أزمة شح المياه تسيطر على تجمعين علميين في الرياض بالتزامن
سيطرت قضية شح المياه في السعودية على تجمعين عقدا في الرياض أمس بشكل متزامن، فبينما اعتبر مؤتمر دولي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن توفير المياه النقية أكبر تحد يواجه البلاد، كانت تحلية المياه وجامعة الملك سعود توقعان على اتفاقية تصب في ذات الاتجاه.
أكدت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أمس، أن توفير مياه نقية وآمنة للاستخدام أحد أهم التحديات التي تواجه خطط التنمية في المملكة، مشددة على أن الطلب المتزايد على المياه نتيجة للزيادة السكانية والتطور المدني والصناعي الذي تشهده البلاد زاد من الضغوط على المصادر المائية المحدودة التي من الممكن الاستفادة منها مباشرة.
من جانبها أبرمت تحلية المياه عدة اتفاقيات أمس مع جامعة الملك سعود من بينها اتفاقية لنقل نموذج تحلية المياه من وادي الرياض في حرم جامعة الملك سعود إلى مدينة الجبيل. وقال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث: إن البحث والتطوير والاستثمار في تقنيات المياه خيار استراتيجي للمملكة، وذلك لقلة الموارد المائية التقليدية وارتفاع تكلفة المحافظة عليها وارتفاع تكلفة تحلية المياه ومعالجتها. وشدد الأمير الدكتور تركي بن سعود على أن الطلب المتزايد على المياه نتيجة للزيادة السكانية والتطور المدني والصناعي الذي تشهده المملكة زاد من الضغوط على المصادر المائية المحدودة التي من الممكن الاستفادة منها مباشرة، لذا يعتبر توفير مياه نقية وآمنة للاستخدام أحد أهم التحديات التي تواجه خطط التنمية في المملكة.
وتطرق الأمير تركي بن سعود خلال تدشين فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنية المياه 2011م الذي تنظمه المدينة في مقرها، إلى مبادرة الملك عبد الله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية التي قال إنها إحدى ثمار السياسة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية لتحلية المياه بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.
حيث تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين مجال أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه، وجار العمل حالياً على إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في العالم في مدينة الخفجي بطاقة إنتاجية تبلغ 30000 متر مكعب في اليوم كمرحلة أولى من المبادرة الذي يتوقع الانتهاء منها خلال عام 1434هـ.
في شأن ذي صلة، وقعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وجامعة الملك سعود أمس اتفاقيات بحثية واستشارية وأكاديمية تتعلق بمواضيع تحلية المياه في المملكة. وقال فهيد بن فهد الشريف: إن اتفاقية التعاون البحثي والاستشاري تشمل سبعة برامج فرعية في مجال توطين ونقل تقنية التحلية. من جانبه، أوضح الدكتور هاني الأنصاري رئيس الفريق البحثي المكلف بنقل نموذج تحلية المياه من وادي الرياض في حرم جامعة الملك سعود إلى مدينة الجبيل أن الفكرة الرئيسية في هذا النموذج تكمن في خفض تكاليف إنتاج الماء المحلى بالطاقة الشمسية من خلال خفض تكلفة بناء وتشغيل كل من المجمع الشمسي ووحدة تحلية المياه، مع المحافظة على كفاءة مقبولة لتحويل الطاقة الشمسية إلى ماء محلى.
وقد تم ابتكار وتنفيذ تصاميم جديدة تستبدل الوحدات ذات التكلفة العالية التي تحتكر تصنيعها شركات عالمية، بوحدات مبسطة التركيب والصيانة وتم تصنيعها محلياً من مواد متوافرة في السوق المحلية وبتكلفة منخفضة. وأضاف الأنصاري: إن نقل نموذج تحلية المياه إلى مدينة الجبيل سيتم خلال شهر من الآن.