ملك الإنسانية يحقق أحلام أسرى فلسطين

ملك الإنسانية يحقق أحلام أسرى فلسطين
ملك الإنسانية يحقق أحلام أسرى فلسطين
ملك الإنسانية يحقق أحلام أسرى فلسطين
ملك الإنسانية يحقق أحلام أسرى فلسطين

فجأة ودون مقدمات وجدوا أنفسهم قادمين من غياهب القبور الحية إلى أطهر بقعة على وجه البرية. كانت الأحلام كبيرة والآمال لا حدود لها، لكن أن تتحقق بهذا الشكل الدراماتيكي كان ضرباً من المستحيلات عند الكثيرين.

ولأن الصعاب تتحقق بهمم الرجال المخلصين لقضايا أمتهم وشعوبهم، استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يحقق أحلام مئات الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية أخيراً وعائلاتهم، وبعض من أسر الشهداء.

#2#

قصص تروى عند سماعها لا يمكن لأحد تصديقها إلا من عايشها على أرض الواقع، فمن كان يتخيل أن يقضي 20 عاماً في السجن بأحكام مؤبدة مدى الحياة، ثم يصحو فجأة وهو يلاقي زوجته أو أخته أو أمه على جبل عرفات الطاهر.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد وجّه باستضافة نحو 477 حاجاً من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم أخيراً لأداء فريضة الحج لهذا العام 1432هـ على نفقته الخاصة.

يقول محمود طالب إدريس وهو في الخمسينيات ومن مواليد القدس: الحمد لله بعد أن أكرمنا بالخروج من السجن بهذه الطريقة المعزة، أراد أراد الله أن يكرمنا عن طريق خادم الحرمين الشريفين بمنحنا الحج، وهذه كانت سعادة فوق سعادتنا بالخروج من السجن".

#3#

ويضيف إدريس - الذي ينتمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تم إبعاده إلى غزة وفقا لبنود الصفقة "لا يزال هناك بعض الألم في قلوبنا لأننا تركنا أصحابنا وإخوتنا في السجون الإسرائيلية - نسأل الله لهم الفرج.

لاشك أن شعور الخروج حلو كثير وفرحة عارمة، فبعد 13 عاما، والحكم مدى الحياة، خرجنا بطريقة لم نكن نتوقعها، وبعد هذا كله نذهب إلى الحج، إنه كرم ما بعده كرم".

وأشار محمود إلى أنه التقى زوجته وابنه في جبل عرفات الطاهر بعد خروجه من السجن بأكثر من أسبوعين، وقال "لقد جاؤوا أيضا بمكرمة ملكية فتم اللقاء بيننا على جبل عرفات. نسأل الله أن يجزي من ساعدنا على الحج كل خير".

#4#

وعن معاملة الإسرائيليين مع الأسرى، قال "بالتأكيد معاملة الأسرى سيئة جدا، لا يتعاملون معنا كبشر.

بشكل عام يعتبرون كل ما هو غير يهودي مخلوق لخدمتهم حتى في دينهم. وتحدث الكثير من النقاشات معهم يقولون: كما تعاملون شاليط نعاملكم، فنقول لهم إننا نعامله معاملة حسنة، مع الأسف يتعاملون مع الأسير بمهانة، يذلونه ويذلون أهله في الزيارة تفتيشات عارية له ولأهله، الزيارة 45 دقيقة كل شهر من خلف زجاج وبالتليفون، كما أن نوعية الأكل سيئة، الأمر الذي يجعل الأسير يعيش على حسابه في السجن".

ولفت الأسير المحرر إلى أنه بعد خطف شاليط توقعوا الخروج من السجن، وبدأ بالدعاء أن يكون بين الصفقة لأن هناك من هم أقدم منه وقياديين، وأضاف "تم إبعادي إلى غزة ولا أنوي العودة للعمل العسكري في الوقت الراهن لأن لعائلتي حقا علي بعد سنين الحرمان التي عاشوها".

من جانبه، قدم الأسير المحرر ماهر محمد حسين أبو كرش وهو عضو في الجبهة الشعبية من قطاع غزة شكره لخادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة السعيدة التي قدمها للأسرى المحررين، وقال "هذا العطاء الذي لا ينضب من الملك عبد الله ومن الشعب السعودي ليس بغريب، وهذا أملنا فيهم دائماً".

وبين أبوكرش أنه قضى 19 عاما في السجون الإسرائيلية وحكم عليه أربعة مؤبدات، وتابع "كانت فرحتنا عظيمة لأدائنا مناسك الحج وهذه الجائزة الكبرى إنها المرة الأولى التي أحج فيها، كما أن عمتي موجودة هنا وهي من الأسيرات المفرج عنهن وتقابلنا في مكة".

إلى ذلك، يتذكر الأسير المحرر من كتائب القسام وليد زكريا نحو 15 عاما قضاها في العزل الانفرادي من مجموع 20 عاما في السجون الإسرائيلية بقوله "نحن أناس أصحاب عقيدة وإيمان بأن الله سيفرج عنا يوما ما، الحمد لله أفرج عنا والعديد من إخواننا ينتظرون الفرج -إن شاء الله".

وأشار زكريا الذي أبعد إلى تركيا بأنه محكوم بـ 16 مرة مؤبد، ويضيف "المؤبد الواحد عند الإسرائيليين يساوي 99 عاماً ولك أن تضرب 99 في16 لتحصل على 1584 عاماً،هذه هي العقيدة الصهيونية لمن لا يعرفها.

وقال الأسير المحرر إن هذا كرم من الله أن يخرجوا من السجون إلى بلاد الحرمين الشريفين التي استضافتهم، مبينا أنها الحجة الأولى له، وتابع "قابلت زوجتي وأبنائي وإخواني في تركيا والحمد لله الذي يسر لنا الحج".

من جهته، يروي باسل الهيمون 32 عاما وأحد المشاركين في عملية السبع الاستشهادية التي نفذت انتقاما لاغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي تفاصيل القبض عليه بالقول "كنت في المجموعة المسؤولة عن التنسيق، وقد راح أكثر من 18 إسرائيلي في هذه العملية، وقضيت سبع سنوات في السجن بعد أن حكموا علي 23 سنة، إسرائيل دولة معروفة بتاريخها المبني على اغتيالات دون محاكمات، وفي أي لحظة نتوقع الإقدام على حماقة ضد الأسرى".

إلى ذلك، عبر الأسير المحرر زهير صلاح من أبناء غزة، عن عظيم امتنانه لخادم الحرمين الشريفين الذي استضافهم للحج، ومكّنه من لقاء أخته على جبل عرفات بعد 17 عاما من الغياب، وأضاف "هذا كرم من الله، ونشكر خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الذين ساعدونا، أمر لا يصدق من غياهب السجون أو القبور الحية إلى أطهر بقاع الأرض.

إنه حلم وتحقق، نتمنى على خادم الحرمين الشريفين تمديد كرمه، وتمديد إقامتنا عدة أيام في المملكة لنرى أقاربنا هنا الذين لم نرهم منذ 20 عاما.

الأكثر قراءة