الاتحاد الخليجي .. توصية القادة المؤسسين قبل 30 عاما ترى النور بمبادرة الملك عبد الله
يصرح ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن الأهداف الأساسية للمجلس هي: التنسيق والتكامل والتواصل بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وتعزيز الروابط بين شعوبها، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف المجالات مثل الاقتصاد، المالية والتجارة والجمارك، والسياحة، والتشريعات، والإدارة، فضلا عن تعزيز التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والمياه والزراعة والثروة الحيوانية، وإنشاء مراكز بحوث علمية وإقامة مشاريع مشتركة وتشجيع تعاون القطاع الخاص، وصولا إلى الوحدة.
ففي البيان الأول الصادر عن أول قمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي أو ما يمكن تسميته "البيان التأسيسي" وذلك في الـ25 من أيار (مايو) 1981، توصل قادة الإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت في اجتماع عقد في أبو ظبي إلى صيغة تعاونية تضم الدول الست، تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين، وصولا إلى وحدتها، وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة، التي أكدت أيضا تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس.
وكان كل من الشيخ جابر الأحمد الصباح والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أصحاب فكرة إنشاء مجلس التعاون، ساندهما إخوانهم قادة دول مجلس التعاون؛ إدراكا منهم لما يربط بينهم من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، وإيمانا منهم بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبهم ورغبة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين، واقتناعا بأن التنسيق والتعاون والتكامل فيما بينها إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية.
اليوم وبعد مرور أكثر من 30 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي القمة التي اختتمت أعمالها في الرياض أمس دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد، مذكرا بتوصية الآباء المؤسسين، ومؤكدا أن الظروف الراهنة تتطلب ذلك قائلا: "لقد علمنا التاريخ والتجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وهذا أمر لا نقبله جميعا لأوطاننا واستقرارنا وأمننا؛ لذلك أطلب منكم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد".
من جانبهم، أعلن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم في الرياض أمس "تبني" اقتراح خادم الحرمين الشريفين الانتقال إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد لمواجهة "التحديات"، عبر تشكيل هيئة تتولى تقديم التوصيات الخاصة بذلك.
سعود الفيصل وزير الخارجية أكد من ناحيته في مؤتمر صحافي عقد عقب اختتام القمة، أن قرارات القمة الخليجية تعكس الأجواء الأخوية الودية التي سادت اجتماعات القادة واتسمت بالشفافية في تناول القضايا كافة المتوجهة لأعمالها.
وقال الفيصل "إن القرارات تعكس بشكل كبير استشعار القيادة الخليجية لمسؤوليتها أمام المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية بكافة متغيراتها وتحدياتها والتصميم على مواجهتها على سياسة يد تبني ويد تحمي، وذلك من خلال تحقيق التطلعات في تسيير التعاون المشترك ومسيرة الإصلاح الشامل لفتح آفاق أكبر في المستقبل".
وبيّن الأمير سعود الفيصل، أن الحفاظ على استقرار دول المجلس وأمن حروبه وحماية مكتسباته يتم من خلال ترسيخ مفهوم الهوية والمساواة في حقوق المواطنة بين الجميع والتصدي لكل محاولات تصدير الأزمات الداخلية وإثارة الانقسامات والفتن المذهبية والطائفية، مؤكدا أن النتائج التي تم الاتفاق عليها هي ترحيب قادة دول المجلس للمقترح الذي عرض في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للانتقال من مرحلة التعاون إلي مرحلة الاتحاد، وتشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسته من جوانبه كافة.
وقال: إن هذه الخطوة شأنها الدفع بهذه الأهداف والغايات على النحو المأمول؛ وذلك تمشيا مع النظام الأساسي مع المجلس الذي ينص على تحقيق التكامل بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلي الوحدة الوطنية.
في المقابل، قال عبد اللطيف الزياني، الأمين العام للمجلس: إن القمة قررت "تبني مبادرة الملك عبد الله لتشكل دول المجلس كيانا واحدا ومواجهة التحديات".
وأضاف أن زعماء دول الخليج "إيمانا منهم بأهمية المقترح وإيجابيته لشعوب المنطقة وبعد تبادل الآراء وجهوا المجلس الوزاري بتشكيل هيئة متخصصة لدراسة المقترحات التي تم تداولها".
وتابع الزياني: إن "الهيئة ستقدم تقريرا أوليا في آذار (مارس) 2012 إلى المجلس الوزاري لرفعها إلى القادة على أن ترفع توصياتها النهائية إلى اللقاء التشاوري للقادة".