«سوق الطيور» في الرياض.. قصة البحث عن الترفيه والتجارة

«سوق الطيور» في الرياض.. قصة البحث عن الترفيه والتجارة

لا يجد عبد الله اليحيى، وهو هاو في مجال الطيور، أي مكاسب من شرائه أو بيعه لأنواع الطيور في سوقها المعروف في الرياض، لكنه اعتاد على المجيء للسوق بين فترة وأخرى كنوع من الترفيه.
على النقيض فإن شقيقه محمد اليحيى هو تاجر طيور يجد مكاسب متوسطة من تعامله في السوق، حيث بدا أنه متفرغ تماماً لهذه التجارة التي اعتاد عليها منذ 15 عاماً.
هكذا يبدو المشهد، ما بين الترفيه والتجارة، ويبرز اسم "سوق الطيور" في الرياض، المكان الوحيد في العاصمة الذي يجمع عشاق الطيور بأنواعها وخصوصاً الحمام. وعلى الرغم من شعبيته إلا أنه لا يحظى بواجهة جميلة رغم حجم المبيعات التي تجري فيه.
في الطريق المؤدي للسوق يبدو الازدحام الكبير، وإذا ما أردت أن تعرف سر الازدحام فإنه من السوق نفسه، حيث يتواجد الكثير من مرتاديه الذين يبحثون عن مكان لسياراتهم، فضلاً عن الإقبال الكبير الذي يشهده على الرغم من أن أيام البيع والشراء القوية تكون أيام الأربعاء والخميس والجمعة، أما بقية الأيام فتبدو حركة السوق عادية.
"أجد في السوق متعة كبيرة، فعلى الرغم من أني لا أشتري أو أبيع، لكنني أستمتع بمشاهدة الطيور"، هكذا يصف محمد الدوسري سر تردده المستمر على السوق، ويضيف: "هنا بعت أول ببغاء اشتريته بمكسب جيد، وهو ما دفعني إلى المجيء بين فترة وأخرى، حتى أصبح مجيئي للسوق عادة وترفيها".
في جولة لـ "الاقتصادية" على مبنى سوق الطيور وهو مبنى صغير يحوي بعض المحال المخصصة لبيع أطعمة الحيوانات والأقفاص، ويباع في هذه المحال بعض أنواع الطيور والأرانب لكن بأنواع معينة ومحدودة. كانت هناك أرض تقع خلف هذا المبنى تكتظ بالكثير من الناس حيث أطلق على هذا الحيز المكتظ "حراج الحمام"، حيث جمع هذا المكان كل الفئات العمرية الذين يجدون متعة في بيع وشراء الحمام بجميع أنواعه.
يعرض في "حراج الحمام" أنواع كثيرة من الطيور، منها المحلي والمستورد من مختلف الدول، كالألماني، والصيني، الحبشي، السوري، الفارسي، ومن كثير من البلدان الإفريقية والشرق آسيوية. وتختلف مميزات الطيور عن بعضها البعض، فهناك طيور تتميز بالصوت وأخرى بالشكل، ولا ننسى الطيور النادرة التي تضرب في الحراج أرقاما خيالية عند المزايدة عليها وبيعها، يجمع ويلبي الحراج تقريبا كل هذه الأنواع مع اختلاف وتفاوت الأسعار بين الباعة.
وما يلفت النظر وجود عدد كبير لأنواع أخرى من الحيوانات (الأليفة والضاربة والزواحف) تباع داخل أو على حدود الحراج مثل الضباع والثعابين والقرود والأرانب والكلاب المدربة منها وغير المدربة.
ولا يخفى على البعض أن سوق الحمام أصبح مرتبطا بالألعاب النارية رغم عدم وجود أي علاقة بينهما من عشرات السنين.
يقول سطام السلطان صاحب أكبر مزاد لطيور الزينة لـ "الاقتصادية"، إن السوق يحظى بإقبال كبير ومتزايد، وعشاق الطيور يأتون من كل مناطق المملكة إما للشراء أو لعرض منتجاتهم أو للإطلاع على كل ما هو جديد في السوق.
ويشير إلى أن قصته مع الطيور بدأت كهواية قبل ثماني سنوات ليتحول بعدها إلى منظم لعمليات المزايدة في السوق، ولكنه يضطر أحيانا إلى تنظيم مزادات ومعارض "مزايين" للطيور خارج أسوار الحراج.
وكشف أن سبب تنظيم مزادات خارج الحراج تعود لعدم وجود كهرباء ودورات مياه ومغاسل أو أي نوع من أنواع الخدمات، خصوصا يقول السلطان إن لدينا زوارا ومهتمين بالطيور من خارج المملكة نخجل من إدارة مزادات لهم في ظل الحالة التي يعيشها الحراج.
وعن أعلى قيمة مزايدة قام بالإشراف عليها، ذكر أن أعلى قيمة مزايدة هي بيع مجموعة مؤلفة من خمس حمامات بـ 11.500 ريال، وأيضا بيع جوز حمام بـ 5.500 ريال.
من جهته، رأى حميد الذي يحلو للبائعين ومرتادي السوق تسميته بـ "شيخ السوق" لعمله في هذا المكان منذ 30 عاماً وهو متخصص في بيع طيور "الببغاء"، أن معظم هذه الطيور تجلب من مدينة الأحساء حيث تشتهر باستيراد الببغاء بجميع أنواعه من الخارج ويتم بيعها عليهم بالجملة.
وشرح حميد أن للببغاء أنواع عديدة منها الإفريقي والبرازيلي والبلجيكي وتراوح أسعارها بين ثلاثة آلاف و 16 ألفا، وتزيد على ذلك حسب التميز في الشكل والحجم أو حتى العمر، وقدرة الطير على الكلام وحفظ بعض الطيور لكثير من الأدعية والأناشيد قد تكون عاملا كبيرا لرفع قيمة الطائر.
واختتم "شيخ السوق" حديثه بأن الحراج يحتاج إلى الدعم والنظافة والترتيب في ظل إقبال الزوار المتزايد كل سنة، متمنيا أن يصل صوته إلى آذان المسؤولين.

الأكثر قراءة