مهرب يترك عائلة مصرية في الصحراء

مهرب يترك عائلة مصرية في الصحراء

عندما تنعدم الإنسانية والرحمة فتوقع الأسوأ، ذلك ما قام به أحد المواطنين المهربين للحجاج، عندما ترك عائلة عربية معها طفلة تجاوزت عامها الأول قبل شهر ومجموعة من المخالفين في طريق وعرة بين الجبال، بعد ملاحقة أمنية، أفشلت مخطط تهريبهم إلى المشاعر المقدسة لأداء الحج.
"الاقتصادية" خلال جولة ميدانية في مناطق تهريب الحجاج الواقعة بالقرب من منطقة الشميسي (نقطة فرز الحجاج) في المنطقة الواقعة بين مكة المكرمة ومحافظة جدة، رصدت عائلة عربية معها طفلة إضافة إلى مجموعة من الحجاج المخالفين تركهم أحد المهربين بين الجبال وهرب، بعد مطاردة أمنية للقبض عليه.
عدسة "الاقتصادية" رصدت العائلة المصرية وطفلتها (حبيبة) في طريق وعرة (يستخدمها المهربون للحجاج) في وضح النهار أمس وقد أرهق الطفلة التعب والعطش فتوقف فريق "الاقتصادية" ليتكشف تفاصيل الحادثة.
حاج مصري يعمل في القطاع الخاص في إحدى شركات البرمجيات وزوجته وطفلتهما الوحيدة يقطنون المنطقة الشرقية في السعودية قررا التوجه لحج هذا العام، وبحسب الحاج المصري قال: قبل شهر خاطبت إحدى حملات الحج في محافظة جدة عبر الإنترنت، وهي تسجل الحجاج الراغبين في الحج بدون تصريح بمبلغ 13 ألف ريال، وبعد أسبوغ من التسجيل تم إبلاغي باستبعادي وزوجتي من الحملة لعدم تسديد المبلغ، فطلبت من الموظف تزويدي برقم الحساب لتحويل المبلغ، ورفض بحجة عدم وجود حساب للمؤسسة وطلب مني إيصال المبلغ إلى المكتب مباشرة لأكتشف أنها حملة حج وهمية.
وتابع والد حبيبة "تم حجز حملة حج أخرى عن طريق الإنترنت تسجل الحجاج الراغبين في الحج بمبلغ 1800 ريال دون تصاريح حج وتم دفع نحو 3600 ريال وغادر المنطقة الشرقية يوم أمس بواسطة القطار إلى منطقة الرياض ومن ثم غادر بالطائرة إلى مدينة جدة بعد أن تم تحويل المبالغ لهذه الحملة التي لا يزال يبحث عنها وكان موعدهم في مواقف وسط المدينة وتم الالتقاء بمواطن في العقد الثاني من عمره لنقلهم إلى مكة المكرمة مقابل 200 ريال".
وأردف الحاج المغلوب على أمره "قبل وصولنا إلى منطقة تفتيش الشميسي انحرف المواطن والذي يستقل مركبة رباعية وبدأ في المخاطرة بحياتنا، مؤكدا أنه لا يحمل رخصة قيادة سارية المفعول وعند رؤية فرقة أمنية بدت في ملاحقتنا أصر على عدم التوقف والتوجه إلى منحدرات خطرة معرضا طفلتي وزوجتي للخطر مع ثلاثة من الحجاج، وعند فقدان أثر الفرقة الأمنية توقف على جانب الجبل وأجبرنا على النزول بالقوة، وبعد فترة من الزمن أتى رجل أمن وقام بأخذنا بمركبته وأنزلنا على جانب الطريق، لنلتقي بكم بعد رحلة محفوفة بالمخاطر.
ووجد فريق "الاقتصادية" لحظتها الطفلة وهي في حالة سيئة، لأنهم مكثوا فترة طويلة على الطريق بدون ماء أو طعام، وتم تقديم المساعدة العاجلة لهم وتزويدهم بالمياه، وكذلك الاتصال بالأجهزة الأمنية لإنقاذهم. ثم تدخل فريق "الاقتصادية" بعد محاولات يائسة لمساعدتهم عبر الجهات المعنية فقام بمساعدة الطفلة حبيبة وأسرتها بعد تسلل الحجاج الآخرين عبر الطرق الوعرة، وتم نقلهم عبر سيارة فريق عمل "الاقتصادية" إلي محافظة جدة، وتم التأكد من سلامتهم، وإيصالهم إلى أحد الفنادق وسط جدة داخل نطاق المنطقة المركزية، وتم التواصل مع العائلة والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتمكينهم من أداء مناسك الحج.

الأكثر قراءة