ارتفاع حجم استثمار قطاع خدمات الحج في التقنية 30 % رغم العوائق
أكد لـ "الاقتصادية" مختصون، أن القطاعات العاملة في موسم الحج، رفعت من حجم استثماراتها أخيراً في مجال التقنية بما لا يقل عن 30 في المائة مقارنة بما كان عليه الحال من السابق، مشيرين إلى أنه بالرغم من أن استخدام التقنية في الحج أصبح من المطالب الرئيسية التي يجب توافرها إلا أن حجم الاستثمار فيها ما زال ضئيلاً ولا يوازي الحجم الاستثماري فيها لمصلحة قطاع الأعمال، كما أن وضعها الحالي ليس إلا اجتهادات غير منظمة ولا يمتلك المواصفات الموحدة.
ويرى المختصون، أن سبب الارتفاع في حجم الاستثمار لصالح قطاع التقنية، يعود إلى وعي العميل والصحوة التي يشهدها العاملين في تقديم الخدمات وخاصة للحجاج بأهمية التنقية والاستفادة المباشرة منها في تنظيم آليات العمل وتقليل التكلفة بشكل عام، وكذلك لارتفاع التكاليف في العمل التقليدي مقارنة باستخدام التقنية.
وأوضح عدنان شفي أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، أنه لا يزال هناك الكثير يمكن عمله في قطاع التقنية، حيث إن الوضع الحالي عبارة عن اجتهادات غير منظمة، ولا توجد مواصفات موحدة بين الأطراف ذات العلاقة، مشيراً إلى أن الاجتهادات في قطاع التقنية في مكة المكرمة غير كافية وغير مجدية، ويتطلب الأمر عملية تطوير شاملة.
وقال شفي: "أقترح أن يتم عمل دراسة لوضع مواصفات فنية دقيقة كاملة لمنظومة عمل الحج، ويكون التركيز على المخرجات المعلوماتية تحت مظلة وزارة الحج، ويؤخذ في الاعتبار جميع الجهات ذات العلاقة بهذه المنظومة، لينتج عن هذه الدراسة خطط عمل مرحلية في جدول زمني واضح لتغطية منظومة أعمال الحج كاملة بتدفقات إلكترونية احترافية وباستخدام أحدث التقنيات والأدوات التي تسهّل دخول الحجاج وتنقلاتهم وخروجهم دون أي عناء"، مردفاً: "كما لا بد أن يكون هناك تسجيل دقيق لجميع الحركات التي تمت أثناء هذه العمليات، وهو الأمر الذي لن يكون إلا بعمل أقوى الدراسات وتطوير أرقى الأنظمة المعلوماتية الاحترافية باستقطاب أفضل الكوادر البشرية المدربة".
من جهته، يقول عبد الله باجعموم مدير عام التطوير في شركة الحلول التقنية المتكاملة: "التقنية أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وعنصرا مهما وحيويا في تطور القطاعات المختلفة، ومن تلك القطاعات المستفيدة من التقنية قطاع الحج، كما أن التقنية لم تعد جزءا لتنظيم العمل فقط، بل أصبحت مطلبا رئيسا لا يمكن الاستغناء عنه".
وحول قصور شركات التقنية في تقديم خدماتها أو دعمها للخدمة في المواقف التي لا تحتمل التأخير كما يحدث في الحج، نفى باجعموم الأمر، مشيراً إلى أن شركات التقنية في سوق مكة المكرمة لديها القدرة على تنفيذ جميع الأعمال وتقديم الحلول المبتكرة لرفع مستوى الخدمة، كما أنها قادرة على تقديم خدمات الإسناد الفني دون وجود قصور، وقال: "على سبيل المثال، نحن في شركة الحلول التقنية المتكاملة، صممنا لمكتب إرشاد الحافلات الناقلة للحجاج نظاما معلوماتيا، ولذلك فإننا جندنا مهندسينا على مدار الساعة في موسم الحج تفاديا لأي عطل في النظام، حيث إنه في حال أي خلل في النظام لمدة خمس دقائق فقط يتسبب في تعطيل للعمل وتكدس للحافلات وخسائر مالية جسيمة".
وقدر باجعموم، ارتفاع معدل الاستثمار في التقنية بما لا يقل عن 30 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، مستشهداً بتوسع العاملين في قطاع الحج في الطلب على الخدمة كمكتب إرشاد الحافلات، مكتب الزمازمة الموحد، المؤسسة الأهلية لمطوفي الدول العربية، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية، مبيناً أن سبب الارتفاع على الطلب، يعود إلى وعي العميل بأهمية التنقية والاستفادة المباشرة منها في تنظيم آليات العمل، تقليل التكلفة بشكل عام، وكذلك ارتفاع التكاليف في العمل التقليدي مقارنة بالعمل التقني.
أما الدكتور باسم ظفر، مستشار التقنية لعدد من الجهات الحكومية، فيرى أن حجم الاستثمار في مجال الخدمات المؤثرة في الحاج لا يزال ضعيفا ولا يوازي حجم الاستثمار في قطاع الأعمال، مبيناً أنه بالرغم من نمو سوق التقنية في الحج إلا أن النسب تعد ضئيلة والسوق قابل لاستيعاب المزيد خصوصا فيما يتعلق بالخدمات.
من جانبه قال الدكتور عبد الفتاح مشاط مستشار تقني لعدد من الجهات، منها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: "في السنوات الماضية كان التوجه نحو استخدام تقنية المعلومات كبير جدا، حيث تنوعت الاستخدامات في عديد من المجالات منها التشغيلية أو التنظيمية أو على المستوى الأمني، فلا شك أن الاستثمار في مجال تقنية المعلومات قد ارتفع بشكل كبير جدا، خصوصا في مجال الحج والعمرة، حيث تم تطويع التقنيات الحديثة لتطوير آليات العمل في الخدمات الحكومية أو الخاصة، ما انعكست إيجابيا على الأداء العام لأعمال وأنشطة الحج والعمرة، ومن أبرز المجالات التي استفادت من تطويع التقنية لتطوير أعمالها: العمرة الإلكترونية، متابعة ومراقبة الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام من خلال مؤسسات الطوافة".
وتابع مشاط: "الوضع الحالي لسوق تقنية المعلومات في الحج يتأثر بالعمل الموسمي، حيث إن معظم الأعمال تتركز في فترة محدودة من السنة وقد يقتصر العمل على ثلاثة أشهر فقط، وبالتالي يكون حجم الطلب كبيرا جدا للتقنية، ولكن هنا يبرز عامل مهم جدا وهو جودة الاختيار الأمثل والأفضل لتطويق التقنية، ويكون العرض كبيرا جدا بسبب دخول بعض أصحاب العمل ذوي الخبرة المتوسطة في مجال تقنية المعلومات بالحج، الذي يتطلب خبرة جيدة للتعامل مع نوعية الأعمال بالحج بسبب محدودية أيام العمل بالحج وتركيز العمل في الوقت نفسه، ولهذا السبب يكون العرض غير المناسب أكبر كثيرا من الطلب.