دروع بشرية لإخلاء المصابين في الجمرات وكاميرات للتحكم في تفويج الحجيج
خصصت قوات الدفاع المدني في منشأة الجمرات عند كل منطقة رجم أربع مجموعات محيطة بها لعمل أطواق بشرية وإخلاء أي حالة تقع لحجاج بيت الله الحرام أثناء رميهم للجمرات بحيث تتحول أجساد رجال الدفاع المدني لدروع لحماية الحالة المصابة من أي دهس أو دفع وتمكين الفرق الإسعافية من معالجتها ورفعها والخروج من وسط الحشود، دون تعرض المصاب لأي إصابة أخرى جراء الحشد الموجود.
ولفت العقيد ناصر النهاري، قائد قوة منشأة الجمرات، النظر إلى وجود تنسيق مع الهلال الأحمر وتحديد مواقع إخلاء لمواجهة أي طارئ من خلال إنشاء منطقة إخلاء والعمل على الفرز الطبي مع الجهات الأخرى، مبينا أن الإمكانات الهائلة لمنشأة الجمرات التي تستوعب أكثر من 300 ألف حاج كل ساعة تتيح لكل الحجاج رمي الجمرات في المواعيد المحددة بكل يسر وسهولة، ولا سيما في ظل تكامل مرافق المنشأة ووجود مراكز عدة للإخلاء الطبي ينقل إليها الحجاج الذين قد يعانون الإجهاد أو أي مشكلات صحية مفاجئة.
وأكد حرص قوات الدفاع المدني على حماية حجاج بيت الله الحرام من أي طارئ قد يحدث لهم - لا سمح الله -، مفيدا بأن خطط الحماية تتضمن طريقة الأطواق البشرية، حيث يقوم رجال الدفاع المدني بعمل طوق على الحالة لكي لا تتعرض لدهس من الكتل البشرية القادمة إلى المنشأة وحمايتها خلال الدروع البشرية لرجال الأمن؛ حتى يتم إخلاؤها للمواقع المخصصة.
#2#
وبيّن تكثيف رجال الدفاع المدني في الطوابق التي تشهد كثافة بشرية، وخاصة الدورين الأرضي والأول اللذين يعدان أكثر المواقع مرورا للحجاج، حيث هيأت مواقع إخلاء، إضافة إلى تمركز القوات في المواقع التي تشهد كثافة بشرية، مؤكدا استفادة الدفاع المدني من الأعوام السابقة، حيث يتم على ضوئها إضافة قوات وتمركزها في المواقع التي يتم رصدها.
وأبان النهاري أن عدد قوات الدفاع المدني في منشأة الجمرات يصل إلى ما يقرب من 1200 ضابطا وفردا مجهزين بكل الإمكانات والمعدات للتعامل مع أي حالات أو حوادث طارئة، بالإضافة إلى نشر عدد كبير الكاميرات التلفزيونية تغطي جميع مداخل ومخارج المنشأة، وتتيح إمكانات التحديد الدقيق للمواقع التي تحتاج إلى تدخل سريع سواء للتعامل مع الزحام أو الإصابات أو غيرها من المشكلات.
وقال "مهمة قوات الدفاع المدني في منشأة الجمرات تقديم المساعدات لجميع الذين يحتاجون إليها من الحجاج ونقلهم إلى المراكز الإسعافي بواسطة وحدات خاصة لهذه المنشأة موزعة على جميع طوابق المنشأة على مدار الساعة وترتبط فيما بينها بواسطة شبكة لاسلكية إضافة إلى التواصل مع الزملاء في مركز القيادة والسيطرة".
من جهتها، استخدمت قوات الدفاع المدني لأول مرة في حج هذا العام درجات نارية مجهزة بطفايات صغيرة للحريق ذات مواصفات خاصة لضخ ما يزيد على ثمانية لترات من مواد الإطفاء للتدخل السريع للتعامل مع حوادث حرائق المركبات بالعاصمة المقدسة والمشاعر.
وتستفيد قوات الدفاع المدني من وحدات الدراجات النارية المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ بالحج، التحرك في المناطق المزدحمة والممرات الضيقة بين مخيمات الحجيج في المشاعر المقدسة في منى وعرفات، وكذلك في المناطق ذات الطبيعة الجبلية، والتعامل مع حوادث الحريق في بدايتها وقبل استفحال خطرها، سواء داخل المطابخ المخصصة للطهي باستخدام الكيروسين في المشاعر، أو حتى احتراق المركبات داخل الأنفاق، وكذلك حوادث الحرائق الكهربائية في تمديدات الكهرباء في المخيمات.
