطلب المساعدة منا وتوجيهنا ولا يتبادلون معنا الحديث أو الكلام حتى أن زميلتي الأخرى بكت يوم سمعت الخبر".

#2#

وتكمل حديثها إن زميلتي بيسي جايني على الرغم من أنها تعمل في المستشفى من فترة ليست طويلة إلا أنها بكت عندما عرفت بخبر الوفاة، وتصف بحديثها يوم السبت صباحا أنها عندما جاءت لعملها كانت متأثرة وحزينة، كونها تذكرت عطفه خلال وجوده في المستشفى وقت العملية، وقالت "كان يعاملنا كالأب ولا يستفسر عن حالي فقط بل عن حال أسرنا وأهالينا وكأنه شخص قريب منا ويعرفنا".

وتؤكد الممرضة أنها تهتم بطفل مشى ولعب بعد زراعة كبد أمر بها الأمير الراحل، ولا تملك إلا أن تبكي لأنها تشعر بوجوده في كل مكان ومع كل طفل تهتم به.

وتشير رئيسة الممرضات في المستشفى إيما بالما إلى أنه من المعتاد أن تكون شخصية كالأمير بعيدة عن الممرضات وجو العمل، ولكن مع الأمير سلطان كان الأمر مختلفا، فرحمه الله كان يتكلم مع كل منا بل ويبادر بالحديث دون وسيط ويسأل عن العمل وما نحتاج إليه.

وأضافت: كان دائم الحريص أن تتوافر لدينا كل المعدات والأجهزة التي تساعدنا في عملنا، لذا فإنني ما زلت أشعر بوجوده من خلال صورته وكل ملف لمريض يكون دخوله بأمر منه، فحتى المرضى كلهم فجعوا عندما سمعوا الخبر .

وتعبر جولي كروز عن أسفها لأنها لم تره خلال فترة عملها ولكنها من كثر ما سمعت عنه سواء من المرضى أو من زميلاتها شعرت بأنه كحلم أو أسطورة وكانت تنتظر أن تراه في إحدى زياراته ولكنها عرفت بخبر موته فحزنت لأن الأمل برؤيته أصبح مستحيلا.

ويحدثنا سالم الدوسري حارس أمن في المستشفى بأنه يتذكر حتى الآن قصة الشاب العاطل الذي جاء ليسأله باحثا عن عمل فلم يجد هنا، واقترح عليه أن يقابل الأمير ولكنهم منعوه من البقاء داخل المستشفى فانتظر في المواقف إلى أن شاهد الأمير فكلمه وقتها لم يكتف - رحمه الله - بالأمر بعمل وشيك بمبلغ 50 ألف ريال فقط، بل يتذكر أنه فتح سيارته ومنحه مبلغا نقديا كبيرا منها أيضا.

الأكثر قراءة