حجار في مواجهة الافتراش وتطلعات الحجاج

حجار في مواجهة الافتراش وتطلعات الحجاج

في عام 1373هـ وعلى ثرى المدينة المنورة، فتح الوزير الدكتور بندر الحجار عينيه على الحياة من جوار المسجد النبوي الشريف لتتشكل ملامح شخصيته على هتافات التلبية ونداءات التكبير والتهليل وكأنما كانت تلك الأجواء تقوده إلى منصبه هذا، وزيرا للحج في وزارة المليار مسلم، ترتسم ملامح وزير الحج الجديد في نظرة شمولية لكل أبعاد هذه التظاهرة الإيمانية الفريدة فتخوض وزارته سنويا تظاهرة الحج الكبرى لتتحول إلى خلية نحل لا تعرف معاني الهدوء؛ عمل متواصل، ترتيب، تنسيق وتنظيم، ومع كل هذا وفوق كل هذا يظل الوزير الراصد الدقيق لكل تلك البروتوكولات بنهج القيادي الذي قاسمت خبراته قدراته، فرصيد خبرته في حقوق الإنسان ومجلس الشورى السعودي كفيل بتحقيق كل التطلعات في وزارة الحج، تحديات الحج تفرض نفسها أمام الوزير الجديد الدكتور بندر الحجار الذي صدر مساء البارحة أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه وزيرا للحج بمرتبة وزير، فمن تزايد الحجاج في كل عام وظاهرة الافتراش والحج المخالف والمؤسسات الوهمية وضيق المساحة المكانية للمشاعر المقدسة والترتيب المسبق مع رؤساء بعثات 183 دولة وقرابة 2500 شركة سياحية ستكون حاضرة على طاولة الوزير الجديد، وبين كل هذه التحديات والملامح المتناغمة يخوض الوزير الجديد الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لفبرا في بريطانيا مرحلة جديدة في العمل الوزاري ومنح الحجار عضوية مجلس الشورى السعودي، تولى مهمة وكيل كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز في أعوام 1995 - 1998.

كما تولى مهام نائب رئيس مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بين عامي 1992 - 1995.

وترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى لفترة من الفترات، وتولى مهام نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مرحلة التأسيس بين عامي 2004 و2005، قبل أن يتولى رئاسة الجمعية عام 2005. في عام 2005 تولى رئاسة المجلس الوطني لمراقبة الانتخابات، وكان رئيسا لتحرير مجلة الأسواق والأموال لأكثر من 14 عاما حصل على عضوية العديد من المجالس والجامعات، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات، وألف عددا من البحوث والدراسات الاقتصادية.

يبتعد الوزير الجديد بدءا من اليوم من موقعه السابق في مجلس الشورى ليحمل حقيبته المثخنة بخبرات رجل الشورى الحذق طارقا باب وزارة الحج، ليشرع في التخطيط لهذا العمل الذي يربطه بشتى بلدان العالم، ليرسم خريطة مواسم الحج من جديد بخطوط واثقة واستراتيجية مدروسة ونظرة ثاقبة، فوزارة بهذا الحجم لا بد أن ترتكز على قيادة مؤهلة لتتخطى المصاعب عاما تلو آخر نقية من كل الشوائب، مرتقية قمة النجاح بجدارة لتؤكد في كل تظاهرة حولية نسكية أن تحقيق الأحلام لم يعد مستحيلا في زمن توأمة الفكر والتقنية.

ولأن وزير الحج الجديد، تمرس في قضايا الحقوق وتدرج في القنوات الرسمية المطالبة بمنح كل ذي حق حقه، ابتداء من عضويته في مجلس الشورى عام 1418هـ ومرورا برئاسته لأول جمعية لحقوق الإنسان في عام 2005م وعودته كثاني رجل في مجلس الشورى بتوليه مهام نائب رئيس المجلس وحتى وصوله على هرم وزارة الحج، فإن الآمال والطموحات تتعاظم في نفوس القائمين والعاملين والمساهمين في مؤسسات أرباب الطوائف لمعالجة كل المعوقات التي يعانيها المطوفون الذين يربو عددهم على 25 ألف مطوف ومطوفة، حيث تنتظر الوزير الجديد ملفات ساخنة وجولات ميدانية تشمل كافة مؤسسات أرباب الطوائف وورش عمل ميدانية لرسم ملامح موسم الحج القادم فكل عام سيرتدي الوزير إزاره ورداءه خاشعا.. عابدا .. عاملا .. مرابطا فيشرف ميدانيا على أعمال الحج وهو يقف بين الجموع معايشا للنسك ميدانيا هكذا .. يتجسد الوزير الدور الريادي للوزارة، وهكذا تظل وزارة الحج الوزارة الحاضنة للأمة جمعاء في موقف مشهود وعلى بقاع المشاعر المقدسة ووسط منظومة الخدمات المتكاملة الراقية التي توفرها حكومة الخير (حكومة المملكة العربية السعودية).

الأكثر قراءة