قبل المطر .. أين الخطر؟ (2 من 5)

قبل المطر .. أين الخطر؟     (2 من 5)
قبل المطر .. أين الخطر؟     (2 من 5)

كيف ستواجه جدة تحديدا موسم الأمطار هذا العام؟ السؤال ليس اعتباطيا، ولكن لأن ذاكرة المدينة الجميلة تختزن تجربتين مريرتين ذهبت فيهما أوراح وحدثت فيهما خسائر..
في الحلقة الثانية من تقارير "الاقتصادية" عن موسم الأمطار واستعدادات المناطق السعودية لذلك، نتطرق إلى عروس البحر الأحمر بعد أن ناقشنا في الحلقة الأولى استعدادات الرياض.

في جدة، انتقل الملف إلى إمارة منطقة مكة المكرمة التي حرص مسؤولوها وعلى رأسهم الأمير خالد الفيصل على مكاشفة الصحافة بالوضع على أرض الواقع، وتوضيح الجهود التي تبذل لمواجهة أي طارئ. لهذا الأمر جرى تقسيم المحافظة إلى 16 مربعا، ونفذت مشاريع عاجلة بنحو 1.5 مليار ريال، حيث يجري العمل على قدم وساق في مجاري أودية خاصة في أحياء السامر والقريبة منها.

ضمن جهود المواجهة أيضا تشرح وزارة الصحة دورها من خلال غرفة عمليات يجري فيها تمرير المعلومات إلى الجهات الصحية والإخلاء الطبي، على أن يتم تحويل بعض المدارس إلى مستشفيات ميدانية في حال الطوارئ – لا سمح الله – مع العمل على إجراء تطهير كيميائي وإشعاعي لمنع انتشار الأوبئة بعد الأمطار.

كل الدلائل تقول إن هناك عملا جبارا ينفذ حاليا في جدة، وإنه إذا ما تمت الأمور حسب المخطط لها، فإن المدينة ستكون في مأمن، بإذن الله، من أخطار السيول.. وهو مبتغى الجميع.. إلى التفاصيل.

## جدة تسابق الزمن بـ 14 مشروعا .. والذاكرة تحتفظ بكارثتين

عبدالله القرني من جدة

أكدت لـ''الاقتصادية'' إمارة منطقة مكة المكرمة الانتهاء من 14 مشروعا عاجلا مخصصة لمواجهة موسم الأمطار المقبل في منتصف شهر تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل بتكلفة تجاوزت 1,5 مليار ريال تقوم بتنفيذها شركات محلية وعالمية متخصصة في مشاريع البنى التحتية, نجحت جميعها في تجاوز أي تعثر في المشاريع المسندة إليها.

وقالت الإمارة إن مشروعين على وشك الانتهاء في منطقتي السامر وأم الخير تشمل فتح مجار للسيول فيها والتي كانت أكثر المناطق تضررا في سيول العامين الأخيرين التي ضربت جدة هي الأبرز في حزمة المشاريع العاجلة التي اعتمدتها اللجنة التنفيذية لمواجهة السيول و12 موقعا آخر تختص بمعالجة مواقع مختلفة داخل مدينة جدة لتكون جاهزة وقت موسم الأمطار المقبل لاستيعاب أعلى نسبة متوقعة من منسوب المياه إضافة لمعالجة اثار السيول السابقة في تلك المواقع.

وأوضح لـ''الاقتصادية'' سلطان الدوسري مدير عام الدراسات والعلاقات العامة في إمارة منطقة مكة المكرمة أن نسبة التعثر في المشاريع العاجلة لمواجهة السيول والتي يشرف عليها مهندسون من إدارة مشروع تصريف السيول تحت مظلة إمارة المنطقة كانت صفرا في المائة حيث نجحت الجهود التي يقودها الأمير خالد الفيصل في متابعة تنفيذ تلك المشاريع وتضافر جهود الجهات الحكومية المختلفة في إنجاز المشاريع في وقت قياسي؛ حيث كان العمل مستمرا طيلة الـ24 ساعة وفي كل أيام الأسبوع منذ بدء العمل فيها.

وأشار الدوسري إلى نجاح تجربة الاعتماد على شركات عالمية في المشاريع حيث كان دور الاستشاري في المشاريع موكلا لشركة أمريكية لها خبرة طويلة في مشاريع درء مخاطر الكوارث الطبيعية في أمريكا وغيرها من دول العالم.

