فك حمى الدهناء والعقوبة في انتظار المحتطبين
أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، فك الحمى عن محمية الدهناء اعتبارا من مطلع العام الهجري الجديد، بعد أن دامت الحماية أكثر من عام لحماية أماكن في الدهناء لتكون مخزوناً للرعي في فصل الشتاء وبعد أن تحقق الهدف من ذلك تم فك الحمى، إلا أن السماح لم يطل حمى ''جو ساقان'' حيث يستمر المنع فيه من جميع جهاته الأربع، وعدم السماح بالدخول فيه إلا للعبور فقط، ولمدة عام من تاريخ فك الحمى.
وشددت الوزارة أنه يمنع منعاً باتاً الاحتطاب، أو قطع الأشجار، أو قلعها في الدهناء والصمان، وأن من يخالف ذلك فسوف يلقى العقاب الرادع حسب الأنظمة والتعليمات ذات الصلة.
والدهناء هي إحدى صحاري شبه الجزيرة العربية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، بل هي الجسر الذي يربط بين صحراء النفود الكبير في الشمال وصحراء الربع الخالي في الجنوب، وتبلغ مساحتها نحو 20 ألف كيلو متر مربع.
ويغلب على صحراء الدهناء اللون الأحمر نظراً لاحتوائها على أكسيد الحديد، فتشابه بذلك صحراء النفود الكبير، وهي عبارة عن شريط رملي ضيق يتراوح عرضه ما بين 40 و80 كيلو مترا، ويمتد على شكل قوس من الشمال إلى الجنوب لمسافة تبلغ نحو 1300 كيلو متر بمحاذاة جبل طويق.
وتصل صحراء الدهناء بين صحراء النفود الكبير في شمال الجزيرة وصحراء الربع الخالي في جنوبها، كما تشكل عند الكثير من الجغرافيين الحد الفاصل بين إقليمي نجد والأحساء. وتتشكل الدهناء من كثبان رملية عالية تمتد بشكل طولي وتسمى ''عروقاً''، وتصطدم بها أودية نجد لتشكل بعد هطول الأمطار تجمعات مائية تتحول بعد جفاف مائها إلى روضات غناء كروضة التنهات وروضة خريم.
وتبعد الدهناء نحو 90 كيلو مترا عن العاصمة الرياض، ونحو 150 كيلو مترا عن الهفوف، حيث تبدأ صحراء الدهناء من الشمال قرب آبار لينة عند درب الحج المسمى درب زبيدة، وهو المكان الذي تقل فيه كثافة الكثبان الرملية. وتتجه صحراء الدهناء نحو الجنوب الشرقي وتأخذ في الاتساع حتى يصل معدل عرضها 80 كيلو مترا، وتبدأ الكثبان الرملية الطويلة الممتدة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في الظهور. ويفصل بين كل كثيب طولي وآخر عروق صخرية (فجوات بين الرمال تكشف عن القاع الصخري) قليلة الارتفاع ومنها: عرق الثمام، عرق عمر، وعرق الرويكب وغيرها.
وتتميز صحراء الدهناء بغناها بالعديد من أنواع الأشجار والنباتات، حيث تكثر أشجار الأرطى والغضا التي يكثر الطلب عليها خاصة مع فصل الشتاء الذي تحضر معه شبة النار والسهر مع ''فاكهة الشتاء'' وقضاء أوقات ممتعة مع رائحة الحطب وهو يحترق.
ويشكل الاحتطاب خطرا يهدد الأشجار الصحراوية، إلى جانب الرعي الجائر خطرا آخر على تلك الأشجار خاصة الخضراء منها، حيث تؤكد الدراسات أن استهلاك المادة الخضراء الحية من قبل الحيوانات، تعمل بعض الطفيليات والجرذان على إتلاف الجذور، وبالتالي تؤدي إلى خلل في التوازن الفسيولوجي للنبات ويسبب الجفاف، فضلا عن أن عدم توافر الماء وانقطاع الأمطار لفترات طويلة يتسبب في حدوث جفاف عميق للبيئة الرملية للنباتات، وهذا يؤدي إلى الموت الجفافي.
لذا يجب أن يستشعر المتنزه أو الراعي لإبله وأغنامه أهمية تلك الأماكن والمساهمة في المحافظة عليها بقدر الإمكان، والحلول مكان الرقيب عليها، فهذه الأماكن للجميع والحفاظ عليها مسؤولية مشتركة.