طرق سريعة وفعالة وقوية لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لدفع عملية التغير الاجتماعي
هناك مفهوم اقتصادي هو ''التأثير المضاعف'' ويوضح كيف أن إنفاق شخص واحد يزيد من دخل الآخرين وهو ما يرفع بدوره من مستوى الإنفاق. وعندما يطبق هذا المفهوم على العمل الاجتماعي، يتضح لنا كيف يمكن للأعمال الصغيرة أن تحدث تغييرا كبيرا. علاوة على ذلك عندما يعمل الناس من أجل قضية يؤمنون بها فإنهم يشعرون أكثر بالسعادة والاكتفاء. يعتمد نموذج اليعسوب على أربعة أجنحة تعمل معا في انسجام لتحقيق نتائج مبهرة، وهي:
1. التركيز: اختيار الهدف الذي يمكن تحقيقه.
2. جذب الانتباه: جذب انتباه الآخرين ليروا ما تفعله.
3. التعامل: التواصل العاطفي.
4. اتخاذ إجراءات: التصرف بطريقة توحي للآخرين بالإقتداء بك.
يضرب الكتاب مثالا على نجاح نموذج اليعسوب بقصة حقيقية وقعت لرجل أعمال يدعى سمير بهاتيا (31 عاما)، والذي أصيب بسرطان الدم النقوي الحاد، فكان زرع النخاع هو أفضل الخيارات العلاجية المتاحة. إلا أن سمير لم يتمكن من العثور على نخاع مناسب بين أفراد أسرته وأصدقائه.
ونظرا لطبيعة أنسجته النادرة كان لدية فرصة واحدة من كل 20 ألف للحصول على متبرع مناسب في البرنامج الوطني الأمريكي للمتبرعين بأعضائهم. تعامل أصدقاء سمير مع هذه المأساة كما يتعاملون مع مشكلة تجارية فقاموا بشن حملة لتسجيل 20 ألف متبرع من جنوب شرق آسيا، وكان لديهم أسابيع قليلة فقط لتحقيق هدفهم.
بدأ أصدقاء سمير في إرسال رسائل بريد إلكتروني لمئات عدة من الناس الذين يعرفون سمير بدرجات متفاوتة. استغلوا مزيجا من وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية. في غضون 11 أسبوعا فقط كان هناك 24 ألف شخص مسجل كمتبرع محتمل، وكان منهم من تتطابق أنسجته مع سمير. جذبت هذه الحملة أكثر من 150 ألف زائر لموقعها على الإنترنت.
استخدمت هذه الحملة نموذج اليعسوب من خلال التركيز على هدف واضح وهو دفع الناس من جنوب شرق آسيا للتسجيل في الموقع. وجذبت انتباههم بسردها لقصة سمير بطريقة لاقت صدى لدى المتبرعين المحتملين. كما تواصلت عاطفيا مع زائري الموقع عن طريق صور ومقاطع فيديو، فضلا عن التحديثات والمعلومات. إضافة إلى أن أصدقاء سمير سهّلوا على الناس المشاركة عن طريق تقديم وصلات وقوالب وأدوات التسجيل للمتبرعين.