فريق فرنسي – إيطالي ينقب عن الآثار في دومة الجندل
يتولى فريق عمل فرنسي – إيطالي التنقيب عن الآثار في دومة الجندل، بعدما وقع في الرياض أمس اتفاق معهم من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، إذ أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة تقوم حاليا بإحداث نقلة كبيرة لقطاع الآثار في المملكة من خلال تكثيف أعمال التنقيب الأثري عبر أكثر من 20 فريقا في كافة مناطق المملكة، والحركة النشطة لإنشاء المتاحف بالتزامن مع ازدياد المستكشفات الأثرية التي تزخر بها البلاد، منوها بالدعم والرعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز – حفظهما الله - للجهود والبرامج التي تقوم بها الهيئة لخدمة التراث الوطني وإبراز البعد الحضاري الذي تتميز به المملكة.
وأشار عقب رعايته توقيع الاتفاقية أمس إلى أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار برنامج المسح الوطني والتنقيب عن الآثار، الذي تقوم به الهيئة في عدد من مناطق المملكة من خلال فرق عمل سعودية بمشاركة فرق عالمية من عدة دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
منوها بأن هذه الاتفاقية تعد أول اتفاقية توقع بالشراكة بين دولتين مع السعودية، وقال: "نحن نعمل بالتعاون مع محافظ دومة الجندل والمجتمع المحلي لإبراز البعد الحضاري المهم الذي تتمتع به دومة الجندل ومنطقة الجوف من خلال ما تختزنه من مواقع أثرية مهمة ذات قيمة عالية"، مشيرا سموه إلى أهمية نتائج هذه الأعمال في كشف العديد من الحضارات التي تقوم عليها هذه المنطقة، لتضاف إلى ما يتم اكتشافه من قطع ومعلومات تبرز مكانة المملكة التاريخية وبعدها الحضاري، وما تشكل في شبه الجزيرة العربية على مر التاريخ من حضارات متعاقبة، وإرث حضاري عريق.
وكان الأمير سلطان قد رعى توقيع الاتفاقية التي سيقوم من خلالها فريق التنقيب الأثري السعودي - الفرنسي - الإيطالي المشترك بأعمال التنقيب الأثري في عدد من المواقع في دومة الجندل، وذلك بحضور السيد بورتران بزانسنو سفير فرنسا لدى المملكة، والسيد فلنتينو سايموني سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة.
من جانبه، أكد السيد بورتران بزانسنو سفير فرنسا لدى المملكة اهتمام بلاده بهذه الاتفاقية، وإسهام فريق فرنسي في كشف جانب من التاريخ العظيم للمملكة، مشيرا إلى أن هذا الموقع الذي يعمل فيه الفريق المشترك هو موقع شيق، سيضيف خبرة علمية فريدة لأعضاء الفريق من خلال الأعمال التنقيبية المتعددة التي ستجرى في الموقع الأثري.
في حين، عبر السيد فلنتينو سايموني سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة، عن امتنانه لسمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، لرعايته مراسم توقيع هذه الاتفاقية التي سينتج عنها مواصلة البحث في هذا الموقع الشيق جدا، مؤكدا الاستفادة العلمية الكبيرة من هذا الموقع التاريخي الذي يحتضن حضارات تعود لقرون ماضية.
من جانبه، قال الدكتور علي الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف، إنه قد تم العمل في الموقع من خلال فريق سعودي - إيطالي مشترك، ولتوسيع نطاق العمل مستقبلا تمت الاستعانة بالمركز الفرنسي للبحوث، بحيث يكون فريق من أعضاء سعوديين وفرنسيين وإيطاليين وبإدارة مشتركة يكون هناك رئيس فريق لكل طرف، مبينا أن الأعمال ستتوسع بشكل كبير وستشمل مع قلعة مارد الأسوار في دومة الجندل التي يزيد طولها على 11 كيلومترا.
وأشار الدكتور الغبان إلى أن نتائج هذا الموسم أظهرت وجودا سكنيا واسعا من العصر النبطي في موقع دومة الجندل، كما أنه عثر على قطع عملات تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وأيضا أنواع متعدد من القطع الأثرية والأواني والأدوات التي تعود إلى تلك الفترة. وفيما يتعلق بالاتفاقية أبان الغبان، أنها تسمح للفريق بالعمل في الموقع ونشر نتائج التنقيبات وفق ضوابط معينة وتحدد التزامات كل جهة، لافتا إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل جاهدة على إظهار البعد الحضاري للمملكة من خلال العمل في عدد من المواقع المهمة.