حقن النوق بـ «البروسيلا» يضر متناولي حليبها
حذرت وزارة الزراعة، مربي الإبل من بيع حليب النوق خاما على قارعة الطريق؛ لما قد يسببه من أضرار صحية على متناوليه، ولا سيما أن هناك جهلا من بعض أفراد المجتمع للأخطار المحدقة جراء تناوله.
وفي هذا السياق، أكد لـ''الاقتصادية'' الدكتور محمد البلوي - مدير عام إدارة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، أنه يُمنع منعا باتا بيع حليب الإبل خاما على قارعة الطريق، مشددا على ضرورة وجوب غليه أو بسترته قبل تناوله.
وعن تطبيق العقوبات بحق مرتكبي هذا النوع من المخالفات التي قد تدخل في دائرة السلامة الصحية، أوضح مدير عام إدارة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، أن العقوبة من اختصاص وزارة الشؤون البلدية القروية، فهي من تقرر العقوبات تجاه باعة حليب الإبل على الطرقات.
ومن التداعيات الصحية جراء تناول حليب الإبل دون غليه أو بسترته، كما هو منتشر على الطرقات والشوارع في أطراف المدن والقرى، حذر بيطريون ومختصون في مجال الطب البيطري، متناولي حليب النوق من ميكروب البروسيلا المنتشر في الإبل؛ وذلك لما يسببه من عقم للذكور وإجهاض للسيدات الحوامل.
''الاقتصادية'' سألت طبيبا بيطريا مختصا في علم الحيوان عن الرعاة الذين يعمدون حقن الإبل لزيادة إدرارها الحليب، حيث أوضح أن ميكروب البروسيلا منتشر في الإبل بكثرة، إذ يوجد في الأعضاء التناسلية للناقلة، ولا ينتقل الميكروب إلا عن طريق حلبها، مؤكدا أنه كلما زاد إدرار الناقة من الحليب زادت الميكروبات بشكل عام، والبروسيلا بصفة خاصة. وزاد: إن ميكروب البروسيلا من الفيروسات التي تنتقل من الحيوان إلى الحيوان ومن الحيوان أيضا إلى الإنسان؛ إذ تصيب الذكور منهم حين شربه الحليب غير المعقم بالعقم والإناث بالإجهاض، لافتا إلى أن الفيروس يتكون في الحيوان نتيجة التغذية السيئة كمراعٍ ملوثة أو غيرها من الأمور التي تتعلق بتغذية الحيوان. وأكد البيطري، أن من أعراض مرض انتقال ميكروب البروسيلا على الإنسان، تفاوت في درجة الحرارة إما انخفاضا أو ارتفاعا، الشعور بالإجهاد، منوها إلى أن أعراضها في مجملها قريبة من أعراض الملاريا.
#2#
في حين رأى أطباء بيطريون، أن توجه بعض ملاك ورعاة الإبل من حقن نوقهم بإبر هرمونية منشطة لزيادة إنتاجها من الحليب؛ طمعا في الربح المادي من خلال بيعه على المستهلك بأبسط الطرق، حيث يمكن أن تدر الناقة كميات كبيرة الحليب على غير عادة الإنتاج الطبيعي بعد حقنها بإبر هرمونية منشطة، يزيد من احتمالية انتشار هذا الميكروب، وذلك باعتبار أن هذا الميكروب لا ينتقل للإنسان إلا عن طريق حليب النوق، ولا سيما أن الحليب ذاته يعد بيئة آمنة لانتشار هذا النوع من الميكروبات؛ كونه يعيش فيه لفترات طويلة.
من ناحيته، قال الدكتور محمد سلمي - طبيب بيطري: إن حقن النوق بإبر منشطة قد يتجاوز انتقال ميكروب البروسيلا الذي يصيب بالعقم بالنسبة للرجال والإناث بإجهاض جنينها، إلى تأثيرات جانبية في صحة الناقة أو المستهلك معا مع مرور الوقت.
وفي شأن حقن النوق بإبر منشطة لزيادة كميات حليبها، عد مهتمون بتربية الإبل أن حقنها مع مرور الوقت وبصفة يومية قد يفقد حليبها الفائدة المرجوة منه؛ وذلك لفقده العديد من العناصر الأساسية فيه وتحوله إلى سم وخطر على حياة الناقة أو المستهلك - حسب قولهم؛ وذلك لأن الحقن يسهم في لخبطة هرمونات الحليب ويفقده فائدته. ويتواجد باعة الحليب في المناطق القريبة على الطرقات السريعة القريبة من المناطق السكنية بشكل كبير، ويعمد البعض منهم إلى حقن إبله بالإبر الهرمونية المنشطة ليكون هناك إنتاج وفير يغطي الطلب المتزايد عليه. وأجمع بيطريون ومربون، على أهمية نظافة الحليب وذلك باستخدام الطرق والوسائل الصحية المناسبة بدءا من تنظيف ثدي الناقة وغسله، مرروا بتعقيم الإناء وغسله بالماء، وانتهاءً بتفويحه في درجة حرارة مناسبة بجانب توافر وسائل التبريد المناسبة. في حين يقدر سعر عبوة الحليب من سعة لتر بعشرة ريالات، ويزيد على ذلك لكل لتر. ويعتبر حليب النوق من الأغذية المهمة التي يستفيد منها الإنسان؛ فهو غني بالعناصر الأساسية كالدهون والبروتين وبعض الفيتامينات والأملاح.