أهل مكة يستعدون للمقاطعة السنوية للحوم المطاعم ومحال الجزارة
قال لـ"الاقتصادية" الدكتور سعود الحتيرشي, مدير إدارة المسالخ في العاصمة المقدسة إن عدد الذبائح الفاسدة، التي صودرت خلال اليومين الماضيين بلغت 265 رأسا من الأغنام.
وتبلغ تكلفة تلك الذبائح الفاسدة, وبعملية حسابية, أكثر من 120 ألف ريال, على اعتبار أنها من النوع "البربري"، التي وصل سعر الرأس الواحد منها في أول أيام عيد الأضحى المبارك إلى 450 ريالا.
وأبان الدكتور الحتيرشي أن هناك تنسيقا متواصلا مع الجهات الأمنية في مداخل مكة, على مصادرة اللحوم المتوجهة إلى محافظة جدة أو الطائف, والتعامل معها بإتلافها فورا, نظرا كونها فاسدة, وغير صالحة للاستعمال الآدمي, مشيرا إلى أن إفسادها أتى نتيجة عدم الحفظ الجيد, والحرص على تغليفها أو وضعها في برادات, حيث يحرص ناقلوها على وضعها في سياراتهم الخاصة التي لا تتوافر فيها أي اشتراطات صحية, ما يؤدي إلى تعفنها.
وأضاف مدير إدارة المسالخ في العاصمة المقدسة أن هناك تعميما صادرا من أمين العاصمة المقدسة, إلى جميع الجهات والإدارات في مكة, أنه في حال ضبط أي شخص يحمل لحوما, يتم إيقافه عن طريق الفرق الميدانية التي تنتشر في جميع أنحاء مكة المكرمة, ويتم التحفظ عليها ومصادرتها, ونقلها إلى المسالخ, حيث يتم الكشف عليها, فإن كانت صالحه للأكل, وهذا ما يكون نادرا, فيتم التعامل معها، وفق الأنظمة, أما إذا كانت فاسدة, فسوف يتم إتلافها, ووضع مادة كيماوية عليها لكي لا تستخدم بعد أن يتم رميها, حيث لوحظ في السابق ترصد عدد من مخالفي أنظمة الإقامة لفرق الأمانة الميدانية عندما ترمي الذبائح الفاسدة تأتي مرة أخرى وتأخذها، الأمر الذي جعلنا نضع عليها مادة لا تسمح بالاستعمال مرة أخرى.
وعن أسباب إفساد تلك اللحوم، خصوصا أن التنقل داخل مكة لا يستغرق وقتا طويلا, يقول الدكتور الحتيرشي, "إن التعفن الذي يحدث للذبيحة لا يأتي من سوء التخزين, ولكن عن طريق الذبح الخاطئ, حيث التسرع في عملية الذبح, يسبب وجود بعض الجلود على اللحم, الأمر الذي يتسبب وبصفة مباشرة إلى تعفنها, وعدم صلاحيتها للأكل الآدمي.
ويسعى المخالفون للأنظمة والاشتراطات الصحية التي تفرضها أمانة العاصمة المقدسة, في نقل اللحوم, والمسارعة إلى توزيعها على المطاعم, ومحال الجزارة في مكة المكرمة, أو محافظات جدة والطائف, ما يهدد السلامة الصحية لمرتادي تلك المطاعم ومحال الجزارة.
واعتاد أهالي مكة المكرمة على مقاطعة اللحوم من خلال المطاعم ومحال الجزارة, نظرا لتكدسها بلحوم الحج, التي تكون في الأغلب فاسدة ومضرة بالصحة, ويعتمدون على شراء الذبائح بأنفسهم, والإشراف على ذبحها, حتى إن علا سعرها, ولكن في المقابل تكون هناك مؤشرات مطمئنة على سلامتهم من التسمم وغيرها من الأمراض التي تسببها تلك اللحوم الفاسدة.