سعوديون يهربون من لهيب أسعار الحملات الداخلية إلى الخليجية
اضطر عدد من السعوديين إلى اللجوء إلى حملات الحج في دول الخليج للحاق بركب الحجاج هذا العام، بعد أن عجزوا عن إكمال مبلغ الحملات الداخلية التي شهدت ارتفاعا في الأسعار التي قدروها بـ 40 في المائة.
وطالبوا وزارة الحج بدورها بوضع حد أدنى للحملات مع الفئات فمن غير المعقول - بحسب عبد الله التميمي - أن يصل سعر الحملة من فئة (ب) إلى نحو ثمانية آلاف ريال. ويقول إن المشكلة الأخرى هي أن الحملات لا تعلن عن بدء التسجيل في الجرائد، فعندما تتصل بهم للحجز تصدم باكتفاء الحملة وإغلاق الأبواب، ما جعله يبحث عن أخرى ليفاجأ بالسعر الذي بلغ نحو 12 ألف ريال، ما يعني أنه سيدفع 24 ألفا ليتمكن من تأدية فريضة الحج هو وزوجته.
ويضيف التميمي أن أحد الأصدقاء أخبره بأن سعر الحملات في الدول الخليجية أرخص مقارنة بالحملات الداخلية، وقد وجد ذلك فعليا عندما أراد الحجز لديهم لكنه لم يجد حملة متوفرة فقد انتهت الحملات من التسجيل، ما جعله يحجز للعام المقبل.
من جهته، استغرب ذيب العساف من ارتفاع أسعار الحملات بهذا الشكل، ويقول "إن أقل سعر لحملة تبعد عن الجمرات مسافة 400 متر أكثر من ثمانية آلاف ريال، وهو ما جاء مخالفا لتوقعات الكثيرين، من أن القطار سيساعد بالتخفيف من أسعار الحملات. ويرى أن مشكلة بعض الحملات عدم مصداقيتها، فعندما يحجز لديهم يقال له إن المقر يبعد عن الجمرات 100 متر ليكتشف عكس ذلك فهي تبعد أكثر من 400 متر. وقال إن أسعار الحملات هنا مقارنة بمثيلاتها في دول الخليج مرتفع، معتقدا أن البحث عن حملات خليجية سيصبح شائعا في المواسم المقبلة في ظل الارتفاع غير المبرر من قبل حملات الداخل.
من جانبه، يقول بندر الشثري إن سبب الارتفاع يعود إلى عدم تحديد حد أعلى للحملات، وهو ما يجعل الحملات ترفع الأسعار دون مميزات تستحق ذلك الارتفاع.
ويقول أحد العاملين في وزارة الحج - فضل عدم ذكر اسمه - إن ما قامت به الوزارة من تقنين تصاريح الحج قلل من المشاكل والازدحام التي كانت تواجههم بنسبة 70 في المائة، إلا أن المشكلة الحقيقية هي الحج الخيري, فمع أن فريضة الحج قيل فيها أنها للمقتدرين إلا أن أعداد الحجاج في حملات الخير تصل إلى 15 ألف حاج كل سنة.
وبرر ارتفاع أسعار الحملات هذا العام أن القطار الجديد قلل من المسافة التي بين فئات الحملات المختلفة والجمرات؛ لذا من الطبيعي أن يرتفع سعر الحملة لأن سبب خفض تكلفتها هو بعدها عن الجمرات قد انتهى، نافيا ما يشاع عن إقبال السعوديين للحج عبر الحملات الخليجية أو أنها الأرخص سعرا، حيث قال إن المقارنة تكون ليست فقط بالسعر بل بمميزات الحملة فربما كانت الحملة الخليجية لا تقدم مميزات الحملات العاملة هنا وبالتالي سعرها أرخص ولا يرى مبررا لوضع حد أعلى لأسعار الحملات لأن المسألة عرض وطلب.