السعوديون يعيدون إحياء زراعة «البعول»
قال مواطنون محليون إنهم بدأوا في إحياء زراعة ''البعول'' التي كانت سائدة في وقت سابق في البلاد.
وتقوم طريقة الاستزراع القديمة المسماة ''البعل فيضة الحقاقة''، على تجمع المياه في موقع معين عند هطول الأمطار بكميات كبيرة.
والبعل عملية بذر الفياض من قبل الأهالي بالقمح خاصة بعد أمطار الوسم، للاستفادة من إنتاجها بعد عدة أشهر خاصة إذا أفاء الله عليها بالأمطار المتتالية.
يقول عبد الله العتيبي من أهالي سدير والمهتم بأحوال الطقس والمناطق البرية: إن هذه الطريقة كانت متبعة من قبل أهالي القرى قديما، حيث إنهم الأكثر اهتماما بزراعة البعول، وإن كانت للبادية مشاركة ولكنها بسيطة جدا بحكم أن الفرد من أهل البادية غير مستقر ويشد ويرحل وليس له مكان ثابت كحال ابن القرية في تلك الفترة.
وكانت طريقة القسمة في الماضي تنص على أنه إذا حضر أهل البادية وقت البذر، فإن بعضهم يسهم بصاع أو صاعين أو أكثر، وإذا جاء وقت الحصاد حضروا وحصدوا معهم الزرع بعد استوائه، وأخذوا نصيبهم.
واعتبر أن هذه الطريقة تماثل حاليا بعض وسائل التكافل الاجتماعي، بحيث يكون العمل جماعيا، ويحظى الجميع بنصيب من الإنتاج فيما بعد.
ويشير العتيبي إلى أن استزراع البعول في الوقت الحاضر أصبح قليلا جدا، بل شبه معدوم، لافتا إلى أن ما يحدث حاليا إنما هو إحياء للتراث، وأن لإحيائه مسببات منها الذكريات، وكذلك مؤهلات زراعته وهي نزول المطر بكميات كبيرة، وأن لهم سنوات لا تتم زراعته فيها بسبب الاستغناء، إضافة إلى أنه يحتاج إلى رعاية وحراسة بحيث لا تدمره الحيوانات ولا تطأه بحوافرها.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
شرع مواطنون في إحياء طريقة استزراع قديمة تسمى ''البعل فيضة الحقاقة'' وهي من المواقع المشهورة بتجمع المياه فيها عند هطول الأمطار بكميات كبيرة، وتقع ضمن نطاق مدينة تمير التابعة لمحافظة المجمعة في سدير.
والبعل عملية بذر الفياض من قبل الأهالي بالقمح خاصة بعد أمطار الوسم، للاستفادة من إنتاجها بعد عدة أشهر خاصة إذا أفاء الله عليها بالأمطار المتتالية.
#2#
ويقول عبد الله بن سعد الرويس العتيبي من أهالي سدير والمهتم بأحوال الطقس والمناطق البرية إن هذه الطريقة كانت متبعة من قبل أهالي القرى قديما، حيث إنهم الأكثر اهنماما بزراعة البعول وإن كانت للبادية مشاركة ولكنها بسيطة جدا بحكم أن الفرد من أهل البادية غير مستقر ويشد ويرحل وليس له مكان ثابت كحال ابن القرية في تلك الفترة.
وكانت طريقة القسمة في الماضي تنص على أنه إذا حضر أهل البادية وقت البذر فإن بعضهم يساهم بصاع أو صاعين أو أكثر، وإذا جاء وقت الحصاد حضروا وحصدوا معهم الزرع بعد استوائه، وأخذوا نصيبهم.
واعتبر الرويس أن هذه الطريقة تماثل حاليا بعض وسائل التكافل الاجتماعي، بحيث يكون العمل جماعيا ويحظى الجميع بنصيب من الإنتاج فيما بعد.
#3#
ويشير عبد الله الرويس العتيبي إلى أن استزراع البعول في الوقت الحاضر أصبح قليلا جدا بل شبه معدوم، لافتا إلى أن ما يحدث حاليا إنما هو إحياء لتراث الأولين، وأن لإحيائه مسببات منها ذكريات الأولين، وكذلك مؤهلات زراعته وهي نزول المطر بكميات كبيرة، وأن لهم سنوات لا تتم زراعته فيها بسبب الاستغناء، إضافة إلى أنه يحتاج إلى رعاية وحراسة بحيث لا تدمره الحيوانات ولا تطؤه بحوافرها.
ويضيف الرويس أن الحراس في السابق كانوا يعطون سهما من الناتج، وكانوا في السابق يتفقون على حماية البعل، أما في الوقت الحاضر فتصعب حمايته من العبث، فحراسته ورعايته مكلفة، وهناك ما هو أرخص منه أي القمح في السوق، وإنما جدواه إحياء تراث الأولين وقد يكون البعض يريد أن يتملك الأرض عندما يقوم بزراعتها، ولكن البعول لا تملك، لأنها أراض عامة تنبت فيها الأعشاب.
#4#
ويقول العتيبي ضمن ''قصة البعل'' إن حصاده له وقت وهو دخول نجم الذراع، حيث يقال ''إذا جاء الذراع وقف الماء في الكراع'' ـ أي يبس الشيء، ومدته من الوسم والمربعانية وينتهي في الذراع، ويتم حصده بالأيدي والمحاش، أما اليوم فبالحصادات ولله الحمد، وعما إذا كان يساوى تعبه، فيجيب العتيبي بنعم، خاصة إذا سقاه الله بالمطر وجاء حمله وافيا، فبعض السنبلات تحمل نحو 100 حبة قمح، والبعل يسمى ''العيثري'' ويسقى بماء المطر بدون تدخل أي شيء آخر، والمواقع التي يصلح فيها هي الفياض أي المكان الذي يتجمع فيه مياه المطر.
ويضيف مهتم بالطقس والمناطق البرية أن فيضة الحقاقة واحدة من الفيضات التي يتم بعلها وهناك الكثير مثلها في منطقة سدير وبقية المناطق، وهي تبعد عن مدينة تمير نحو 45 كيلو مترا باتجاه جنوب شرق، حيث كانت مشهورة منذ القدم بأنها يتم بعلها، وبذر الحبوب، لافتا إلى أن من أسماء زراعة الفياض العيثري، وهو المكان الذي يقر فيه الماء، ويسمى ذلك المكان الروضة أو الفيضة، ووقت زراعة البعل يكون في الوسم والمربعانية ، حيث يقال ''إذا ظهرت الثريا من عشيا ترى زرع الشتا قد تهيا''.
#5#
وعن أحقية زراعة البعل يشير أبو عبد الرحمن إلى أنه ينطبق عليه المثل ''من سبق لبق'' فمن يأتي الأول يزرع، وهي ليست لأحد، بل حق مشاع للجميع، الماء والكلأ الناس فيه سواء، يزرع القمح، وإذا تداركه الله عز وجل بالحيا وتتابع بالمطر فإن إنتاجه يكون غزيرا ومفيدا لمن زرع، وليس كل عام.
#6#
من جهة أخرى، يرى بعض المهتمين في البيئة وخاصة الفياض والمناطق البرية أن زراعة البعول الجائرة تشكل خطرا على النباتات البرية، لافتين إلى أن استخدام أدوات الزراعة الحديثة في زراعة البعول يشكل خطرا على النباتات البرية مثل قطع الأشجار عند حراثة الأرض والقضاء على البذور البرية المتنوعة، مطالبين بعدم التبعيل في الأماكن التي توجد فيها أشجار وترك جزء من الرياض لتنمو النباتات البرية المختلفة لتمكننا من المحافظة على هذه البيئة الجميلة.
#8#
واستشهد المهتمون بالبيئة في رفضهم زراعة الفياض بأنها تسبب اختفاء معظم الأشجار عندما تجرفها الحراثات، وتعرِّي التربة وتعرُّضها للانجراف، وما يعقب ذلك من عجز الأرض عن امتصاص الماء، وازدياد خطر التصحُّر، وخلخلة دورة الأوكسيجين وثاني أوكسيد الكربون، باعتبار الأشجار مصدرا بل مصنعا متجدِّدا للأوكسيجين، ومستهلكا لأوكسيد الكربون، ونقصان الأشجار يزيد في درجة التلوُّث الهوائي، ويقلُّ تبخُّر الماء الناتج عن الأشجار بسبب قطعها، فتصاب المنطقة بالجفاف وتقل الأمطار.
#7#
من جانب آخر، لزراعة البعل شروط من أهمها هطول أمطار غزيرة جدا في وقت الوسم تقريبا، أن تكون الأرض طينية أو أرضا تتجمع فيها المياه لعدة أيام، وطريقة زرع البعول أن يوزع البذر بالبذارات أو باليد وتوزع على كامل الأرض، ثم حرث الأرض بالحراثات وتقليب التربة، يلي ذلك ترك الأرض لفترة أسبوعين حيث يبدأ النبات في الظهور على سطح الأرض، وخلال مدة تصل إلى ثلاثة أشهر تبدأ سنابل القمح في البروز، وفي حال شهدت الأرض هطول أمطار متوسطة فإن الزرع يبشر بالخير أما إذا كانت الكميات كبيرة فإنها تؤثر في الزرع وربما فقدانه، وبعد الحصاد يكون مكان البعول مرعى للمواشي بعد أن كانت ممنوعة.