الحجاج متفقون: لا للضوضاء والشعارات في أجواء الإيمان الاستثنائية

الحجاج متفقون: لا للضوضاء والشعارات في أجواء الإيمان الاستثنائية

تتوجه في هذه الأثناء القوافل الأخيرة من الحجاج إلى مكة المكرمة، وفي المدينة المنورة حيث لم يبق من زوارها سوى أقل من عشرة آلاف حاج يستعدون للتوجه إلى ميقات آبار علي "ذي الحليفة سابقا" للانطلاق منه إلى أولى شعائر الحج، يرفع هؤلاء شعار الالتزام بما يكسبهم الأجر والمثوبة، بعيدا عن الخوض في أمور لا طائل منها.
ووسط قلق من تصرفات جماعية أو فردية قد تمثل تسييسا لمشاعر الحج الدينية المحضة يخلع الحجاج القادمون من أصقاع العالم المختلفة أزياءهم المتباينة ليرتدوا لباسا واحدا في وحدة صفوف واتجاهات ترنو إلى قبلة واحدة وتحمل هما واحدا بالخروج من الذنوب لا اكتساب مزيد منها كما يقول أحد الحجاج.
يقول المصري محمد أشرف إنه "ما من أمر يستحق أن يبلغ اهتمام المسلم الحقيقي أكثر من علاقته بربه، وكل من يحاول التهويل وتخويف الناس هو في النهاية سيختار أن يبقى في بيته، لا أن يأتي إلى الديار المقدسة لكي ينهل من المعين الإلهي الذي يجلو النفوس القلقة وهو معين عظيم لا يصدأ".
وحول رأيه في طرح قضايا عامة ليست ذات علاقة بالحج يضيف الشيخ القادم من أرض الكنانة «لا أعتقد أننا يجب أن نحول عرفة أو أي مشعر آخر إلى قبة برلمان نناقش فيه قضايانا الدنيوية ونسوق شعاراتنا للعالم من خلال هذا المشعر الحرام».
من جانبه، يشير الإندونيسي سيري هرتونو إلى وجوب الحفاظ على المشاعر المقدسة بعيدا عن الابتذال ويقول بلهجة بسيطة ذات مدلول «أنا أريد أن أتخلص من ذنوبي لا أن أكسب المزيد». ولفت إلى أن حجاج شرق آسيا تحديدا عرفوا بالهدوء والتزام التعليمات حفظا لحقوقهم وحقوق الآخرين وطمعا في النهاية للأجر والمثوبة.
من جانب آخر، قال بيان لجنة الحج في المدينة المنورة إن أكثر من 95 في المائة من إجمالي الحجاج القادمين إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف قد استفادوا من تقنية المعلومات الحديثة لخدمة الحجاج التي وفرتها المؤسسة الأهلية للأدلاء في المدينة المنورة لمواكبة التطور الهندسي للتقنية والميكنة.
وأوضح الدكتور يوسف حواله رئيس مجلس إدارة المؤسسة، أن التجربة عممت على كل مكاتب الخدمة التابعة للمؤسسة مع التركيز على المكاتب التي عدد حجاجها كبير بعد أن تم التدريب عليها وتأمين الأجهزة اللازمة لهم، مفيدا بتحقيق التجربة نتائج جيدة في حج هذا العام 1432 هـ من خلال إنهاء إجراءات الحجاج ومغادرتهم إلى مكة المكرمة من أماكن سكنهم مباشرة دون اضطرارهم إلى التوقف المعتاد في محطة الهجرة (38 كيلومترا جنوبي المدينة) وستسهم في إنهاء إجراءات الحجاج الذين سيغادرون إلى مطار الملك عبد العزيز أو إلى الميناء المخصص لسفرهم في الموسم الثاني بعد الحج.
وأوضح آخر تقرير لسكرتارية لجنة الحج في المدينة المنورة صدر البارحة الأولى أن عدد الحجاج القادمين للمدينة المنورة عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي ومحطات الاستقبال بلغ 4107 حجاج وهو الرقم الأصغر منذ بدء موسم الحج لهذا العام في حين بلغ عدد الحجاج المغادرين من المدينة المنورة 36923 حاجاً وهو من بين أعلى الأرقام المسجلة للمغادرة في هذا الموسم، بينما بلغ إجمالي قدوم الحجاج للمدينة المنورة 935949 حاجاً وإجمالي الحجاج المغادرين من المدينة المنورة 924454 حاجاً ليكون بذلك إجمالي الحجاج المتبقين في المدينة المنورة 11387 حاجاً وهو الرقم الذي يقترب من أول أيام موسم الحج.
ورغم بقاء الجنسية البنجلادشة من بين الأكثر تواجدا في المدينة المنورة بواقع 2209 حجاج إلا أن الجنسيات الأخرى التي احتلت المراتب الأولى جاءت جديدة على لائحة الأعلى تواجدا في المدينة إذ جاءت الجنسية الروسية ثانية بواقع 1057 حاجاً ثم الجنسية اليمنية بواقع 1019 حاجاً.

الأكثر قراءة