«المخلاف» يجذب أهالي حائل إلى البر رغم موجة البرد
لم تقف موجة البرد التي اجتاحت منطقة حائل خلال هذه الأيام خاصة في فترة الليل حائلا دون تحقيق أهالي المنطقة لهواياتهم المفضلة وعاداتهم السنوية، وهي التمتع في الرحلات البرية ونصب المخيمات في البر وقضاء إجازات الأعياد في أجواء البر بعيدا عن أجواء المدينة وكسر حاجز الروتين اليومي للعائلة فمن أول يوم من أيام إجازة عيد الأضحى المبارك سارع المواطنون كعادتهم السنوية لنصب المخيمات العائلية في سفوح جبال أجاء وسلمى لقضاء أيام عطلة عيد الأضحى المبارك هناك، فالغالبية العظمى من أهالي المنطقة لم يتخلوا عن هذه العادة التي عرف بها أهالي المنطقة منذ زمن طويل، التي تسمى في العرف الحائلي (بالمخلاف)، حيث يجتمع جميع الأقارب مع عائلاتهم في هذه المخيمات، ويقوم الكثير من الأهالي بتجهيز المخيمات بمتطلباتها من الفرش والحطب والماء والدفايات وجميع متطلبات(المخلاف)، ويستقرون طيلة هذه الأيام لحين قرب انتهاء فترة عطلة العيد يوم الجمعة المقبل متمتعين بالمناظر الخلابة التي تتميز بها منطقة حائل عن غيرها من المناطق.
''الاقتصادية'' تجولت وسط المخيمات، والتقت عديدا من المواطنين وأخذت آراءهم وانطباعاتهم عن أيام العيد التي يقضونها في البر، حيث تحدث عيادة الرمالي مبديا سعادته بهذه الأيام المباركة التي يقضونها بين سفوح أجا وسلمى فقال: نصبنا الخيام من اليوم الأول في الإجازة، وقضينا العيد في البر متمتعين بالمناظر الخلابة التي تتميز بها عروس الشمال فرغم برودة الجو التي داهمتنا هذه الأيام، إلا أننا قضينا أروع الأيام وأمتعها، وأضاف أن هذه المخيمات العائلية عادة سنوية فنحن سنويا، خاصة أيام الأعياد نقضيها في البر لما لها من طعم خاص أفضل من العيد في المدن، وسيستمر هذا المخيم حتى نهاية الإجازة- بإذن الله .وقال عيد العايد: المخلاف أيام العيد ممتع جدا، خاصة إذا كان مع العائلة، فنحن تقريبا سبع عائلات سنويا ننصب المخيمات ونجهزها بما يلزم من الفرش والحطب والماء والمواد الغذائية، وغير ذلك ونخرج من بداية الإجازة أثناء العيد ونذبح الضحايا فيها، ونستمتع بأكل المشويات والأكلات الشعبية المتعارف عليها أيام العيد مثل ''التوابع والوشيق والخليع''، ولا نعود إلى المدينة إلا قبل بداية الدوام بيوم واحد.
أما خالد الرمالي فقال ''المخلاف'' عادة سنوية نجتمع فيها مع أقاربنا في البر، وننصب المخيمات ونستقبل الأقارب والضيوف من خارج المنطقة الذين يقضون معنا العيد في البر، فالعيد في البر بين الأهل والأقارب له وضعه الخاص فهو أفضل بكثير من أعياد المدن التي اختلف كثيرا عن سابقه، وزاد رغم برودة الجو التي اجتاحت حائل هذه الأيام، إلا أننا في البر لم نتأثر به من المرح والسرور، الذي نقضيه مع أقاربنا في سفوح أجا وسلمى، ولله الحمد.
وقال سعود الزحيم لا أعرف العيد داخل المدينة فمنذ 5 سنوات تقريبا أقضي عيد الأضحى المبارك في البر، حيث ننصب مخيماتنا العائلية قبل العيد بفترة وجيزة ونكمل جميع مستلزماتها، ونقضي العيد فيها، ففي البر تقضي أوقاتا جميلة ومريحة بعيدا عن هموم المدينة وزحامها وبين أهلك وأقاربك، فحبل التواصل بين الأقارب لا ينقطع في مثل هذه التجمعات الطيبة، فالمخلاف السنوي له ميزة لا يشعر بها إلا من فقدها وهي صلة الرحم والترابط بين الأسر والأقارب وهذه- ولله الحمد- عادة حسنة.