برنامج «أراب آيدول».. استنساخ في زمن الابتكار وسخرية الحكام تنفر المشاهدين
في وقت بات فيه المتلقي العربي يبحث عن الابتكار البرامجي، والأفكار الخلاقة الفريدة نحو ملامسة ذوقه، تعود نزعة الاستنساخ الممجوج لتعطي طابعا سلبيا نحو المنتج الذي يطمح إليه المشاهد من قنواته التلفزيونية الضخمة.
من قلب بريطانيا بدأت الفكرة ومن مدينة الضباب ''لندن'' والمدن البريطانية الأخرى، انطلقت مهمة البحث عن أفضل المواهب الغنائية، ومنها ظهر برنامج ''Pop Idol'' الذي يعتبر من أوائل برامج الواقع التي سعت لاكتشاف المواهب الغنائية.
ومع النجاح الكبير الذي حققه ''Pop Idol'' مع بداياته في بريطانيا، انتقلت دول أخرى إلى مهمة اكتشاف المواهب، لتكون الولايات المتحدة هي المحطة الثانية للبحث عن الموهوبين ببرنامج ''American Idol''، ولتقدم 29 دولة أخرى برامج مشابهة، وليأتي أخيرًا برنامج ''Arab Idol'' بعد استهلاكه عالميا وتشبع المتابع المحلي له من خلال القنوات العالمية ومواقع اليوتيوب ليكتشف المواهب في الدول العربية!
ورغم الحلقات المعدودة ورغم أن القناة العارضة للبرنامج استقطبت نجوما غنائيين للجنة التحكيم وهم راغب علامة وأحلام والمنتج الموسيقي حسن الشافعي إلا أن البرنامج لم يستطع إثبات حضوره المقنع كنسخته الأصلية من حيث المواهب ولجنة التحكيم، حيث أحدثت سخرية أعضاء لجنة التحكيم ونبرة الاستهزاء الواضح ببعض المشاركين تأثيرا في القيمة النقدية المتوقعة منهم، كما أنها أحدثت ردود أفعال غاضبة من قبل الجماهير التي شاهدت هذه الحلقات.
الضحك الهستيري، التعليقات المقللة من شأن المشارك، المقاطعة المستمرة، باتت عوامل مجتمعة تشكك في مصداقية الرؤية الفنية لدى اللجنة، وهي ما دعا نقادا فنيين كثيرين إلى الحديث عن ضرورة تواجد نقاد فنيين ذوي خبرة ودراية في هذه اللجان وليس الاعتماد على مغنين لهم نسبة مختلفة من المتابعة!
في هذا الإطار أبدى كثير من المتابعين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات استياءهم من هذا البرنامج المستنسخ، حيث قال شخص سمى نفسه سطام على موقع تويتر: الحكام يحتاجون إلى حكام، أتمنى أن يتعلموا فنون اللباقة قبل التحكيم فالفن ليس صوتا فقط! ''. شخص آخر سمى نفسه علوش ينادي بالمقاطعة ويقول: قاطعوا ''أراب آيدول'' قاطعوه وامنعوا بناتكم وزوجاتكم من متابعته ''أما عبد العزيز فيقول: البرنامج فيه تجاوزات من اللجنة ولعب بأعصاب وعواطف الناس وبالنهاية هم كسبانين المال من التصويت''. أما خالد الحنيني فلديه وجهة نظر أخرى حيث يقول: المغنون في لجنة التحكيم أصواتهم حلوة لكن نقدهم مبني على ذوق وليس على دراسة ومعرفة''!
حديثنا هذا يسحب الذاكرة لسنوات مضت حيث كان يعرض برنامج أراب آيدول تحت اسم سوبر ستار على قناة فضائية لبنانية وهو ما جعل عددا من المتلقين يتساءلون: لماذا تغير الاسم؟ ولماذا تغيرت القناة؟! أما الذي لم يتغير هو الاستغلال المادي للمتابعين في موضوع التصويت!