12 مرضاً نفسياً تؤثر سلبياً في حياة الإنسان.. والاكتئاب الأكثر شيوعاً بين السعوديين

12 مرضاً نفسياً تؤثر سلبياً في حياة الإنسان.. والاكتئاب الأكثر شيوعاً بين السعوديين

أكد أطباء نفسيون أن هناك ارتباطا وثيقا بين أمراض النفس والأعصاب وأمراض البدن التي قد يتعذر شفاؤها قبل التخلص من الاضطرابات والأمراض النفسية والعصبية، مؤكدين أن الأمراض النفسية متعددة كالأمراض العضوية وتنشأ من استمرار الصراع داخل الشخص مما يسبب فشله في التكيف مع الحياة، وأشار الأطباء إلى أن هناك 12 مرضاً نفسياً تؤثر سلبياً في الإنسان وقد تدفع الشخص إلى الانتحار بحسب شدتها وهي الخجل، اليأس، الأرق، الملل، الخوف، القلق، الهستيريا، الهوس، الصرع، الوسواس القهري، انفصام الشخصية، الاكتئاب.
وعد الأطباء النفسيون الاكتئاب أكثر هذه الأمراض شيوعاً، حيث ذكرت دراسة سعودية نشرها أحد الباحثين أن هذا المرض بدرجاته المختلفة من البسيط إلى الحاد والمزمن يصيب أكثر من 38 في المائة من السعوديين، وخاصةً المراهقين ومن هم في مرحلة الشباب، مشيراً إلى أن الاكتئاب يختلف تماماً عن الحزن الطبيعي، حيث يشعر المريض بالاكتئاب بفقدان الرغبة والمتعة بكل شيء من طعام وهوايات حتى يصل لمرحلة لا يريد فيها حتى مجرد الكلام، كما يشعر بفقدان الطاقة وضعف القدرة على الانتباه والتركيز، فلا يعود مثلاً يذكر ما يدور من حوله من أحداث من يوم إلى آخر، مضيفاً أنه في الحالات الشديدة من الاكتئاب يشعر المريض بفقدان القيمة الذاتية، والشعور بالذنب دون سبب، أو لمجرد أسباب واهية صغيرة، كما أنه يشعر بأنه هو سبب مرضه، كما يضطرب النوم عند المكتئب، حيث قد يصعب عليه النوم وإذا نام استيقظ مبكراً جداً دون أن يستطيع متابعة نومه، إضافة إلى شعوره بالتشاؤم من نفسه والآخرين واليأس وفقدان الأمل في الحياة. وأضاف أن هذا المرض يتسم بتسعة مظاهر تبدو على المريض منها حالة من القنوط، العبوس، التعاسة التي تبدو الظاهرة، قلق حاد، هبوط في المعنويات النفسية، فقدان وتفكك الشخصية، عدم القدرة على تحديد ما يريده المريض، صعوبة في التفكير، هبوط في القوى الحيوية والحركية والنشاط الوظيفي.
من جهة أخرى، أكدت العديد من الدراسات الطبية داخل المملكة وخارجها أن الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعاً، ويصيب النساء والرجال بنسبة 2-1 (أي أن النساء يصبن به بمعدل الضعف عن الرجال)، وأجمعت معظم المؤسسات والمنظمات الصحية والأطباء النفسيين على أنه قبل الحكم على أي شخص أنه مريض بالاكتئاب يجب أن يتوافر فيه لمدة أسبوعين خمسة من الأعراض المؤثرة في عمله وعلاقاته الاجتماعية، ومن أهم الأعراض: أولاً المزاج المكتئب "الحزين" أغلب اليوم، حيث يشعر به المريض بداخله أو يلاحظه من حوله الآخرين، ثانياً: انعدام أو قلة الرغبة في الأنشطة أو الهوايات التي هي من طبيعتها أن تدخل الفرح والسرور إلى النفس ويستمتع الشخص الطبيعي بأدائها كلعب الكرة والمرح مع الأصدقاء، ثالثاً: فقدان شهية الأكل وقلة كمية أكله ويفقد بذلك وزناً، حيث تصل فيه نسبة فقدان الوزن المرضي إلى 5 في المائة من وزنه كل شهر، رابعاً: الأرق وهو صعوبة الخلود للنوم، والمريض المكتئب يجد صعوبة في الخلود للنوم ويجد صعوبة في الاستمرار في النوم إذا خلد للنوم ويجد صعوبة في العودة للنوم عند الاستيقاظ منتصف الليل أو آخره ويشتد معه الحزن والاكتئاب في ساعات الصباح الأولى، خامساً: الخمول الجسدي حيث يشعر المريض بأن أعضاءه "مخدّرة"، فهناك صعوبة في النهوض من السرير وصعوبة في قضاء حاجته في الحمام، وبالتالي فهو لا يذهب للعمل ولا يرغب في استقبال أي زائر أو حتى فرد من أفراد المنزل فتنعزل أو ينعزل تماماً في غرفته. وأضافت الدراسات أن من أعراض الاكتئاب أيضاً الشعور غير الطبيعي بالذنب وتأنيب الضمير، وتذكر الذنوب الصغيرة الماضية على أنها كبائر لن تغفر فيدخل رحلة من القنوط ويستصغر نفسه، استصغاراً مرضياً يدخله في دائرة مفرغة من التفكير السلبي بأنه لن يستطيع أن يغير هذا الوضع. وكذلك ضعف وقلة التركيز أغلب اليوم وكثرة النسيان إضافة إلى كثرة التفكير بالموت.
وبين الباحثون النفسيون أن هناك ثلاث درجات للاكتئاب تراوح بين البسيطة التي لا يلاحظها الآخرون، والمتوسطة وتبدو أعراضه واضحة على المريض وتتم ملاحظته من أقارب وزملاء المريض، ويحتاج فيه المريض لمراجعة الطبيب، وتعتبر الدرجة الثالثة هي أشد أنواع الاكتئاب، حيث يشعر فيها المريض بالتخلص من الحياة ويفكر بالانتحار، ويحتاج المريض في هذه الحالة للتدخل الفوري والتنويم حفاظاً على حياته وحياة الآخرين. وأشاروا إلى أن للاكتئاب نوعين من العلاج وهما العلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب، وكذلك العلاج السلوكي من خلال الجلسات النفسية مع مختص في العلاج النفسي للمرض وأقاربه لتوجيههم بكيفية التعامل الصحيح مع هذا المرض.
وأضاف الباحثون النفسيون أن أهم وسائل الوقاية وتجنب الأمراض النفسية تكمن في تجنب الأفكار والتصرفات التي تؤدي للشعور بالإثم وعدم الإمعان في توقيع العقوبات من النفسية والجسدية بسبب تخيل أو حدوث أخطاء واقعية يرتكبها الفرد، الابتعاد عن الخجل وعدم التردد في مقابلة ومخاطبة الآخرين والتحدث إليهم وتوجيه ما يجول بالخاطر من أسئلة والاعتداد بالنفس والثقة بها، الحرص على التنويع والتشويق في التصرفات والحياة اليومية وممارسة جميع النشاطات والهوايات المحببة للنفس، الخلود للراحة والاسترخاء من وقت إلى آخر وعدم الإفراط في التدخين وتناول القهوة، تنظيم الحياة اليومية والنوم لوقت كاف لا يقل عن ثماني ساعات للشخص البالغ يوميا، مشاركة الآخرين وخاصة الأصدقاء المتفهمين في حل المشاكل والمخاوف، وتجنب الوحدة وضرورة التمسك بالإيمان والقيم الدينية والاجتماعية.

الأكثر قراءة