أمير مكة المكرمة: مشكلتنا الأزلية الحج بدون تصريح.. وسنواجهها بحزم
أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن المشكلة الأزلية التي تواجه منظومة الحج ''هي الحج بدون تصريح والمخالفين للأنظمة.
وقال في إجابة عن سؤال طرحته ''الاقتصادية'' حيال التدابير التي ستتخذها إمارة المنطقة في المواسم المقبلة تجاه الحجاج غير النظاميين الذين لا يحملون تصاريح، أجاب أمير منطقة مكة المكرمة ''هناك كثير من المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية جميعهم يستغلون فرصة الحج ويستغلون وجود المشاعر المقدسة في داخل حدود مدينة مكة المكرمة كونها أصبحت مثل أحياء داخل المدينة فالانتقال من مدينة مكة إلى المشاعر سهل جدا وهذه الحقيقة مشكلة كبيرة تواجهها السلطات السعودية في كل سنة نحاول أن نقلص العدد ونحاول أن نضع تنظيمات للحد من هذا الاختراق للوضع، حتى الآن لم نتحكم كليا ولكن في كل عام هناك انضباط أكبر من العام الذي قبله، أعتقد أنه لا بد من أن نكون أكثر حزما وأكثر انضباطا في الأعوام القادمة ولا نتهاون أبدا مهما كان السبب للتهاون، يجب أن نتخطى هذه العواطف وهذه المجاملات لمن يريد أن يخالف الأنظمة وأن يتسبب في حرمان الحاج النظامي من كل الخدمات التي يستحقها ووجود أعداد كبيرة غير نظامية تنافسه على هذه الخدمات وهي لم تحضر أصلا ولم تعد لغير الحجاج النظاميين.
كل الخدمات المقدمة هي للحجاج النظاميين وعندما يدخل حاج غير نظامي ومتسلل وينافس الحاج النظامي على هذه الخدمات الحقيقة يكون أمرا غير مرغوب وغير مقبول ويجب أن يوضع له حد.
وأرجع أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل تدني مستوى بعض الخدمات المقدمة خصوصا النظافة في المشاعر المقدسة لوجود الافتراش، حيث إن تدني النظافة والافتراش متلازمان لا يمكن فصلهما عن بعض. وأكد أن الأعوام المقبلة ستشهد حلولا جذرية ستكون في عدة مواقع ومشاكل، وذلك ضمن مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة المكرمة.
#2#
وأعلن أمير منطقة مكة المكرمة نجاح خطط الحج لكافة الإدارات الحكومية، حيث أدت مهامها على الأكمل، مؤكدا سلامة الحجيج في صحتهم ومجتمعهم وهي سلامة صحيا واجتماعيا، إلى جانب نجاح الخطة المرورية التي كانت مثالا للخطط المحكمة التي تؤدى من قبل خبراء في إدارة المرور وإدارة الحشود، كاشفا أن عدد العاملين في الميادين في حج هذا العام فاق 239 ألف شخص في الميدان، فيما عملت لجان رقابية في إمارة المنطقة على تنفيذ جولات ميدانية من لجان عددها نحو 2863 جولة ميدانية ورصدت الملاحظات وتم الوقوف عليها وعددها 5261 ملاحظة، فيما كان عدد الملاحظات التي تمت معالجتها في الموقع نفسه 1979 ملاحظة وأرسلت إشعارات وهي 1355 إشعارا وهذه الأرقام وإن كانت بسيطة إلا أنها تعطي دلالة على المراقبة والمتابعة والاهتمام وأن ثمة عمل ميداني وأن هناك مراقبة وهناك إشراف وهناك متابعة، وهذا النهج مستلهم من المواقف العظيمة والكبيرة في موضوع الإشراف وموضوع المتابعة والاهتمام من القيادة.
لا يمكن أن أصور لكم مدى اهتمام سيدي خادم الحرمين بمتابعة الحج والحجيج والاهتمام بمتابعة ومراقبة سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ يعني اهتمامهم ومباشرتهم وطلب التقارير والاستعجال فيها شيء منقطع النظير. الحمد لله على ذلك والشكر والتقدير لهذه القيادة.
