سعود الفيصل: العلة في علاقات الخليج مع إيران تعود لسياستها
أرجع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية تأزم العلاقات الخليجية الإيرانية إلى السياسة التي تنتهجها طهران اتجاه جيرانها من دول الخليج والعالم العربي، مشيرا إلى أن إيران دولة جارة وذات حضارة وذات إمكانات ونأمل أن تكون العلاقات فيما بينها ودول المجلس على أحسن ما يرام.
وقال الفيصل، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اختتام أعمال قمة الخليج في الرياض البارحة، ردا على سؤال حول عدم وجود ردود أفعال في التحرك ضد المواقف الإيرانية، ''من المفترض أن يطرح هذا السؤال على الإخوة الإيرانيين لماذا هم يتبعون هذه السياسة تجاه جيرانهم التي تؤدي إلى الإساءة للعلاقة فالإعلام الإيراني يحاول أن يصور الإنسان العربي وكأنه إنسان لا يستحق ذكره في الحضارات العالمية والتهديدات المباشرة من فترة للإمارات على موضوع الجزر تهديد علني لم يكن إيجابياً، المناورات التي يجرونها في مياه إقليمية خليجية لا تدل على حسن نية، فإذا أرادوا حسن النية فلن نكون متأخرين وإذا تقدموا خطوة سنخطو خطوتين وهذا من شيمنا ونحن لا نريد أن نتعدى على مصالح أي دولة ولا نضمر لإيران أي شر، فالعلة ليست في السياسة التي تنتهجها دول الخليج بل العلة في السياسة التي تتبعها إيران''.
#2#
#3#
#4#
#5#
وبشأن إعلان الرياض، أشار وزير الخارجية إلى أن ما تضمنه الإعلان والبيان الختامي للقمة من قرارات يجسد الأجواء الأخوية الودية التي سادت اجتماعات القادة واتسمت بالشفافية في تناول مختلف القضايا المدرجة على أعمالها. وقال ''إن القرارات تجسد بشكل كبير استشعار القيادة الخليجية لمسؤولياتها أمام المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية بجميع متغيراتها وتحدياتها والعزم والتصميم على مواجهتها عبر إنتاج سياسة (يد تبني ويد تحمي) وذلك من خلال تحقيق تطلعات شعوبهم في تسريع وتيرة التعاون المشترك ومسيرة التطوير والإصلاح الشامل وتوسيع المشاركة الفعالة لكافة مواطني دول المجلس لفتح آفاق أرحب لمستقبل مزدهر والحفاظ على استقرار دول المجلس وأمن شعوبه وحماية مكتسباته من خلال ترسيخ مفهوم الهوية والمساواة في حقوق المواطنة بين الجميع والتصدي لكل محاولات تصدير الأزمات الداخلية وإثارة الانقسامات والفتن المذهبية والطائفية''. وأضاف ''لعل أبرز النتائج ترحيب قادة دول المجلس ومباركتهم للمقترح الذي ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وتشكيل هيئة لدراسته من مختلف جوانبه''.
وأكد وزير الخارجية أن هذه الخطوة من شأنها الدفع بهذه الأهداف والغايات على النحو المأمول وذلك تمشياً مع النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها. ومضى قائلاً ''في سياق تحقيق الأهداف كلف المجلس الأعلى الأمانة العامة والمجالس الوزارية بوضع الآليات التنفيذية والجداول الزمنية لتنفيذ الخطط والبرامج''.
وأكد الفيصل أن اجتماعات قادة دول مجلس التعاون تظل دائماً اجتماعات خير تهدف إلى خدمة القضايا الخليجية ويد ممدودة بالمحبة والسلام لأمتينا العربية والإسلامية وبناء علاقات ودية مع كافة القوى الإقليمية والدولية يسودها الود والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة وخدمة أمنها وسلامها والأمن والسلم الدوليين تحت مظلة مبادئ الشرعية الدولية وقوانينها.
وأكد أن المباحثات بين قادة دول المجلس تركزت على التعاون المشترك بين الدول وتطرقت إلى كل المجالات وكانت اجتماعات مبنية على الشفافية والصراحة والصدق، وقال ''أعتقد أن الكل خرج منها برأي إن لم يكن متطابقا فهو متقارب بشكل على كل المجالات''. وقال في إجابة على سؤال عن كيفية الدبلوماسية الخليجية للاتحاد أمام العالم، قال ''هذه نقلة نوعية للتعاون؛ الاتحاد معروف ضوابطه وشروطه ومستوى التعاون في الاتفاقيات بين دول المجلس أقل من المستوى في الاتحاد وهذا لوحده ضروري للمرحلة الحالية وللتلاحم ومن الضروري أن نكون يدا واحدة خاصة في المواجهة.. أعتقد أن البيان جسد ذلك بصدق وأمانة''. وتابع ''أعتقد أن الاتحاد سيجمع قدراته وإمكاناته وطاقاته في الدول الست فبدلا من أن تكون أنشطته حسب الجانب الدبلوماسي مبعثرة سيكون لها خط واحد وسيكون لها تأثير أكبر على المدى المتوسط والبعيد''.
وأكد الفيصل دعم ومبادرة الدول القادرة في دول المجلس بتقديم المساعدات لمصر، قائلاً ''إن هناك مفاوضات على بعض النقاط أما المساعدات المباشرة للاستخدام المباشر فقد صرفت''. وأضاف ''من ناحية المملكة أيضاً فقد استمرت في توفير ما احتاجت إليه مصر لمدة عدة أشهر وهذا ليس غريبا لأن مصر تعتبر قلب العالم العربي وأكبر وأهم دولة في العالم العربي وهناك التضامن في النظرة إلى الشرق الأوسط والتعاون العربي رغم المشاكل فمصر تقوم بواجبها في كل المراحل وآخرها الدور المصري في التصالح الفلسطيني الفلسطيني الذي تفضلت برعايته''.
وبشأن المساعدات لليمن، أكد أنه سيتم تقديم مساعدات وأضاف ''أعتقد أن كل الإخوة في دول مجلس التعاون يقفون مع اليمن في إنهاء المحنة التي أصابتهم وسيقفون معهم في الفترة الانتقالية إلى أن تستقر الأمور ومن ثم سيبدؤون بعقد مجموعة أصدقاء اليمن لجمع تبرعات من سائر الدول لدعم التنمية في اليمن السعيد عسى أن يعود سعيدا مشاركا في الحضارة العالمية كما شارك في الماضي في هذه الحضارة''.
وفيما يختص بالانسحاب الأمريكي من العراق، أكد الفيصل أن ذلك شأن عراقي أمريكي كان باتفاق الجانبين، وأن ما سيلي ذلك من ردود أفعال وتفاعلات لا نعلمها، وأضاف ''وبالتالي أعتقد أنه بسرعة ممكنة لا بد أن توضح العراق سياستها تجاه دول المنطقة حتى تستطيع التجاوب معها دول المنطقة بالشكل المطلوب''.
وبين الفيصل أنه إلى الآن والدول التي تدرس اقتصاديات الطاقة النووية كلها لديها محطات صغيرة للتدريب والتأهيل وبدون شك أن كل الدول تسعى إلى أن تمتلك الطاقة، وقال: ''الطاقة لن تحل مشاكلها بحل واحد فيجب أن تسعى لحل مشكلتها من كل الجوانب هذا للأسف واقع الحال. من الشيء المؤسف والمؤلم أن تستخدم هذه الحاجة في الطاقة البريئة وتحول إلى آلة دمار''.
وفي إجابة على سؤال بشأن سورية، قال وزير الخارجية ''إن أهم الخطوات التي يجب أن تتم فوراً من قبل الحكومة السورية وقف القتال فورا وسحب آليات الدمار من المدن وإطلاق سراح المحتجزين، فإذا كانت النية صافية عندما وقعت البروتوكول الخاص بالمراقبين العرب بأن تتم هذه الخطوات، وأنا سمعت في تصريح على لسان وزير خارجية سورية أنهم قبلوا البروتوكول ولم يقبلوا بالمبادرة والبروتوكول جزء لا يتجزأ من المبادرة فأرجو أن يكون ما سمعناه خطأ وأنهم أتوا ليوقعوا على البروتوكول لأنه يحتاج إلى توقيع أما المبادرة فسبق وأعلنوا أنهم موافقون عليها''.
