مسؤول صحي: التقاعس في مجابهة «السكري» يحوله إلى مرض قاتل
حذر مسؤول خليجي من خطورة التقاعس في اتباع الخطوات اللازمة تجاه مجابهة مرض السكري قبل أن يتحول إلى مرض قاتل، إذ إن ما يصل إلى 80 في المائة من داء السكري من النوع الثاني يمكن الوقاية منه عن طريق اعتماد واتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني. كما أن 50 في المائة على الأقل من المصابين بالمرض غير مدركين حالتهم.
وأوضح لـ ''لاقتصادية'' الدكتور توفيق خوجة مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة الخليج، أن آخر الدراسات الوبائية قبل سبع سنوات قد أثبتت أن نسبة الإصابة بالمرض في السعودية وصلت إلى 24 في المائة، الإمارات 19.6 في المائة، البحرين 30 في المائة ممن هم فوق سن الأربعين، الكويت 22.4 في المائة، وعُمان 12 في المائة.
ولفت المسؤول الطبي في حديث له بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للسكري غدا الإثنين إلى أن الأمر يزيد تأكيداً مع إحصائية الاتحاد الدولي للسكري التي وضعت خمس دول خليجية هي: الإمارات، السعودية، البحرين، الكويت، وعُمان في مقدمة أعلى عشر دول انتشاراً للمرض عام 2010م، وقدرت ارتفاع معدلات الإصابة به واستمرار وجودها ضمن هذه الإحصائية المحايدة حتى عام 2025م.
وأفاد الدكتور خوجة بأنه من المتوقع أن يرتفع عدد المصابين بداء السكري الذي يعد رابع سبب وفاة في العالم من 246 مليون شخص إلى 380 مليون شخص عالميا بحلول عام 2025م، وذلك طبقاً لإحصائيات رسمية في هذا الخصوص. وأَضاف: إنه حسب توقعات منظمة الصحة العالمية فإنه من المرجح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030م إذا لم تتخذ أي إجراءات للحيلولة دون ذلك، علما بأن نحو 80 في المائة من وفيات السكري تحدث في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ودعا الدكتور خوجة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السكري غدا تحت شعار ''جابهوا السكري الآن''، إلى ضرورة تكثيف الجهود لرفع الوعي بداء السكري ومضاعفاته وأهمية التحكم فيه وكيفية الوقاية منه والتعريف بحجم المشكلة وأهميتها تجاوباً مع نداء منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للسكري.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها وزارات الصحة في دول المجلس للتصدي لمرض السكري، قال خوجة: إن مجلس وزراء الصحة الخليجي كان حريصاً على التصدي لهذا الداء حيث وقع وزراء الصحة في دول المجلس على ''الإعلان المشترك حول داء السكري'' الذي يضع التصدي لداء السكري على قمة أولويات القضايا الصحية، ما يتطلب دعما سياسيا فاعلا وموارد بشرية ومادية كافية كضرورة أساسية لدول المجلس للبدء في وضع وتطبيق السياسات والخطط والبرامج اللازمة لذلك، والالتزام باتخاذ الإجراءات المناسبة التي تساعد على التقليل من عبء المرض بتحقيق الأهداف العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الأمراض غير المعدية - وفي مقدمتها داء السكري- والعمل على خفض معدل الوفيات سنوياً بنسبة 2 في المائة بإذن الله - وفق الاتجاهات المتوقعة - خلال السنوات العشر المقبلة.
ومن ضمن الإجراءات أيضا إعداد وتطبيق الاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى خفض عوامل الاختصار القابلة للتعديل مثال ذلك تناول الغذاء غير الصحي، قلة النشاط البدني وتعاطي التبغ، ومن خلال تطبيق مفاهيم تعزيز الصحة والرعاية المجتمعية، والعمل على دعم البحوث الوبائية للسكري واقتصادياته وعوامل الخطورة المرتبطة به وعبء المرض، وتكامل معالجة ورعاية مرضى الداء السكري ضمن فعاليات الرعاية الصحية الأولية ومن خلال تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، إضافة إلى العمل على إنشاء مجلس وطني أعلى لمكافحة داء السكري.
وأفاد مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة الخليج بأن هناك تقدما وصفه بـ ''المحرز'' في تطبيق الخطة التشغيلية المنبثقة من الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة داء السكري، واعتماد الخطة التشغيلية في مرحلتها الثانية، واستمرارية التزام القيادات الصحية العليا بدعم وتعزيز تطبيق وأهداف استراتيجية هذه الخطة. وأشار خوجة إلى أنه تم أخيرا تكليف اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري بدراسة سبل التعاون العلمي والعملي حيال المشاركة الخليجية في المؤتمر العالمي للسكري المقرر عقده في دبي في ديسمبر المقبل، الذي سيشارك فيه الاتحاد العالمي للسكري IDF والمنتدى الاقتصادي الدولي وعدد من منظمات الأمم المتحدة.