الاستيلاء على القوة: الهيمنة على ثروة النفط العالمية
في القرن التاسع عشر، سيطرت شركتان أمريكيتان على سوق النفط العالمية؛ إلا أن هذه السيطرة لم تلبث أن توزعت على سبع شركات أمريكية وأوروبية للطاقة ثم انتقلت إلى منظمة الأوبك في عام 1960، والتي احتفظت فيها المملكة العربية السعودية بمكان الصدارة.
كانت الأسعار مستقرة لفترة طويلة وانعكس هذا على عدم رغبة الغرب في البحث عن موارد بديلة للطاقة. لكن الوضع تغير بشكل جذري خلال الحظر العربي للنفط في عامي 1973 و1974، عندما استخدم النفط لأول مرة كسلاح سياسي، حيث تضاعفت أسعار النفط للمستهلكين.
في الثمانينيات بدأت شركات النفط الوطنية -ومعظمها في دول غير صديقة للولايات المتحدة الأمريكية- تكتسب نفوذا أكبر بعد تنامي الطلب على النفط بسبب الطفرة الاقتصادية في الصين والهند. وبدأ إنتاج النفط يمر بفترة من التحول الجيوسياسي وتقلب الأسعار.
مع انخفاض إمدادات النفط يتوقع الخبراء أن ينفد النفط في العالم خلال فترة تتراوح بين 50 إلى 150 عاما قادما. وبينما تسعى الحكومات إلى البحث عن مصادر جديدة للطاقة؛ ترتفع أسعار النفط، وتتقلب بطريقة تؤثر تأثيرا كبيرا على الاقتصاد.
شهد النفط الإفريقي زيادة في الإنتاج في التسعينيات لدرجة أن هناك توقعات بأن يشكل هذا النفط 25 في المائة من إمدادات النفط للولايات المتحدة بحلول عام 2015. ونظرا للطفرة الاقتصادية التي تشهدها الصين، بدأت في شراء كميات ضخمة من النفط الإفريقي مقابل إمداد إفريقيا بالمال والتكنولوجيا.
في عام 2005، استثمرت الصين 175 مليون دولار في إفريقيا في التنقيب عن النفط، وفي البنية التحتية وإنشاء الطرق، والزراعة والسكك الحديدية. كما بلغت قيمة التبادل التجاري بينها وبين قارة إفريقيا نحو 55 مليار دولار.
في العام نفسه استوردت الولايات المتحدة كميات من النفط من القارة الإفريقية تتجاوز ما استوردته من الشرق الأوسط. أي أن الصين تعد الآن منافسا خطيرا للولايات المتحدة على المدى البعيد في استيراد النفط من إفريقيا. بحلول عام 2045، فإن الصين ستضطر إلى استيراد 45 في المائة من احتياجاتها من النفط، لذلك فإنها تسعى إلى مد نفوذها السياسي في جميع أنحاء قارة إفريقيا.
يثير التنقيب عن المزيد من النفط الكثير من المعضلات الأخلاقية للولايات المتحدة المقيدة في سياساتها بالتنظيمات القانونية وبالرأي العام لمواطنيها. في عام 1990 أقر الكونجرس قانون الوقاية من التلوث النفطي حماية للبيئة، خاصة بعد تكرار حوادث تسرب وانسكاب النفط وهو ما يؤدي دائما إلى كوارث بيئية يصعب التحكم في مداها.
TITLE: SEIZING POWER: THE GRAB FOR GLOBAL OIL WEALTH
AUTHOR: ROBERT SLATER
PUBLISHER: BLOOMBERG PRESS
ISBN-10: 1576602478
JULY 2010
208 PAGES