وحول تحويل مكة المكرمة إلى مدينة ذكية قال الأمير خالد الفيصل: ''ليست الإمارة هي التي تعمل على ذلك بل الدولة والحكومة هي التي تعمل على ذلك، وهناك كما سمعتم في رمضان أمز ملكي بالموافقة على مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة المكرمة وسرعة تنفيذ هذا الأمر المشروع حسب تقديرنا له سوف يستغرق ست سنوات - إن شاء الله - هذا المشروع يشمل تغطية مكة المكرمة كلها بالخدمات اللازمة للحج في كل الخدمات المطلوب للحج والعمرة، المشروع كله يعتمد على الاستراتيجية التي وضعت لمكة المكرمة.
هذه الاستراتيجية تضع الكعبة منطلق كل عمل في مكة المكرمة، كل تطوير وكل تحديث وكل بناء وكل إعمار وكل تنظيم ينطلق من الكعبة وإليها.
الكعبة هي أساس في وجود مكة المكرمة ومكة المكرمة هي أساس لكل ما هو موجود من حولها من مدن وطرق وكل شيء، ولذلك الحج والعمرة يعتمدان بشكل أساسي على الحركة وعلى النقل، الحركة داخل الحرم حول الكعبة، الحركة خارج الحرم، الحركة في مكة المكرمة، والحركة في ما يخص مكة وما حواليها من مدن وقرى.
مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة يغطي تطوير وسائل النقل أولا من المطار إلى الحرم إلى المشاعر المقدسة ثم إلى الحرم مرة أخرى ومكة ثم إلى المطار في النهاية. وسائل النقل سوف يحدث لها تطوير سوف نستخدم كل وسائل النقل الحديثة من قطارات إلى حافلات إلى سيارات صغيرة إلى طرق المشاة.
مكة نفسها سوف تستكمل فيها كل الطرق الدائرية وسوف تنشأ من جديد طرق إشعاعية من خارج مكة إلى الحرم وعلى الطريق الثالث سوف يكون هناك محطات نقل توجد فيها القطارات الخفيفة والحافلات تنقل الناس من المنطقة التي خارج الدائري الثالث إلى ساحات الحرم بحيث يتمكن الزائر أو المعتمر أو الحاج من أن يترك وسيلة نقله أو المركبة التي تقله في المواقف المعدة في محطات النقل ثم يستخدم وسيلة النقل الأخرى التي توصله إلى ساحة الحرم مباشرة، وسوف يكون هناك علاقة بقطار الحرمين الذي يأتي من المدينة المنورة مرورا بجدة إلى مكة المكرمة، وعلاقة هذا القطار بقطار المشاعر سوف نوصل قطار المشاعر بقطار الحرمين مرورا بالحرم المكي.
الطرق الإشعاعية الأربعة التي سوف تنقل هذه الحركة من خارج مكة إلى ساحات الحرم سوف تبنى من جديد وسوف يكون لها طراز معماري محلي إسلامي.
نريد أن تكون مكة الجديدة ذات هوية محلية إسلامية ونريد أن تكون الحركة انسيابية ونريد كذلك أن يتماشى هذا مع توسعة الحرم وتوسعة المطاف الحديثة، وسوف يكون هناك دراسة لكيفية دخول الناس إلى الحرم وخروجهم من الحرم حتى لا تكون هناك أماكن اختناق أو عنق زجاجة كما تسمى، بل تكون الأمور ميسرة ويدخلون من جهة ويخرجون من جهة أخرى ولا يكون هناك التقاء للحشود.
مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة سوف يشمل كذلك تطوير المشاعر المقدسة التي تمت فيها مشاريع كبيرة مثل منشأة الجمرات وقطار المشاعر، وقبل هذا مشروع الخيم المطورة والطرق الترددية وهذه كلها تحتاج إلى تطوير.
هناك مشروع الآن يدرس وهو البناء على سفوح جبال منى وسوف تقدم الدراسة إلى خادم الحرمين الشريفين.
وحول وجود خطة لاستيعاب أعداد كبيرة من الحجاج في موسم العام المقبل قال أمير مكة: ''ليس هناك خطة لاستيعاب عدد أكبر في العام المقبل، نحن كما تعلم لدينا مشاريع كبيرة في مكة المكرمة، لدينا مشاريع في نفس الحرم والتوسعة لا تزال العمل جاري فيها وهناك مشروع جديد لتوسعة المطاف فلا أعتقد أن هذه الحالة في مكة المكرمة سوف تسمح لنا باستيعاب أعداد أكبر من الحجاج أو المعتمرين.
نحن نأمل أن يكون هناك حجاج أقل ومعتمرين أقل في الأعوام المقبلة إلى أن تكتمل المشاريع التي تشهدها مكة المكرمة''.