أمين العاصمة المقدسة: مستوى نظافة المشاعر لا يرضينا
أبلغ '' الاقتصادية'' الدكتور أسامة بن فضل البار، أمين العاصمة المقدسة، أن الأمانة غير راضية عن مستوى النظافة في المشاعر المقدسة خلال مواسم الحج رغم الجهود التي تبذل، مبيناً أن الظروف التي تتم فيها عملية النظافة في المشاعر ظروف صعبة جدا، على رأسها الافتراش الذي يعيق الحركة ويولد كمية كبيرة من النفايات، وحركة المشاة الكبيرة التي تجعل من رجال الأمن والمرور يضطرون إلى عدم السماح بدخول مركبات النظافة.
#4#
وقال البار: ''الظروف التي ذكرت وظروف أخرى ووجود نحو ثلاثة ملايين حاج في بقعة واحدة في وقت واحد، لا بد أن تعيق العمل، وبالتأكيد هذه العوائق تجعل الارتقاء بمستوى النظافة في ظل الظروف الحالية ربما يكون أمرا صعبا، ونحن مع رؤية أمير مكة نتفق على هذا القصور في مستويات النظافة''، مشيراً إلى أن أمير مكة حريص حول هذا الأمر وهو يدعم هذا الجانب بشكل كبير، خاصة أن الأمير خالد أكد أن مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة سوف يشمل المشاعر المقدسة، ومن ضمن ذلك موضوع تطوير نقل النفايات في منى إلى نظام عال وهو نظام النقل الأنبوبي.
#2#
وكشف البار، أن المشروع المصغر الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة المقبلة سيشمل منطقتين من منى وهي منطقة الشعيب الغربي وهي المنطقة الخاصة بحجاج جنوب شرق آسيا وجزء من منطقة حجاج الداخل بتكلفة تبلغ نحو 80 مليون ريال، وهو أول مشروع الذي في حال اعتماده سيتم البدء في تنفيذه بعد الحج مباشرة، مفصحاً أن الطاقة التشغيلية في مشعر منى في مجال النظافة تبلغ نحو 13 ألف طن، وأن الكمية التي تنتج من النفايات خلال أيام التشريق الثلاثة تزيد على 50 ألف طن، كما أن التوقعات تشير إلى أن كمية النفايات خلال الأيام الخمسة من الحج قد تصل إلى 80 ألف طن، وهو ما سيتم تأكيده اليوم بعد الانتهاء من تنظيف المشاعر بعد نفرة الحجاج وتنظيف المشاعر بشكل كلي.
وتابع البار: ''نحن نحاول قدر الإمكان الاستفادة من التخزين، ولكن في الوقت نفسه ننقل أولا بأول النفايات الإضافية إلى خارج المشعر إلى المرمى العام، وذلك من خلال 25 مركز خدمة بمثابة البلدية الفرعية، ويعمل في المشاعر من منسوبي البلدية نحو تسعة آلاف شخص، كما أن هناك مراكز الطوارئ والإسناد التي يبلغ عددها أربعة مراكز طوارئ وإسناد للتدخل في حال الاحتياج، كما أن الأمانة تتولى نظافة المجازر والمسالخ التابعة للبنك الإسلامي، حيث توجد ثمانية مسالخ في منطقة حمى المشاعر والمعيصم، ويشارك في عملية النظافة ألفا فرد يعملون في نظافة المسالخ وفي نقاط مراقبة الماشية، وهذا الجهد الأخير يتعاون معنا فيه رجال الأمن ومن المجاهدين، الذين يوجدون في كل مراكز ونقاط مراقبة منع الماشية''.
وحول إعادة حصوات الجمرات إلى مشعر مزدلفة، وهو المشعر الذي يجمع منه الحجاج الحصوات لرمي جمرة العقبة يوم العيد والجمرات الثلاث في أيام التشريق الثلاثة، نفى البار الأمر، مؤكداً أن حصوات الرمي يتم التخلص منها أولا بأول إلى المرمى، حيث لا يمكن إعادة تدويرها لوجود شوائب مختلفة بها، كالأحذية والمظلات وأكياس النايلون، ولذلك هناك صعوبة في إعادة تدويرها ولكن يتم التخلص منها في المرمى مباشرة.
#3#
وأضاف البار: ''في حال تم الانتهاء من مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة المكرمة والارتقاء ببيئة المشاعر من ناحية الإسكان والنقل، بالتأكيد ستكون النظافة تحصيل حاصل - بإذن الله تعالى - أما فيما يتعلق بمشاريع تدوير النفايات فهي ثانوية بالنسبة لنا في الوقت الحالي، والأهم حالياً في منطقة المشاعر هو الجمع والنقل ومسألة التخلص من النفايات، وتدويرها هذه مسائل تأتي بعد ذلك في الأهمية، الأهم الآن هو كيفية تحويل بيئة المشاعر إلى بيئة نظيفة خالية من التلوث''.
