الفساد الخفي
يقول محمد بن عبد الله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إن هناك برامج توعوية وتثقيفية سيتم إطلاقها قريبا بهدف إشاعة مفهوم الشفافية والنزاهة واحترام النزيه وتقديره (اليوم ـ 13/11/2011).
هذه مسألة مهمة للغاية، وتأتي ضمن حزمة إجراءات لها ارتباط بعدد من المسائل الأكثر أهمية، مثل لائحة الذمة المالية التي يفترض بعد إقرارها أن يجري تطبيقها على موظفي الوزارات والمنشآت الحكومية.
إن التوعية بالفساد وصور الفساد، تمثل العتبة الأولى التي يمكن من خلالها إدراك بعض صور الفساد الخفي، التي قد يمارسها البعض وهم يعتقدون أنها مسائل عادية ولا تستلزم المساءلة القانونية.
هذا الفساد الخفي الصغير، هو الذي يفتح الأبواب تجاه الفساد الأكبر، الذي يظهر من خلال الرشى والعمولات والتكسب غير المشروع التي تسعى الدولة للحد منها بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
إن مشاريع عدة، تمت ترسية إنشائها على بعض الشركات، كانت في زمن مضى، تظهر فيها عيوب كثيرة، بسبب الفساد الذي يتمدد من خلال مقاولات الباطن، بشكل يجعل المشروع الذي تتحمل الحكومة عبء إرسائه بمليارات الريالات، يصل إلى آخر مستثمر بشكل يجعله ينفذه بمواصفات يخالطها الغش. لقد فتحت مشكلات الأمطار في السنوات الأخيرة سلسلة من الملفات التي تشهدها المحاكم حاليا إثر توجيه الملك بملاحقة الفساد ومحاسبة المفسدين.
إعادة صياغة وعي الناس بشأن الفساد وتأثيراته في الإنسان والتنمية نقطة مهمة، من الجيد أنها تحتل مكانا في استراتيجية هيئة مكافحة الفساد.