تجاوز أهم مراحل الحج بسلام والمتعجلون يرمون الجمرات بـيسر
رصدت أمس كاميرات المراقبة في مركز القيادة والسيطرة تدفق أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام قبل صلاة الظهر متجهين إلى جسر الجمرات، ومرر المركز رسالة أمنية إلى رجال الأمن في الميدان بضرورة تطبيق الخطط الأمنية لتفكيك الكتل البشرية وخلخلة الحشود وتوزيع الحشود البشرية على جميع طوابق منشأة الجمرات مع التشديد على بعثات الحج والمطوفين بتطبيق الجداول الزمنية للتفويج إلى جسر الجمرات.
وبتطبيق الخطط الأمنية المحكمة انتهت أمس أهم مراحل الحج بسلام ولم يحدث ما يعكر الموسم لهذا العام برمي الجمرات، حيث تعجل بحسب مصادر رسمية قرابة 70 في المائة من حجاج بيت الله الحرام، مشكلين بذلك غالبية حجاج بيت الله الحرام فيما فضل 30 في المائة من الحجاج البقاء في مشعر منى إلى ثالث أيام التشريق، واستوعب الجسر الحشود الهائلة من الحجاج الذين توافدوا تباعا لرمي الجمرات الثلاث من دون حدوث تزاحم يذكر، وكان الرمي يتم في يسر وطمأنينة ساعد في ذلك مشروعات التطوير في المشاعر التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى قرار قوات أمن الحج بمنع الافتراش في منطقة جسر الجمرات، يضاف إلى ذلك نظام السير نحو الجسر الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين عبر مسارات متعددة بحيث لا يكون هناك تداخل، وغادر القسم الأكبر من حجاج بيت الله الحرام مع غروب شمس أمس منى إلى مكة من أجل أداء طواف الوداع حول الحرم المكي؛ استعدادا لعودتهم إلى ديارهم. وبدت شوارع منى خالية تقريبا مع مغادرة ثلثي الحجيج المتعجلين لإنهاء المناسك، على أن يبقى ثلثهم تقريبا حتى الغد لمعاودة رمي الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى قبل السعي وطواف الوداع لسبعة أشواط حول الكعبة في الحرم المكي. وبلغ الازدحام أمس في منى ذروته ظهرا في جسر الجمرات بطوابقه الخمسة والطرق المؤدية إليها. حيث حرص غالبية الحجاج المتعجلين على رمي الجمرات بعد أذان الظهر وجميعهم يريد الرجم ومغادرة منى قبل الغروب؛ كي لا يضطر للرجم غدا، وقبل الغروب خلت جوانب الطرق والممرات المؤدية إلى الجمرات من عشرات آلاف الحجاج الذين افترشوها، وكذلك التلال المحاذية التي لم يبق عليها سوى خيام وتجمعات متفرقة. وقد أدى غالبية الحجاج الرجم وهم بلباسهم العادي والتقليدي بعدما تحللوا من لباس الإحرام ذي اللون الأبيض الموحد يوم عيد الأضحى، وشكلت شتى الألوان المختلفة من لباس الحجاج القادمين من 186 دولة في العالم لوحة جميلة ومشهدا عظيما أثناء التوجه للرجم. وفى مكة المكرمة اكتظ المسجد الحرام بالحجاج الطائفين بالكعبة المشرفة كآخر عهدهم بها قبل أن يشرعوا في المغادرة إلى أوطانهم، فيما ستتوجه أعداد كبيرة منهم إلى المدينة المنورة ممن لم يتمكنوا من زيارتها قبل الحج لزيارة المسجد النبوي الشريف بعد أن منّ الله عليهم بأداء الركن الخامس في الإسلام، داعين الله أن يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وان يعودوا لأهلهم سالمين مغفوري الذنوب.
وبذلت قوات أمن الحج والمرور وباقي الأجهزة المعنية إجراءات مضاعفة لتيسير حركة الحجيج وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة.