نايف ولياً للعهد.. خيرُ خلفٍ لخيرِ سلف
لم يكن مستغرباً اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى وزارة الداخلية، فما حققه سموه خلال مسيرته العملية من نجاحات كبيرة على مختلف المستويات، وبشكل خاص على المستوى الأمني، يشهد لسموه بهذا الاستحقاق.
وقد جاء اختيار سمو الأمير نايف ولياً للعهد ليؤكد أن بلادنا ولله الحمد تشهد استقراراً يُعد محل تقدير جميع المراقبين الذين يرون ما تمر به عديد من الدول العربية من اضطرابات وفوضى وخلافات بلغت حد النزاع المسلح، كما أن الإعلان عن تسمية الأمير نايف ولياً للعهد، وإشعار خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ أعضاء هيئة البيعة برغبته في تعيين سمو الأمير نايف ولياً للعهد ومباركة أعضاء الهيئة هذا الترشيح، يبين مدى التوافق الكبير بين أركان الأسرة المالكة.
إن مما يميز المملكة أنها تعيش استقراراً نابعاً من رسوخ مؤسسة الحكم وثباتها وما تحظى به من قبول وثقة شعبية كبيرة، فالمواطنون لديهم ثقة كبيرة بحسن مسار البلاد، وأن القيادة الحكيمة تحرص كل الحرص على تجنيب البلاد ما تعاني منه دولٌ عديدة، وتجلى هذا الحرص في اتخاذ القرار المناسب المنتظر شعبيا، وإشراك هيئة البيعة في الرأي، تأكيداً لأهمية الدور المناط بها.
وقد تم اختيار ولي العهد في ظل شعور عميق بالاستقرار، سواء على مستوى الدولة، أو على مستوى المواطن، فلم تكن الدولة تحت وضع يلح عليها بالاستعجال في الاختيار، بل تم تأجيل الاختيار إلى انتهاء فترة العزاء ليصدر القرار الذي كان متوقعاً من الجميع.
إن الخبرة التي اكتسبها سمو الأمير نايف بن عبد العزيز خلال ستين عاماً من العمل الإداري، بدءاً بإمارة منطقة الرياض ثم تولي الملف الأمني، وكيلا ثم وزيراً للداخلية، ثم نائباً ثانياً، وما أنيط بسموه من مهمات أخرى، جعل منه الرجل المناسب في المكان المناسب، خاصة أنه يخلف الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في ولاية العهد، فكان خير خلف لخير سلف.
وقد عُرف عن سمو الأمير نايف تعدد مهامه، ومعرفته بشؤون الدولة، من خلال توليه ملفات حساسة ومهمة، بدءا بالملف الأمني الذي عايش من خلال إدارته له كثيراً من الأحداث التي تعرضت لها بلادنا، فكان الربان الماهر القادر على اتخاذ القرار الصعب في أحلك المواقف، وبهدوء عجيب، كما أدار ملف الحج وما يرتبط به من أعمال تتكرر كل عام، وساهم في معالجة ملفات أخرى، مثل مواجهة قضايا الإرهاب والبطالة والمخدرات وغيرها من الملفات المهمة، وكان أداء سموه، وحزمه في معالجة هذه القضايا، محل تقدير ومبعث اطمئنان لدى الجميع.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأدام على بلادنا عزها وأمنها واستقرارها.