نايف وسلمان .. ركنا الدولة في ظل قيادة خادم الحرمين

نايف وسلمان .. ركنا الدولة في ظل قيادة خادم الحرمين

ماذا يعني أن تكون متخرجا من مدرسة حاكم قاد أكبر وحدة في العالم العربي عرفتها القرون الأخيرة، هل ثمة شيء إلا الاتفاق والتكامل والاتحاد؟ هكذا يقرب الصورة مسن سعودي عرف ماذا يعني أن تكون البلاد شعوبا وقبائل متفرقة وأن تتوحد تحت علم واحد أرخى لها حبائل الاستقرار في لجات منطقة تهدر بحورها بفتن الليل والنهار.
خريجو هذه المدرسة لا يجدون غضاضة في إرهاق أنفسهم ليبقى البنيان موحدا، لا يبالون براحة الجسد وفي الذهن التزام بتطوير البناء، تتعب الأجساد ولكن الهمم لا تجد وقتا للراحة.
الهمة العالية قادت الأب ليجمع أركان البناء ويغرس أول الزروع في باحاته، والهمة المتوثبة قادت الأبناء ليكملوا مشوار البناء ويسبغوا عليه ألوانا زاهية تبعث على الارتياح، وإن كانت الهمة لا ترتاح عند هؤلاء فالصدور ملأى براحة الإيمان، إيمان يتجسد بتوحيد الخالق ودعم أعمال البر والإحسان، ونفوس مطبوعة على التواضع والرفق وكراهية الطغيان.
نايف وسلمان، أميران أنجبتهما هذه المدرسة، مدرسة اختبرت فيهما سمو النفس وعلو الهمة لتضعهما على دروب العمل الشاقة في بناء الدولة وترتيبها من الداخل، داخل هذه الدولة ليس أمرا يسهل الحديث عنه، مساحة شاسعة تناهز مجموع مساحات أربع من كبريات الدول الأوروبية، وشعب لا يزال مفهوم الدولة "الوطن" فيه فيحاجة للتكريس بعد قرون من فوضى الضياع والتبعثر في مجاميع صغيرة.
يعمل الأميران بجد عرفه منهما المقربون ورأى ثمره البعيدون، فيما يجمعهما أكثر أنهما دوما كانا عضيدين أساسيين لمؤسسة الحكم التي عرفتها البلاد طوال العقود الماضية، غير أنهما لا يقتربان كثيرا من صورة الإنجاز إيمانا بأهمية العمل قبل الاحتفال واحتراما لتراتيبه ظلا محافظين عليها كبقية الأبناء الذين تخرجوا في مدرسة المؤسس الموحد.
وإن حضرت صورة الأمير سلمان جنبا إلى جنب مع صورة الأمير نايف فالبهجة تبدو واضحة مع اجتماع قامتين يجمعهما الإنجاز المشترك في بناء واحد طوراه معا، وسعادة تسجيل الهدف في شباك الهموم التي عرفاها معا في طريق العمل العام المضني.
أدارا معا قلب المناطق السعودية الثلاث عشرة، شكلت العاصمة الإدارية الرياض ميدان السياسة لهما، وفيها عاش الابنان الثالث والعشرون والخامس والعشرون من أبناء الملك المؤسس تقاطعات السياسة المحلية والإقليمية والدولية إذ عين الأمير نايف أميرا للرياض في 1953، فيما عين الأمير سلمان على إمارة الرياض في عام 1955، ليرسخ في ذهن السعوديين أن سلمان بن عبد العزيز هو حاكم نجد الذي عرفوا فيه حاكما منضبطا لا يتأخر عن موعد، ولا يؤخر التزاما، في حين عرفوا في نايف شقيقه ورئيسه المباشر كوزير للداخلية صفات مشابهة جعلت الاثنين يشكلان ثنائيا منسجما في إدارة شؤون المناطق.
يعيش الرجلان هم الثقافة المحلية والإسلامية بشكل بارز تكشفه اهتماماتهما بالبحوث في مجالات السنة النبوية التي يدعمها الأمير نايف. وفي التاريخ القريب المعاصر الذي أقام له أمير الرياض دارة فريدة من نوعها هي دارة الملك عبد العزيز، وفي منافحتهما عن الثقافة الإسلامية وبعدها عن التطرف والغلو. ويعلم الجميع مكانة الاثنين في نفوس الشعب، كما يعتبران ركنين أساسيين للدولة في ظل قيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
نايف وسلمان، أميران لا يجمعهما فقط كونهما أخوين شقيقين أنجبتهما الأميرة حصة السديري - رحمها الله، إلا أن ما يجمعهما تشابه الأسلوب في الإدارة وفي الانضباط وفي محبة العلم والثقافة، وفي عضدهما المستمر لإخوانهما الذين ساهموا في ارتقــــاء شأن البلاد.

الأكثر قراءة