6 سدود لدرء سيول جدة ومضخات ألمانية لتفريغ الأنفاق
كشفت لـ ''الاقتصادية'' إمارة منطقة مكة المكرمة تفاصيل المشاريع العاجلة والدائمة التي تقوم بتنفيذها في جدة لدرء مخاطر مياه السيول والأمطار والدعم المباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، حيث صدرت توجيهاتهم لكل المنافذ البرية والبحرية والجوية وكامل الأجهزة الحكومية بتسهيل مهمة عمل الفريق المكلف بمشاريع درء مخاطر السيول في جدة.
وقالت الإمارة إن التوجيهات العليا تقضي بتنفيذ المشاريع مهما كانت التكلفة مع مراعاة الجودة والجدوى الاقتصادية فيها. وذكرت أن المقام السامي أصدر اعتماده لتكلفة أحد المشاريع وتنفيذه بعد 24 ساعة من رفع أمير منطقة مكة المكرمة الطلب بذلك، وهو ما يعكس الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة لمشكلة السيول في جدة.
#2#
وأعلنت عن تطوير الأحياء العشوائية ضمن خطة إدارة المشروع بتطوير عشرة أحياء عشوائية، وانطلاق المراحل الأولى من تخطيط مدينة جدة، واستغلال المناطق السياحية، ودراسة العديد من مشاريع التطوير. وأشارت إلى مشروع الخط الشرقي الذي تنفذه وزارة المواصلات وطريق وسطي لجدة تشرف الإمارة على تنفيذه وجميعها منظومة واحدة، إضافة إلى عمل دراسات لتجميل بعض الأحياء في جدة التي تعاني سوء التخطيط كحي الجامعة. وأشارت الإمارة إلى ستة سدود سيتم البدء في إنشائها بداية 2012 شمال شرق جدة على أن يتم إنجازها مع مطلع عام 2013 ضمن الحلول الدائمة التي ستنفذ لدرء مخاطر السيول.
وقالت الإمارة إن حلولا نفذت لمنع غرق خمسة أنفاق في جدة كما حدث في العامين الأخيرين حيث تم استيراد مضخات متطورة من ألمانيا وسويسرا تقوم بتفريغ المياه المتجمعة داخل الأنفاق لمجاري السيول المنفذة.
جاء ذلك خلال ندوة أقامتها ''الاقتصادية'' أمس حضرها المهندس أحمد السليم مدير عام مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول، وسلطان الدوسري مسؤول العلاقات العامة والإعلام في إمارة منطقة مكة المكرمة الذي أوضح أن توجيهات صدرت من الأمير خالد الفيصل بمكاشفة وسائل الإعلام بتفاصيل المشاريع التي تنفذ حاليا لمواجهة موسم الأمطار المقبل والتعريف بالجهود المبذولة في هذا الجانب، كما أكد الدوسري انتهاء 14 مشروع عاجل مخصصة لمواجهة موسم الأمطار المقبل في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بتكلفة تجاوزت 1.5 مليار ريال تقوم بتنفيذها شركات محلية وعالمية متخصصة في مشاريع البنى التحتية، نجحت جميعها في تجاوز أي تعثر في المشاريع المسندة إليها. وأضاف أن مشروعين على وشك الانتهاء في منطقتي السامر وأم الخير تشمل فتح مجار للسيول فيها والتي كانت أكثر المناطق تضررا في سيول العامين الأخيرة التي ضربت جدة هي الأبرز في حزمة المشاريع العاجلة التي اعتمدتها اللجنة التنفيذية لمواجهة السيول و12 موقعا آخر تختص بمعالجة مواقع مختلفة داخل مدينة جدة لتكون جاهزة وقت موسم الأمطار المقبل لاستيعاب أعلى نسبة متوقعة من منسوب المياه، إضافة إلى معالجة آثار السيول السابقة في تلك المواقع. بدوره قال المهندس أحمد السليم مدير المشروع إن 14 مشروعا عاجلا في مراحلها الأخيرة من التنفيذ وستكون جاهزة قبل الموسم المقبل أهمها مشروعا السامر وأم الخير، وخمسة أنفاق عانت في الموسمين الماضيين مشكلة تجمع المياه فيها، مشيرا إلى استيراد إدارة المشروع مضخات من ألمانيا وسويسرا ستدخل الخدمة في الموسم المقبل في الأنفاق التي شملها التطوير لتفريغ المياه منها حال هطول أمطار غزيرة أدت لتراكم المياه فيها. وقال السليم إن العمل مستمر في المشاريع الدائمة حيث كان يتطلب في البداية جمع المعلومات من دراسات وحقائق على الأرض كالمنظومة المبنية تحت الأرض وحصلنا على خرائطها كما حصلنا على كم هائل من المعلومات وقمنا بتنظيمها بطريقة نستطيع بموجبها الرجوع إليها وقت الحاجة، إضافة لخريطة عملت لأول مرة لمدينة جدة تبين المناسيب والميول للمياه، واستعملت طائرة خاصة قامت بمسح ضوئي للمدينة، وأصبح لدينا كل المعلومات التي نحتاج إليها وكأننا مررنا على كل المحافظة وقمنا بقياس شوارعها وأحيائها. وتابع مدير مشروع تصريف الأمطار والسيول ''لدينا برنامج نحاكي عبره نزول المطر ليتضح لدينا المستوى المتوقع لتجمعات المياه داخل جدة كما يوضح البرنامج المجرى الطبيعي للسيول عند هطول أمطار غزيرة، فأصبح لدينا أساس هندسي يبين لنا وضع قنوات التصريف بشكل عالي الدقة، كما أزلنا بذلك الطرق القديمة في القياسات البدائية عند تنفيذ مشاريع تصريف السيول والأمطار''. وكشف السليم عن انتهاء إدارة المشروع من تصميم ستة سدود جديدة في شمال شرق جدة وستطرح في مناقصة عامة مطلع 2012 على أن يتم الانتهاء منها في بداية 2013.
وانتقد السليم المعلومات المغلوطة التي يتناقلها المواطنون عبر المواقع الإلكترونية وسط هطول الأمطار وتتسبب في إثارة الهلع دون استنادها للدقة في نقلها، وقال إن توجيهات الأمير خالد الفيصل تنص على الشفافية مع كل وسائل الإعلام فليس لدينا ما نخفيه في عملنا.
وأضاف: ''نعمل بأحدث الطرق العالمية في إدارة المشاريع رغم تكلفتها الباهظة في الجهد والمال وجدة أول مدينة في المملكة جرى تصويرها جويا بالمسح الضوئي. أصبحت الصورة واضحة، ووصل الدور للحلول الهندسية لمعالجتها''، مؤكدا استخدام الأساليب العلمية في مهمة درء مخاطر السيول وعدم وجود مكان للارتجال في أي عمل تقوم به إدارة المشروع.
وأشار إلى التحدي الذي ينتظر إدارة المشروع في جانب الحلول الدائمة عند تنفيذ تصريف للسيول داخل الأحياء وتجميعها في القناة الرئيسة ومع ذلك سيتم العمل فيه من السنة القادمة ولابد من برنامج له أساس لتنفيذ المشروع فليس من المعقول أن تقوم إدارة المشروع بالحفر في كل جدة. ويشدد المهندس أحمد السليم على ضرورة مراعاة أهالي جدة عند تنفيذ أي مشروع واختيار الأوقات المناسبة للتنفيذ وعدم التسبب في أي إزعاج قدر المستطاع. وأشار إلى تجنب إدارة المشروع إلى أقصى حد تنفيذ إزالة لأي أملاك حتى لا يكون هناك ضرر بالمنظومة السكانية لجدة ومراعاة الاعتبارات الاجتماعات في ذلك. وزاد: ''نستعمل الشوارع الرئيسة في مشاريعنا قدر الإمكان ولكننا اضطررنا للإزالة في السامر وأم الخير لأن بعض المنازل بنيت وسط حوض الوادي بناء على خطأ هندسي سابق عند السماح للملاك بالبناء''. وقال السليم إن تنسيقا أجراه مع محافظة جدة والأمانة لمواجهة التعديات شرق المحافظة، حيث يقوم بعض المعتدين بوضع عقوم بمساحات شاسعة وعند هطول المطر تتسبب في تجمع المياه ومن ثم جريانها دفعة واحدة وتؤدي إلى كارثة. وعند سؤاله عن سبب تأخر بعض المشاريع، بين أنه واجه عند العمل بعض الصعوبات لم يستطيعوا من خلالها التحرك فسبب تأخرهم بعض الوقت يعود إلى وجود أسلاك ومجاري وغيرها، فيضطروا لإعادة النظر في التشكيل الهندسي، وبين أن هذه المشكلة تواجه جميع المدن. وأكد أن كل المخططات الجديدة يعمل فيها دراسة سيول وبنية تحتية كاملة مثل الهاتف والكهرباء والماء والتصريف. وبين التعامل مع 800 كيلومتر مربع حاليا ضمن الصلاحيات. واستطرد أن السدود من الحلول الدائمة، وتوجد قناة عند المطار الجديد وتعتبر من الحلول الدائمة. وحاليا تتم دراسة توزيع شبكة الأحياء مع القنوات. وأردف السليم أن مجاري السيول الحالية يتم تنظيفها بشكل كامل لتعمل بكل طاقتها عبر استخدام سيارة صغيرة محملة بكاميرا لمعرفة مدى العوالق فيها وإزالتها، وذكر أن المشروع بصدد تركيب أجهزة تقنية متطورة في السدود الجديدة لمعرفة مستوى المياه فيها والتدخل عند الحاجة منعا لوقوع الكوارث.