الثلاثاء, 11 مارِس 2025 | 11 رَمَضان 1446


دلالات صفقة طيران الإمارات

كعادتها في المعارض الجوية الدولية، دأبت طيران الإمارات على مفاجأة صناعة النقل الجوي في العالم بطلبيات الشراء الكبيرة. إلا أنها في معرض دبي الدولي الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي، كانت المفاجأة أكبر من أن تصدق، حيث أعلنت شراء خمسين طائرة من نوع بوينج 777، مع خيار شراء 20 طائرة لتكون هذه الصفقة الأكبر في تاريخ الشركة الصانعة بوينج بقيمة 18 مليار دولار. أثارت هذه الصفقة استغراب الكثير لأسباب صناعية بحتة؛ كون صورة التعافي الاقتصادي العالمي لا تزال غير واضحة المعالم وانتقالها من إفلاس المصارف في دول الاقتصاديات الكبرى إلى إفلاس الدول نفسها. كما أن إمارة دبي المالكة لهذه الناقلة تعاني ديونا كبيرة وتتزايد فوائد خدمتها شهرا بعد شهر بطريقة مخيفة؛ مما يجعل التوسع المفرط في حجم طيران الإمارات شديد الخطورة على الناقلة نفسها وعلى حكومة دبي. صحيح أن تلك الصفقات وغيرها مهمة لإنجاح معرض دبي الدولي للطيران الذي بدا واضحا تأثره الأسبوع الماضي بالوضع الاقتصادي العالمي، حيث غابت شركات وتقلصت أعداد الصفقات. وبهذه الصفقة تكون طيران الإمارات أكبر مالك لطائرات 777 الطائرة الأكثر ربحية واعتمادية حاليا للنقل الجوي العابر للقارات، وهو نموذج العمل التي تسعى طيران الإمارات لتكون اللاعب العالمي الأكبر فيه. وسيتحقق لها ذلك إن تعافى الاقتصاد العالمي وعاد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فهي تملك مطارين هما مطار دبي الدولي ومطار مركز العالم، وهما مجتمعين سيكونان قادرين على التعامل مع 150 مليون مسافر في السنة. الأوضاع الاقتصادية العالمية وأحداث الشرق الأوسط أثرت كثيرا على الأداء نصف السنوي لطيران الإمارات، حيث انخفض الربح الصافي بنسبة كبيرة تجاوزت 75 في المائة عن السنة الماضية. شجاعة طيران الإمارات أو مجازفتها في هذه الصفقة يحمل بعدا آخرا قد لا يدركه إلا القليل، وهو التحوط للمستقبل من خلال جاهزية امتلاكها لأدوات النجاح على المنافسين عندما تأتي دورة الازدهار القادمة، إن أتت قريبا، وهي ذكية في قدرتها على صياغة عقد الشراء للـ50 طائرة بما يمكنها من التغيير في العدد الحقيقي دون خسائر كبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي