تغريدة بعد قرار هيئة الطيران المدني

قرار الهيئة العامة للطيران المدني القاضي بالسماح للمستثمرين المحلي والأجنبي بدخول سوق النقل الجوي المحلي والدولي فاجأ الكثير ومنهم وسائل الإعلام الإقليمية والمحلية. لم تكن صياغة القرار مفصلة من الزملاء في إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الهيئة فأدت إلى المزيد من اهتمام الصناعة والأعمال والإعلام، وزاد من شدة غموضها ما جاء في مقابلة رئيس الهيئة مع قناة ''العربية'' الشهر الماضي، التي أكد فيها بقاء الاتفاقات الثنائية للرحلات الدولية وسيادة الرحلات الداخلية وعدم التفريط في سوقها للمستثمر الأجنبي. المتمعن في القرار المقتضب يستنتج أن نسبة مشاركة الأجنبي غير معروفة حاليا حتى صدور المنافسة بعد شهرين، وأن الشركات الأجنبية المشار إليها، هي العاملة للمطارات السعودية والأقرب الناقلات الخليجية بنوعيها الفاخر والاقتصادي. رئيس الهيئة له إنجازات استراتيجية في حياته العملية أهمها برنامج التوازن الاقتصادي الذي أنشئ في منتصف الثمانينيات وألزم شركات الطيران العالمية بمشاركة الجانب السعودي، حيث أنشئت شركات متعددة المجالات ومتكاملة الخدمات لإسناد الطائرات. في ذلك الوقت كان إعلام برنامج التوازن الاقتصادي يتحدث عن خلق 80 ألف وظيفة! كان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي، وهو رقم ضخم مقارنة بعدد سكان المملكة آنذاك وعدد مخرجات التعليم والتدريب. ليس هذا فقط، بل كان في أجندة برنامج التوازن الاقتصادي صناعة طائرة عمودية محليا ليتجاوز البرنامج أعمال الصيانة والإسناد إلى أعمال التصنيع. وبعد مرور ربع قرن وأكثر يعلم سموكم الكريم الواقع الصناعي والواقع التوظيفي لبعض تلك الشركات، كما يعي سموكم القلق السياسي والأمني والمجتمعي من غول البطالة في وطننا الحبيب. وليسمح لي سمو الأمير بتغريدة بأن يجعل نسبة سيادة التوظيف أكثر أولوية من نسبة سيادة رأس المال في اللائحة التفصيلية التي تنظم الشركات الفائزة في القرار الجديد. فما المال نعانيه سمو الأمير إنما نغرق في الهوة بين ضخامة ملاءتنا المالية وشح الوظائف المتاحة للشباب من الجنسين، وهذا الواقع المخيف عام في مختلف الشركات والمؤسسات وليس مقصورا على صناعة النقل الجوي. ويعلم سموكم الكريم أن هناك جهات في صناعة الطيران مميزة في توظيف السعوديين كالخطوط السعودية مثلا وجهات طاردة لهم عمدا كالطيران الخاص، حيث لا يتجاوز عدد الطيارين السعوديين أصابع اليدين في مقصورات 300 طائرة خاصة، وهي أكثر عددا من أسطول الخطوط السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي