نجاح خطة تفويج الحجاج إلى الجمرات في أول أيامها
تمكنت جموع ضيوف الرحمن فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك، من أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات في انتظام سلس وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك.
وشهدت العملية تناسقا في الرمي للجمرة دون تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لجسر الجمرات، فبرز دور مشروع تطوير جسر الجمرات الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في نجاح تيسير وتسهيل رمي الحجاج للجمرات بطمأنينة وراحة، حيث ثبتت نجاعة هذا المشروع وكفاءته في تمكين الحجيج من الرمي دون أي عوائق أو تزاحم مع توافر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والخدمات الأمنية والدفاع المدني المستعد دائما إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.
#2#
وبذل رجال الأمن وأفراد الكشافة جهودا كبيرة في نصح وإرشاد الحجاج باستخدام الأدوار لجسر الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات التي سلكوها نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة ويسر في الحركة، كما وجهوا من يحاول الافتراش بأن هذه المنطقة غير مخصصة الافتراش ويرشدونهم إلى المناطق المخصصة للافتراش في مشعر منى.
واتسمت حركة الحجيج بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار بشكل متقارب إلى حد بحيث تمكن معه الحجيج من الرمي والعودة لمواقع إقامتهم في وقت مناسب، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالا بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج، وتوافر رجال الأمن والمرشدين والقائمين على التوعية على الطرق مع توافر المياه النقية للشرب ودورات المياه.
وطوى مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى الذي نفذته حكومة خادم الحرمين الشريفين بتكلفة أربعة مليارات و200 مليون ريال في نطاق سعيها الدؤوب لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وبما يحفظ أمنهم وسلامتهم بمشيئة الله مشكلات الزحام عند رمي الجمرات التي كانت تشكل هاجسا وخوفا عند الحجاج بسبب الحوادث التي وقعت في الأعوام السابقة بسبب التدافع والتزاحم عند الرمي، بل عدها الحجاج في طي النسيان بفضل من الله، حيث أصبح الحاج يؤدي نسك الرمي في راحة تامة وبسهولة لتعدد طوابق الجسر وتعدد المسارات المؤدية إليه، ووجود جميع الخدمات الأمنية والصحية على مدار الساعة في مواقع مختلفة من الجسر.
ويعد المشروع نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق.
ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارىء، ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، ومزود بأنفاق أرضية.
ورافق مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات، منها ثلاثة من الناحية الجنوبية وثلاثة من الناحية الشمالية، وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات فيها، والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.
وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية، وأماكن الحلاقة، ودورات المياه، والخدمات الطبية والإسعافية، وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ.