المفتي: البيعة شرعية لا يجوز نكثها ولا التلكؤ فيها
أكد فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة أن بيعة الشعب السعودي لولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز بيعة شرعية يجب على الجميع الالتزام بها، لأن لولي الأمر أن يختار من يعلم أهلا لها وهذه مهمة عظمى.
وأوضح في كلمته :'' في هذا اليوم يوم السبت الثاني من ذي الحجة لعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة نلتقي هنا لمبايعة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء كما أمر في ذلك خادم الحرمين الشريفين''.
وأضاف: ''أيها الإخوة هذه البيعة للأمير وفقه الله بيعة شرعية، بيعة دينية لأنها بأمرين، الأول تعيين خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية أخيه نايف بن عبد العزيز وليا لعهده، مبني على علم وبصيرة وروية وإدراك بأن هذا الرجل سيسد ذلك الفراغ الذي خلفه عزيز على الجميع سلطان بن عبد العزيز غفر الله له ولنا ولجميع أموات المسلمين''.
وأشار إلى أن: ''هذه البيعة بيعة شرعية وتؤكد على الجميع الالتزام بها والمحافظة عليها لأنها بيعة شرعية لأن لولي الأمر أن يختار من يعلم أهلا لها وهذه مهمة عظمى، إذ هي أمانة ويجب أن يختار لها من يغلب عليه الظّن -إن شاء الله- ويؤمّل فيه القيام بحق هذه الأمانة ولنا في ذلك سلف صالح، سلف عظيم سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه في آخر حياته أشار إلى الصحابة وأوصاهم بأبي بكر الصديق وقال : مروا أبا بكر فليصلِ بالناس ، وقال يأبى الله والمسلمون إلاّ أبابكر، وقال الصحابة رضيه رسول الله لديننا ألا نرضاه لدنيانا؟! فبايعه الصحابة واتفقوا على بيعته -رضي الله عن الجميع- وفي آخر حياة الصديق -رضي الله عنه- عهد بالخلافة لمن رآه أهلا لذلك وخير الموجودين على الأرض ألا وهو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دعا الصديق له بالخلافة فوافقه المسلمون وبايعوه خليفة لهم''. ولفت:'' ولما استُشهد عمر -رضي الله عنه- أوصى بالأمر لستة نفر من أصحاب رسول الله ممن مات وهو عنهم راض وعن الستة جعلوا أمرهم إلى اثنين، ابن عوف وعثمان -رضي الله عنهما- ، فاتفق المسلمون على بيعة عثمان بن عفان خليفة للمسلمين ، وهكذا سار ملوك الإسلام في العهد الأموي والعهد العباسي على هذا المنوال العظيم، وهذه البلاد السعودية المباركة سارت على المنهج القويم منذ الدولة الأولى كان الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - ثم عهد بالأمر إلى ابنه عبد العزيز ثم عهد إلى ابنه سعود وهكذا توالت هذه الأمور''.
وزاد:'' والملك عبد العزيز - رحمه الله - لما انتهى من تأسيس هذه المملكة عُهد بالملك من بعده إلى ابنه سعود ثم فيصل بن عبد العزيز ، وبعد رحيل سعود بن عبد العزيز بايع المسلمون فيصل بن عبد العزيز ملكا لهم ، وبعد ذلك عهد فيصل لخالد بن عبد العزيز لولاية العهد ثم بايع المسلمون خالد بن عبد العزيز وليا لأمرهم وفهد بن عبد العزيز ولي عهده ، ثم بايع المسلمون أيضا عبد الله بن عبد العزيز وسلطان ولي عهده وهكذا سار المسلمون على هذا المنوال ، وخادم الحرمين - وفقه الله وبارك في عمره وعمله - من حرصه على الأمة وشفقته عليهم ورحمته بهم وإدراكا منه بالأمر المهم رأى أن الأمير نايف بن عبد العزيز هو أولى الناس في هذه المسؤولية فنحن مطيعون وسامعون جميعا ، مطيعون لأنها بيعة شرعية ولا يجوز نكثها ولا التشكك والتلكؤ فيها بل هي بيعة شرعية واجب على كل مسلم الالتزام بها''.
وخاطب الأمير نايف قائلا:'' أوصي نفسي وأوصيك بتقوى الله فإنها وصية الله للأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) كن مع الله يكن الله معك توكل عليه بالتكبير واستعن به والجأ إليه في كل الملمات (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) سل الله التوفيق والسداد والعون في كل الملمات فإن الله قريب (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني) فالجأ إلى ربك في كل أمورك واستعن بربك ، أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويهيئ لك البطانة الصالحة تذكرك إذا نسيت وتعينك إذا ذكرت وأن يرحم سلطان بن عبد العزيز وليغفر له ويجزيه عن الإسلام وعن المسلمين خير الجزاء وأن نعرف قدر ومكانة الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي رافق أخاه في رحلته العلاجية الطويلة ورافقه بإخلاص ومحبة ووفاء وهذا جميل ينبغي أن نشكره عليه ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله''.
وختم حديثه:'' أسأل الله أن يوفق الجميع ويرحم أموات المسلمين ويبقي لهذه الأسرة فضلها ومكانتها ، فإن الأمة دعت للأسرة الكريمة بالفضل والعرفان فقد تعاقبت حكاماً على هذه الجزيرة كما يقال ويذكرون فأرجو الله أن يوفقهم وأن يجعل خلفهم يعقب سلفهم على حسن حال. إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد''.