وأشارت قيادة عمليات الدفاع المدني إلى وجود أكثر من 300 دراجة نارية تشارك في أعمال الدفاع المدني في الحج؛ لمتابعة الحجاج في العاصمة المقدسة والمشاعر، تم تجهيز عدد منها بطفايات الحريق وتحديد مسارات سيرها في المناطق التي تتزايد فيها مخاطر حرائق السيارات وحافلات نقل الحجاج وخاصة في شبكة الأنفاق والتي تتضاعف فيها مخاطر حدوث هذه النوعية من الحرائق لما ينتج عنها تلوث للهواء داخل النفق ومن ثم تعريض الحجاج لخطر الاختناق أو الأزمات المرتبطة بنقص نسبة الأكسجين، ولاسيما أن عملية تجهيز الدراجات لحمل الطفايات صغيرة الحجم، من الأمور البسيطة والتي يمكن إجرائها داخل ورش الصيانة بالدفاع المدني.
من جهتها، وفرت إدارة الدفاع المدني غرفتين بديلة لمركز عمليات المشاعر المقدسة في العزيزية والعوالي في حال حدوث أي عطل أو مشكلة في غرفة العمليات التابعة للدفاع المدني في منى كإجراء احترازي؛ كي لا تتوقف عجلة العمل ومراقبة تحركات الحجاج في المشاعر والحرم الشريف، كما وفرت ست قنوات في غرفة عمليات المشاعر المقدسة وخصصت ترددا مستقلا لكل قناة.
وأوضح العقيد سعد علي الحميدي، مدير عمليات مركز المشاعر المقدسة، أن غرفة العمليات تعمل على مدار الساعة في مراقبة حجاج بيت الله الحرام، بشاشات تلفزيونية ترصد جميع المواقع في المشاعر المقدسة لحظة بلحظة، حيث يتم متابعة الشاشات بدرجة عالية من التركيز والملاحظة، من خلال ثلاث ورديات كل واحدة منها تضم تسعة من الضباط والأفراد.
وأضاف أن عمل الغرفة يعتمد على متابعة الشاشات وهي المحرك الرئيس لجميع الفرق في حال حدوث حادث - لا سمح الله - حيث يصل إليها البلاغ وهي من تقوم بتحريك الفرق ومتابعتها وتعد القلب النابض للمشاعر المقدسة، مشيرا إلى أننا نعتمد على الخرائط والخطط في كل مشعر والذي له خطة معينة، كما أن هناك قاعدة معلومات عن كل فرقة وحدودها والقنوات التي تقوم بتغطيتها.
وأكد المقدم الدكتور المهندس يحيى دماس الغامدي، ركن الحماية المدنية في مشعر منى، أن تجهيزات غرفة مراقبة الطوارئ في منشأة الجمرات من الشاشات التي تتلقى الصور والمشاهد الحية من جميع أرجاء المنشأة، وتدعم قدرة الوحدات الميدانية المتخصصة في أعمال الإنقاذ والإطفاء وفرق التدخل السريع والوحدات المتخصصة في التعامل مع المواد الخطرة لأداء مهامها، بدءا من اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحول دون وقوع بعض الحوادث الناجمة عن الزحام وتكدس أعداد كبيرة من الحجاج في بعض مداخل منشأة الجمرات، ولا سيما في الطابق الأول من خلال الرصد الدقيق لحركة الحجيج في طريقهم إلى المنشأة والإبلاغ السريع عن أي حالات طارئة أو اختناقات في الحركة المرورية.
وبيّن أنه روعي في اختيار مواقع الكاميرات التي تبث ما تلتقطه من صور إلى غرفة مراقبة الطوارئ، أن تغطي أكبر مساحة، وتتيح رؤية متكاملة لمسيرة الحجاج وتنقلهم من موقع لآخر، مؤكدا تكامل آليات التنسيق بين قيادة الغرفة والجهات المعنية بسلامة الحجاج، بما في ذلك القوات المكلفة بخدمة مشروع قطار المشاعر، والأمن العام، والهلال الأحمر السعودي، وغيرها من الجهات والإبلاغ عن إعداد الحجاج المتوجهين للمنشأة لرمي الجمرات، واتجاهات سيرهم، ومدى تناسب العدد مع قدرة كل طابق من طوابق المنشأة بما يتيح للوحدات الميدانية توزيع الحجيج على جميع الطوابق ومنع التكدس والزحام في طوابق بعينها، واتخاذ قرار بإيقاف تفويج الحجاج في حال زيادة عدد الحجاج عن الطاقة الاستيعابية للمنشأة، كذلك استدعاء قوة التدخل السريع بالدفاع المدني في حالات الطوارئ لإخلاء المرضى والمصابين، وتقديم الدعم لها في أداء مهامها الميدانية.