وقال إن الأمير خالد الفيصل قد وجه في بداية أعمال اللجنة الفرعية، بضرورة الاستفادة من الخبرات الأجنبية القادمة وإشراك شباب سعودي للتدريب من خلال مشروعي السامر وأم الخير والمشاريع المدرجة ضمن الحلول العاجلة الـ14 والتي أعلن عنها لمعالجة مشكلة مياه الأمطار والسيول في محافظة جدة.

وأضاف الدوسري أن المشاريع العاجلة التي اعتمدت من اللجنة الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول تهدف للتخفيف من الأضرار المتوقعة للسيول، وجرى الأخذ في الاعتبار نسب مياه الأمطار العالية التي سجلت في العامين الأخيرين في جدة.

وذكر الدوسري أن الأمير خالد الفيصل شدد في الاجتماعات التي يعقدها بصفة دورية مع المسؤولين على إنجاز المشاريع العاجلة في وقتها للاستفادة منها في الموسم المقبل وهو ما قابله التزام من قبل المقاولين التي رست عليها المشاريع والجهات الرقابية المختصة, مضيفاً ''هناك حلول دائمة لمواجهة مخاطر السيول والأمطار في جدة اعتمدت للتنفيذ وتقوم إمارة المنطقة بالإشراف عليها''.

وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قد وقع عقدا تنفيذ 12 مشروعاً ضمن الحلول العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة، بقيمة تجاوزت 795 مليون ريال، تنفذه شركة نسما في مدة زمنية حددت بـ110 أيام.

وأقرت اللجنة الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول 14 مشروعاً تحت اسم الحلول العاجلة لإنهاء مشكلة محافظة جدة مع مياه الأمطار والسيول، إذ نفذت شركة المباني المشروعين رقم 11 و 12 في حي السامر وأم الخير، فيما وقع الاختيار على شركة نسما لتنفيذ الـ12 مشروعاً المتبقية، والمتمثلة في معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول داخل عدد من الأنفاق والمواقع الحيوية داخل محافظة جدة.

وعن الاستعدادات لموسم الأمطار قال مسؤول الدراسات والعلاقات العامة في إمارة منطقة مكة المكرمة إن مدينة جدة جرى تقسيمها لـ16 موقعا وتزود جميعها بالطاقات المادية والبشرية من جميع الأجهزة الخدمية كالجهات الأمنية والصحة والبلدية، وتم الاعتماد على الأمانة في تقسيم المدينة لمواقع مختلفة بالاعتماد على الخريطة السكانية لأهالي المحافظة حتى تتمكن الجهات المختصة بالإنقاذ من تقديم خدماتها في أوقات أسرع للمحتاجين إليها من المتضررين عند جريان السيول, لافتا إلى إشراك الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في الاجتماعات التي تعقدها اللجنة المختصة بالأمطار للأخذ برأيها في جانب الأحوال الجوية وتوقعات هطول الأمطار ومواعيدها.

## لمواجهة الطوارئ.. تحويل المدارس إلى مستشفيات ووحدات للتطهير الكيميائي

ماجد الحميدان من جدة

كشفت لـ''الاقتصادية'' وزارة الصحة عن تهيئة وحدات خاصة بالمعالجة والتطهير من العوامل الكيميائية والإشعاعية والجرثومية في المستشفيات الرئيسية والتأكد من جاهزيتها, لمواجهة الأوبئة والسيطرة عليها واحتوائها, عن انتشارها، لا قدر الله, وذلك ضمن الخطة العامة للشؤون الصحية عند هطول الامطار.

#2#

وأكد لـ ''الاقتصادية'' الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بجده أنه تم توفير الفرق الطبية بأعداد كافية لتقديم الخدمات الطبية للمتضررين وتنفيذ خطة الإخلاء الطبي تنسيقا مع الجهات ذات العلاقة, في حالات الطوارئ, عند هطول الأمطار الغزيرة, كاشفا عن التنسيق مع الدفاع المدني ووزارة التربية والتعليم لتهيئة المدارس واستخدامها كمستشفيات في الحالات الطارئة.

وأوضح باداود أن الخطة تستهدف تقديم الخدمات لمن يتم إخلاؤهم, وتجهيز كافة المستشفيات والمراكز الطبية الثابتة والمتنقلة سواء كانت حكومية أو خاصة بالإمكانيات والمستلزمات الطبية والأدوية والكوادر الطبية ووسائل النقل في كل منطقة لاستخدامها وقت الحاجة.

وبين أنه سيتم التنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة التربية والتعليم لتهيئة بعض المدارس وما في حكمها لاستخدامها كمستشفيات مؤقتة متى دعت الحاجة لذلك.