وزاد البار: ''من وجهة نظر اقتصادية، القضية هي قضية المسالخ وقضية البنك الإسلامي للتنمية أو مسالخ المشروع، حيث وصلوا في الوقت الحالي إلى ذبح مليون رأس من الهدي والأضاحي سنوياً، فالإفادة من هذا الكم الكبير من الذبائح التي تذبح في مشعر منى وفي المشاعر المقدسة أعتقد أنها تحتاج إلى نظرة في الإفادة، وهي الآن تتم الاستفادة منها بطريقة آمنة وترسل إلى فقراء 27 دولة إسلامية، لكن ينبغي التفكير في قضايا الاستفادة من مخلفات المجازر وتطوير العمل بحيث تتم الاستفادة من الذبائح كاملة، ولكن التطوير الحاصل في مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة سوف يغطي جميع المجالات - بإذن الله''.
وكانت الأمانة قد اتجهت إلى التخزين المؤقت للنفايات بمشعر منى خلال فترة وجود الحجاج به وذلك للتغلب على صعوبة حركة السيارات في أماكن الازدحام، مستخدمةً في ذلك أحدث التقنيات والمعدات التي تمكنها من أداء دورها على أكمل وجه، حيث بلغ عدد المخازن الأرضية التي تم استخدامها 131 مخزنا أرضيا و900 صندوق كهربائي ضاغط، وقد تم تخزين ما يقارب 15 ألف طن من كمية النفايات المنتجة خلال أيام التشريق، أي نحو 70 في المائة من إجمالي كمية النفايات.
#5#
واستخدمت الأمانة العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تساهم في تطوير وميكنة أعمال النظافة، حيث تم استخدام نحو 50 شافطة و12 من المكانس الآلية، إضافة إلى عديد من الآليات التي زاد إجمالي عددها على 600 معدة مختلفة بين مكانس ميكانيكية وشافطات وبوبكات وشيولات ووايتات شفط وقلابات وغيرها، وذلك بهدف المحافظة على عملية الإصحاح البيئي وإزالة مكامن الخطر والتخلص من النفايات بطرق صحية آمنة.
كما شكلت الأمانة عددا من الفرق للقيام بحملات شاملة لمكافحة الحشرات بالمشاعر المقدسة والقضاء على بؤر توالد الذباب والبعوض خاصة داخل خزانات التحليل بدورات المياه والمناطق السكنية المجاورة.
وسجلت التقارير الصادرة عن الأمانة ارتفاعا ملحوظا في الخدمات المقدمة في مشعر عرفات ومشعر منى، حيث سجلت كمية النفايات المنتجة خلال يوم الوقفة أعلى معدل لها منذ عدة سنوات، فقد بلغت كمية النفايات التي تم رفعها خلال يوم عرفة 210 أطنان من مشعر منى فقط، في حين كانت كمية النفايات التي تم رفعها خلال اليوم نفسه من العام الماضي 1431هـ 70 طنا فقط، وتمكنت فرق الأمانة من إنهاء جميع الأعمال المتعلقة بالنظافة في عرفات ومنى وفق الخطة المعدة لها.
#6#
يذكر أن الأمانة جندت نحو 16 ألف عامل نظافة للعمل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على مدار 24 ساعة بنظام الورديات ومجهزين بكامل المعدات اللازمة، حيث تم تخصيص نحو 230 سيارة ضاغطة و320 قلابا و55 شيولا، إضافة إلى أكثر من 400 معدة مختلفة مثل الوايتات والمكانس الآلية والسحابات وغيرها، كما تم توزيع العمال والمعدات على البلديات الفرعية في مكة المكرمة ومناطق الخدمات بالمشاعر المقدسة حسب احتياج وازدحام كل منطقة بالحجاج والأسواق التجارية، وتم أيضاً تخصيص131 مخزنا أرضيا للنفايات بطاقة إجمالية تستوعب تخزين 5250 طنا من النفايات، وكذلك ألف صندوق كهربائي ضاغط للنفايات بالمشاعر المقدسة و200 صندوق في مكة المكرمة بسعة عشرة أطنان للصندوق الواحد، وذلك لتخزين النفايات المؤقت خاصة في المناطق المزدحمة مثل المنطقة المركزية، وللتغلب على مشكلة الازدحام وصعوبة حركة السيارات في تلك المنطقة.
وعلى الصعيد ذاته بلغ وزن النفايات التي تم رفعها منذ بداية شهر ذي الحجة وحتى يوم أمس نحو 15 ألف طن، ومن المقرر أن تستمر خطة أمانة العاصمة المقدسة في تكثيف الأعمال حتى العاشر من شهر المحرم المقبل 1433هـ.
وكانت أمانة العاصمة المقدسة قد عززت أسطولها في مجال أعمال النظافة، وذلك بتشغيل ست محطات انتقالية للتجميع المؤقت للنفايات على غرار كل عام، حيث يتم بواسطتها الحفظ الآمن للنفايات لتلافي أضرارها، وضمن خطتها التي تهدف إلى تحديث وتطوير كافة أعمالها المتعلقة بالنظافة العامة والإصحاح البيئي وبهدف حماية البيئة من الأخطار الناجمة عن تحلل النفايات أسوة بما يحدث في المجتمعات المتقدمة بالتخلص من النفايات والغازات الضارة بالطرق العلمية السليمة.