ارتفاع الأسعار والبيع الفوري يغريان المزارعين لاستبدال القمح بالشعير
أعادت أزمة الشعير التي عصفت بأسواق الأعلاف خلال الأشهر الستة الماضية في السعودية توجه عدد من المزارعين إلى زراعته بشكل لافت في حائل بدلا من القمح، خلال هذه الأيام التي تعتبر الوقت المناسب لزراعة الشعير إضافة إلى القمح. وبين عدد من العاملين في بيع المدخلات الزراعية أن الطلب علي تقاوي (بذور) الشعير ارتفع بنسبة عالية، تعتبر الأولى منذ أن أوقفت صوامع الغلال استقباله من المزارعين قبل نحو 12 عاما، وذلك بسبب أزمة الشعير التي مرت بها المنطقة قبل أن تنفرج بعد استيراد كميات كبيرة من الشعير من أوروبا لسد حاجة السوق من خلال أكثر من 15 محطة تعبئة منتشرة في البلاد. ويأتي تفضيل الشعير على القمح لعدة أسباب من بينها أنه مقاوم للأمراض الفطرية، وإمكانية استخدامه في الفترة الأولى كعلف، وبعد الحصاد يمكن بيع المحصول مباشرة في السوق بدلا من انتظار صرف المستحقات من قبل صوامع الغلال كما يحدث في محصول القمح.
وكشفت جولة ''الاقتصادية'' أمس في السوق الزراعية أن أسعار تقاوي الشعير تراوح بين 70 و78 للعبوة زنة 50 كيلو جراما متجاوزا سعر تقاوي القمح بنحو عشرة ريالات. وقدر متعاملون في السوق المساحة المزروعة حاليا بأنها تتجاوز 2000 هكتار تنتج ما يعادل أكثر من 300 ألف عبوة شعير بخلاف الأعلاف الخضراء ومخلفاته. وتوقع المتعاملون أن ينعكس هذا التوجه على أسعار الشعير مستقبلا خاصة منتصف العام، نظرا لأن المزارعين يبيعون الكميات للحصول على السيولة المالية خلال حصاد المحصول.
وتستهلك السعودية نحو سبعة ملايين طن من الشعير وهي تعادل نصف السوق العالمية من هذه السلعة، ويعود ذلك إلى الاعتماد الغذائي على اللحوم الحمراء محليا، وتراجع الغطاء النباتي بسبب نقص الأمطار. ووافق مجلس الشورى في وقت سابق على إسناد مسؤولية استيراد احتياج المملكة من الشعير وتوزيعه على المربين إلى المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.