المبارك.. ضابط «تداول» وخبير الصناعة المالية يقود دفة السياسة النقدية
تواجه الدكتور فهد بن عبد الله المبارك، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" ذا الشخصية الإدارية النافذة وصاحب الباع الطويلة في الصناعة المالية، تحديات نقدية واسعة في ظل التغيرات الجوهرية التي تطول السياسات النقدية من حول العالم بفعل تنامي تداعيات الأزمة المالية العالمية.
المبارك الذي ترأس في وقت سابق مجلس إدارة شركة تداول وعمل مع مؤسسات مالية عالمية ضخمة كان آخرها رئيسا لمجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة "مورجان ستانلي" السعودية منذ عام 2001، يتمتع بخبرة واسعة في الشأن المالي والبنكي امتدت لنحو 18 عاما كانت جميعها في مواقع تنفيذية مختلفة في المجال المالي ومجالات الاستثمار ووصولا إلى مجلس الشورى السعودي.
تنتظر أوساط خبراء المال والاقتصاد، أن يتصدى المبارك الذي ترأس اللجنة الاقتصادية وشؤون الطاقة في مجلس الشورى من عام 1999 وحتى عام 2005 للعديد من القضايا المحورية والمهمة والتي يأتي في مقدمتها السير بالوحدة النقدية الخليجية نحو الأمام، ومعالجة تراجع القوة الشرائية للريال السعودي الذي فقد على مدى سنوات مضت الكثير من قيمته الحقيقية، حيث لم يعد عاكسا حقيقيا لقوة الاقتصاد السعودي.المحافظة على استقرار مستوى الأسعار بما في ذلك سياسة سعر صرف الريال السعودي، إذ إن المملكة تتبع نظام سعر الصرف الثابت للريال مقابل الدولار الأمريكي منذ عام 1986م، بينما يتغير سعر صرف الريال مقابل العملات الأخرى حسب قوى العرض والطلب، لذلك فإن المحافظة على استقرار سعر صرف الريال تعتبر أحد أهم الأهداف الرئيسة للسياسة النقدية في المملكة، التي يرى المراقبون أن ضرورة مواجهتها اليوم حاجة ملحة.
وهنا نستعين برأي الخبراء الاقتصاديين الذين يعتقدون أن أهم تحد تواجهه "ساما" يتمثل في انتهاج سياسات نقدية ملائمة ومناسبة لهذه المرحلة بحيث تؤدي هذه السياسات إلى تحقيق أعلى فائدة للاقتصاد المحلي وتجنبه التضخم المستورد في نفس الوقت بأقل قدر من الخسائر الممكنة". فيما تبرز المحافظة على استقرار وتطوير القطاع المالي وذلك بإيجاد قطاع مالي متين ومتطور تقنيا ويتمتع بإشراف ورقابة قوية تحد من حدوث أي تقلبات حادة في أسعار الفائدة تؤثر في النشاط الاقتصادي، إذ يعد استقرار القطاع المالي ضرورياً لتشجيع الادخار، وجذب المزيد من الاستثمارات إلى المملكة، كتحد نجح محافظو مؤسسة النقد في تحقيقه على مدى السنوات الماضية وهو ما أكدته الأزمة العالمية الأخيرة، باستثناء القدرة على دمج المصارف في الاقتصاد الوطني بصورة أكثر فاعلية وحيوية عما هي عليه في الوقت الراهن.
قطاع التأمين، هو أيضا من أهم التحديات التي ينتظر المراقبون أن يعمل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الذي تميز تعيينه هذه المرة بأنه جاء من خارج منظومة "البنك المركزي"، أن يعمل بقوة عليها بحيث يحقق تطلعات القيادة والمواطنين على حد سواء، بأن يكون مساهما حقيقيا في دائرة الاقتصاد الوطني وأن يصبح مثالا يحتذى به في المنطقة. يسجل المبارك حضورا لافتا على صعيد شخصيته اللبقة وتواضعه وتعامله العام ويأتي ذلك جنبا إلى جنب مع انضباطه التام في العمل ومواظبته الدقيقة في أداء المهام والتزامه مع كافة الأطراف، وفق مقربين عملوا معه، حيث كان عضوا في الفريق السعودي للتفاوض مع شركات النفط العالمية لمشاريع الغاز في السعودية خلال عام 2000، وقبل ذلك مديرا عاما لشركة رنا للاستثمار من عام 1992 وحتى عام 1999 وهي شركة وساطة مالية مرخصة من أقدم الشركات العاملة في مجال الاستثمار المالي. شخصية الدكتور المبارك مكنته من أن يكون جزءا مهما ورقما بارزا في بعض مكونات الاقتصاد السعودي ليكون أحد رجال الأعمال والمستثمرين البارزين، حيث شغل عضوية مجالس عدة شركات سعودية منها شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، والبنك السعودي الهولندي، وشركة مجموعة الملز، وشركة أموال الخليج للاستثمار التجاري، والشركة السعودية للمتاجر الشاملة (كارفور)، وغيرها من الشركات السعودية. عمليا يبرز المبارك كشخصية لها اهتمام يمزج النظري بالعملي، حيث يحمل درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال في مجال التشغيل والإنتاج من جامعة هيوستن في الولايات المتحدة، ودرجة ماجستير في الهندسة الصناعية، ودرجة ماجستير في المحاسبة المالية والضرائب، وكذلك درجة ماجستير في إدارة الأعمال، إضافة إلى بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة SMU في دالاس، أمريكا.