وفي رد للأمير سعود الفيصل على سؤال عما احتوته المبادرة العربية قال: ''المبادرة العربية تدعو لوقف الاقتتال وسحب الآليات وإطلاق المساجين وتدعو إلى اجتماع مصالحة تحت مظلة الجامعة العربية لتجنب حرب أهلية في بلد شقيق كسورية، فهي عند الدول العربية ككل ليست رخيصة ولا يضمر أحد لها شراً ولا يريد أحد أن يؤذى أي فرد من أفراد الشعب السوري بأي حال من الأحوال فما بالك إذا كانت المصيبة تأتي من السوريين للسوريين فالألم يكون أكبر والفزع يكون أكثر والتوسط لا خيار لنا فيه''. وأضاف ''كان الهدف من التدخل من قبل الجامعة العربية أن يكون حل القضايا العربية عربيا، ولم نجد من الحلول التي تأتي من الخارج حلولا صائبة في كثير الأحيان، وهذا لا يستوعب لأن نوايا في كل الناس ودائماً أصحاب المؤامرات الدولية ولكن ثبتت بالخبرة أن ما يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا وبالتالي الحل العربي بلا شك هو الأفضل للحال في سورية، الذي سينقل الأمر إلى المنظمات الدولية هي سورية ولسنا نحن، سورية إذا رفضت الحل العربي فمجلس الأمن مقدم له مشروع من روسيا التي من المفترض هي حليفة سورية وهي من قدم المناقشات في نيويورك''، معربا عن أمله في أن يسمع السوريون النصيحة من إخوانهم العرب وأن يتجاوبوا مع المبادرة العربية عقب ما وقعوا أمس على البروتوكول الذي وصفه سموه بالخطوة الأولى لتنفيذ المبادرة. وأوضح أن توقيع البروتوكول تم على أساس شروط وقف القتال فورا في المدن السورية وإطلاق المعتقلين وأنه تم تجهيز المراقبين طبقا للبروتوكول ومدى قبول السوريين والضمانات المقدمة من الحكومة السورية لحماية المراقبين بالاتفاق مع السلطات السورية.
من جهته، أوضح الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن قادة ورؤساء وفود دول الخليج ركزوا خلال الدورة 32 للمجلس الأعلى على القضايا التي تعزز مسيرة مجلس التعاون وترسخ الأمن والاستقرار في دول المجلس والمنطقة عموماً والمسائل المرتبطة بالتنمية والتطوير وتحقيق التكامل في دول المجلس. وذكر أن المجلس الأعلى لدول المجلس استعرض التوصيات والتقارير والمتابعة المرفوعة من المجلس الوزاري وما تحقق من إنجازات في مسيرة العمل المشترك من الدورة الماضية في جميع المجالات، إضافة إلى بحث تطورات القضايا السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من أحداث.
وبين أن المجلس اعتمد مجموعة من القرارات والمشروعات والأنظمة من الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية لدول المجلس والمشروع الخليجي لاعتماد المنشآت الصحية، ونظام الهيئة الاستشارية المعد للمجلس الأعلى ولائحته الداخلية لاعتماد استخدام البطاقة الذكية كإثبات هوية لمواطني دول المجلس للتعاملات في القطاعين العام والخاص، وكذلك مشاريع القواعد الموحدة لإدراج الأوراق المالية والتعرفة الجمركية الموحدة بدول المجلس ودعم السلطة القضائية وأجهزة النيابات العامة. وقال ''كما أقر المجلس الأعلى لدول المجلس بشأن ما توصل إليه استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والموافقة على إنشاء هيئة للاتحاد الجمركي تبدأ أعمالها في يونيو 2012م على أن تتلخص مهامها في استكمال دراسة آلية توزيع الحقيبة الجمركية ضمن برنامج زمني أسس لتطبيق الوضع النهائي للاتحاد الجمركي بكامل متطلباته''.
وأوضح الأمين العام، أن المجلس اعتمد برنامج التنمية لمجلس التعاون لتمويل المشاريع التنموية لكل من البحرين وعمان على أن يبدأ تنفيذ هذا البرنامج على وجه السرعة وتحقيق الفائدة المرجوة منه، لافتا إلى أنه فيما يتعلق بالتعاون مع كل من الأردن والمغرب قرر المجلس إنشاء صندوق خليجي للتنمية يبدأ بتقديم الدعم لمشاريع التنمية في كلا البلدين. وقال ''إن حصيلة هذه الدورة جاءت نتيجة جهد حثيث واجتماعات عديدة عقدت طيلة عام كامل من قبل المجلس الوزاري واللجان الوزارية واللجان الفنية في إطار قطاعات الأمانة العامة المختلفة حيث عقدت اللجان الفنية نحو 400 اجتماع واللجان الوزارية 56 اجتماعا وهو جهد يستحق الشكر والتقدير من الجميع''.
وأوضح الزياني أنه تم تكليف شرطة العواصم في دول المجلس بالاجتماع ووضع الآلية والأسلوب الأمثل لعمل الشرطة الخليجية. وبشأن غياب ذكر الجزر الإماراتية في البيان الختام للقمة، أوضح أن الجزر الإماراتية تأتي ضمنيا وتكررت في جميع البيانات ولاقت الموقف نفسه، مؤكدا أن قوات درع الجزيرة دائما في تطور مستمر سواء كانت في خطط التطوير الوطني أو كانت على خطط التطوير المشترك سواء كانت في منظومة الأسلحة أو التدريب أو العقيدة أو منظومة القيادة والسيطرة.