تأثر بآية قرآنية وحث «التحقيق والادعاء العام» على العمل بها
تعددت مواقف المسؤولين والمرافقين للأمير نايف بن عبد العزيز في عدة مجالات ومناسبات رسمية وغير رسمية، حيث أظهرت تلك المواقف رقي تعامله وقوته في الحق وشجاعته في اتخاذ القرارات.
يروي في هذا الصدد سليمان بن عثمان الفالح المستشار الشرعي للأمير نايف بن عبد العزيز، رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام سابقا أنه في أحد الاجتماعات التي جمعت الأمير نايف بمسؤولي وأعضاء الهيئة، تلى حينها القارئ قوله تعالى:
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)، وعندما انتهى القارئ رأيت الأمير يحرك رأسه يمينا وشمالا ويقول هذه الآيات العظيمة تتحدث عن الأمانة وعظمها، ثم جعلها منطلق الحديث في هذا الاجتماع حتى تأثر وأثر في جميع الحاضرين، وأوصانا جميعا بالحرص على الأمانة والاهتمام بها وأن تكون أساسا لأعمالنا، وعندما غادر الاجتماع أصبح حديث الأمير مثار إعجاب كافة الأعضاء لأنه أوضح لهم واجباتهم ومسؤولية كل واحد منهم أمام الله، ثم أمام ولاة الأمر الذين ينشدون العدالة بكل صدق وأمانة، لأن أعمال الهيئة تمس المواطنين والمقيمين في كافة أنحاء بلادنا العزيزة.
#2#
وبين الفالح أن الأمير نايف بن عبد العزيز بذل منذ تعيينه في وزارة الداخلية وقبلها في إمارة منطقة الرياض ثم نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء بجانب عمله وزيرا للداخلية، كل ما يستطيع في خدمة دينه ووطنه ومليكه، وما يواصل مسيرة الأمن والاستقرار والبذل والعطاء في ظل القيادة الحكيمة.
وقال الفالح إن الأمير نايف بن عبد العزيز كان لبعد نظره أثر في تطوير وزارة الداخلية وكافة القطاعات الأمنية المرتبطة بها، مما نتج عنه استتباب الأمن واستقرار البلاد حتى أصبحت مضرب مثل لكافة الشعوب العربية والإسلامية.
وأضاف الفالح: '' الحديث عن الأمير نايف بن عبد العزيز يطول ولو أراد المرء أن يكتب عن بعض ما يعرفه عن الأمير نايف من مواقف متعددة الجوانب فلن يستطيع أن يحيط بشخصية نايف بن عبد العزيز، حيث تتسابق الأولويات، فهل أكتب عن حلمه الأحنفي، أم عن قوته في الحق، وشجاعته في اتخاذ القرارات أم كرمه الحاتمي الذي لا حدود له، ولا سيما على الفقراء والمحتاجين وبالأخص ذوي الاحتياجات الخاصة فالكل يشهد عما يقدمه من عطاء وبذل أثناء مقابلاته المعتادة للجمهور في مكتبه أو منزله أو أي مكان يتواجد فيه ، ولقد شاهدت ذلك بنفسي مرارا وتكرارا.
وتابع الفالح: كان لي شرف التعرف على الأمير نايف قبل تعيينه نائبا لوزير الداخلية، كنت أزوره في قصره الكائن في نهاية شارع الباخرة منذ قرابة 40 سنة وعند زيارتي الأولى له وجدته ينتظرني عند البوابة الخارجية للقصر ومشيت معه، لا يتقدم علي في سيره خطوة ولا ينصرف عني بوجهه، وكان ممسكا بيدي مع ابتسامته المعهودة،حتى دخلنا الباب وجلست معه في غرفة صغيرة وقد قدمني بالدخول مع باب الغرفة وجلسنا مدة ساعتين نتحدث، لم يخرج من الغرفة إلا مرة واحدة بعد الاسئذان مني كضيف زائر، وعندما أراد العودة طرق علي الباب مستئذنا بالدخول ، وقد تحدثنا في مختلف الأحاديث والعلوم.
ويضيف الفالح: كررت زيارتي له عدة مرات، حيث انطبعت هذه الصفات الحميدة في ذهني وأحببته من قلبي واحببت لقاءه والاستفادة من علمه، لحديثه الشائق وأخلاقه العالية، وكنت على يقين بأنه سيكون ذا شأن كبير، بل كنت أتمنى له ذلك حبا فيه وحبا للوطن لما يؤمل في شخصيته المميزة، وكنت أقرأ ذلك في شخصيته وفي ملامحه وفي نظراته، والحمد لله تحقق ما كنت أتمناه، فنايف بن عبد العزيز هو الرجل الذي أحب الناس وأحبوه واحترمهم واحترموه وأكرمهم وأكرموه، بجانب قوته وأمانته. وقال الفالح عندما صدر الأمر السامي الكريم بتفعيل هيئة التحقيق والادعاء العام ، وتم اختيار رئيس الهيئة ونائبه تشرفنا بمقابلته وأخذ يحدثنا عن أهمية الهيئة ونظامها، وضرورة تطبيقها وأن الناس سواسية لا فرق بين كبير وصغير وأن علينا قبل كل شيء تقوى الله ومراقبته في السر العلن، وأعطانا الثقة الكبيرة بنفوسنا ووعدنا بأن يكون سندنا الأقوى وعلينا مراجعته في كل وقت لحل ما قد يعترضنا من صعاب أثناء عملنا ، وفعلا كان هو الداعم القوي في جميع أعمالنا ، حتى وصلت الهيئة إلى ما وصلت إليه ، وأنشأت الفروع والدوائر في أنحاء المملكة، وكان يزور الهيئة في مقرها ويجتمع بأعضائها ويوجههم بما يحقق المصلحة العامة.