وقال سيتم إبلاغ مراكز عمليات الطوارئ عن أي حالة مرضية تظهر بمنطقة الإيواء والعمل على تداركها وتقديم العلاج اللازم لها, كما سيتم حصر أعداد المصابين ودرجة إصابتهم وتزويد الجهات المعنية ببيانات عن ذلك (الأمن العام - الدفاع المدني), وكذلك تهيئة المستشفيات والمراكز الطبية والمستوصفات العامة والخاصة لاستقبال حالات الطوارئ ووضع الترتيبات اللازمة لتحويل بعض الغرف العادية في المرافق الصحية إلى غرف عمليات طوارئ بالتنسيق مع الجهات المعنية, كذلك العمل على تهيئة وحدات خاصة بالمعالجة والتطهير من العوامل الكيميائية والإشعاعية والجرثومية في المستشفيات الرئيسية والتأكد من جاهزيتها, مؤكدا حرص إدارته على اتخاذ الترتيبات اللازمة لمواجهة الأوبئة والسيطرة عليها واحتوائها, عن انتشارها لا قدر الله.

وأشار إلى أن إدارة الشؤون الصحية قامت بتوفير الأطقم الطبية اللازمة من الأطباء والمختصين للكشف على جثث الموتى بمواقع استقبال الوفيات وإصدار شهادات الوفاة وتصاريح الدفن والتحنيط إذا تطلب الأمر ذلك, وتم أيضا إعداد خطط الإخلاء الطبي في كل منطقة تنسيقا مع المديرية العامة للدفاع المدني والجهات الأخرى ذات العلاقة واعتمادها, كما تم وضع مخطط صحي يتضمن تحديد القدرة الاستيعابية للمستشفيات العامة والخاصة والمراكز الطبية والمستوصفات في كل منطقة وتزويد جمعية الهلال الأحمر السعودي بها قبل نقل الإصابات, اتخاذ الترتيبات اللازمة لإيجاد مواقع حفظ وعرض الجثث للتعرف عليها ومعرفة هويات المتوفين بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة, إجراء حصر دوري شامل لجميع المرافق الصحية وإعداد بيانات إحصائية لها والتنسيق معها لمعرفة كافة إمكانياتها المادية والفنية والبشرية ووضع القواعد والتنظيمات والترتيبات اللازمة لوضعها جميعا تحت تصرف وزارة الصحة في حالات الطوارئ, إعداد الخطط التفصيلية لتوفير الأدوية والمستلزمات والأدوات والمعدات الطبية الأساسية مع التركيز على نوعية الأدوية والمستلزمات الصحية التي يكثر استخدامها في حالات الطوارئ مع ضرورة تخزين احتياطي استراتيجي منه, وضع الخطط اللازمة لتوفير الكميات الضرورية من الدم والبلازما لجميع بنوك الدم العامة والخاصة ووضع الضوابط والقواعد التي تكفل تحقيق ذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

واستطرد مدير الشؤون الصحية بجدة أن نطاق الخطة المكاني سوف يطبق على محافظات جدة ورابغ والليث وأضم والقنفذة وسوف يكون نطاق الخطة الزماني ساري المفعول ما لم يصدر شيئا بتعديلها أو إلغائها.

ولفت الى التشديد على قيام مندوب الصحة بتمرير المعلومات لعمليات اتصالات الصحة التي بدورها تبلغ كل من مدير إدارة الطوارئ أو من ينوب عنه ومدير الشؤون الصحية ورئيس لجنة الطوارئ والإخلاء الطبي الميداني بمديرية الشؤون الصحية أو من ينوب عنه، وذلك في حال صدور بلاغ الطوارئ من غرفة العمليات المشتركة للدفاع المدني.

كما أكد وجود غرفة قيادة عمليات طوارئ الصحة ومهمتها إدارة عمليات التدخل ومواجهة الكارثة ومتابعة الموقف أولا بأول, حيث تقوم هذه الغرفة بتسجيل معلومات متكاملة عن الكارثة, تحديد المواقع المتضرره على الخريطة, تزويد قائد الإخلاء الطبي بمعلومات تفصيلية, تسجيل طلبات قائد الإخلاء ومتابعة تنفيذها, تسجيل الأوامر والتوجيهات الصادرة من القيادات الصحية ومتابعتها, تقديم كافة أوجه الدعم حتى انتهاء حالة الطوارئ, رصد وحصر عدد الإصابات ونوعها وجهة إحالتها, متابعة الوضع في المستشفيات بصورة دورية كل 30 أو 60 دقيقة أو حسب الحاجة.

الأكثر قراءة