وين المفتاح؟

في حريق مدارس براعم جدة، لجأت طالبات ومعلمات للقفز من الدور الثاني لأن مخارج الطوارئ مغلقة، والنوافذ مسيجة.
ترددت شائعات كثيرة حول مكان المفتاح. البعض قال إنه ضائع، والبعض تحدث أنه كان في حوزة مساعدة غابت يوم الحريق بسبب عارض صحي. لن نخوض في السؤال عن مكان المفتاح، فقد حدث ما حدث.
لكن لتكن القضية مدخلا للدفاع المدني لطرح السؤال على كل المنشآت الخاصة والعامة، حول تطبيق اشتراطات السلامة، ومن بين الأسئلة التي ينبغي أن يتم طرحها: أين المفتاح؟ فليس معقولا أن ترتهن عملية الإنقاذ والإخلاء بيد حامل مفاتيح غائب أو يعاني إهمالا فادحا.
مخارج الطوارئ هي الأماكن التي لا يفترض أن تكون مغلقة خلال أوقات العمل، وبالتالي أنت لا تحتاج إلى البحث عن مفاتيحها، لو كانت هناك آلية واضحة تلتزم بها المنشآت، بحيث لا يتم غلق مثل هذه المخارج إلا في حالة خلو المبنى من العاملين.
بل إن الأجدى أن تكون هذه الأبواب مرتبطة بنظام أوتوماتيكي يجعلها تنفتح بشكل آلي عند انطلاق إنذار الحريق، وحتى إن لم تعمل من المهم أن يكون هناك إمكانية لفتحها يدويا كما هو الحال في أبواب الحافلات والطائرات والقطارات وسواها من المنشآت التي تلتزم بالمعايير الحقيقية لاشتراطات السلامة. باب طوارئ مغلق، يعني أن من اتخذ قرارا بإغلاقه لا يعي أي قاعدة من قواعد الأمن والسلامة.
حالنا في منازلنا ليس بعيدا مع الأسف من حال المدارس والمنشآت الأخرى. هناك إهمال لاشتراطات السلامة، ولعل ما يحدث حولنا يحفزنا كي نقلص دائرة الإهمال.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي