لا صحة لمن يقول «أقرب وسيلة لقلب الرجل معدته» طبيا
تتخوف أريج فتاة في ربيع العمر من أن يطلقها خطيبها قبل زواجه منها بسبب اشتراط والدته على والداتها بتعليمها فنون الطبخ، خاصة الأطباق الشعبية القديمة الصحية، التي لا تمثل لأريج هذه الأطباق عدا نكهة مميزة لشهر رمضان الكريم لتلتف عليها أفراد الأسرة في إفطار جماعي، في حين أن سائر أيامها الأخرى تنقضي بأكلات سريعة تطهى في المنزل أو تطلب من خارجه.
ولدى أم أريج مع والدة خطيبها فكر مترسخ في أذهانهن كبقية النسوة الكبيرات في السن اللاتي يأخذن بالمثل الشعبي القائل (أقرب وسيلة لقلب الرجل معدته) معتقدات بأن خدمة الزوج بما يخص مأكله ومشربه هي الوسيلة المثلى لكسب وده والتقرب لقلبه، ما أدخل الشك والريبة في قلب أريج من أن الرجل مشلول الفهم والتفهم فيما يتعلق بأمر بطنه، إلا أن العلم الحديث غلط المثل الشعبي باعتباره مجرد معتقد سائد في المجتمع لا صحة له بحسب ما أفادت الدكتورة إيمان محمد إسماعيل رئيس قسم الغذاء والتغذية الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبد العزيز في جدة.
كما يتفق رأي الدكتور محمد حبال استشاري الباطنية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام مع رأي سابقته بأن المثل عام لا صحة له من الناحية الطبية، يقول: من المتعارف عند العامة أن المرأة إذا طبخت لزوجها طعاما لذيذا تقوى العلاقة بينهما، وأن العلاقة بين المعدة والقلب علاقة عضوية وليست نفسية بمعنى أن الإنسان إذا أكل طعاما يسبب له تخمة حينها يصاب باضطرابات في القلب وسرعة في الضربات مع ضيق نفس، لأن المعدة الممتلئة تضغط على الحجاب الحاجز، وهذا من الناحية العضوية فقط.
في حين أن إسماعيل تؤكد لـ''الاقتصادية'' أن الطعام إذا لم يكن صحيا متوازنا فهو مشكلة كبيرة، ولا سيما أن عاداتنا وتقاليدنا في أكلنا في المجتمعات الخليجية والعربية له تأثير مرتبط بظهور الأمراض المزمنة نتيجة العادات السيئة واستخدام الطعام المشبع بالدهون في كل المناسبات من حفل زفاف إلى حفل مولود إلى تخرج وهلم جرا من ذلك بحسب وصفها، منوهة إلى أن الرجل يحب شكل المرأة أكثر من الأكل.
ولفتت إسماعيل إلى ضرورة التنبه لشيوع الإصابة بالنقرس المسمى ''داء الملوك'' لدى معظم الخليجيين في الآونة الأخيرة نتيجة كثرة تناول اللحوم الحمراء وعدم التوازن في اختيار الوجبات، وقلة الحركة، مشيرة إلى تفشي مرض هشاشة العظام لدى الرجال والشباب المراهقين، وفق إحصائية نفذتها في وقت سابق على 100 طالب في المرحلة الإعدادية كان 30 منهم مصابا بالهشاشة لكثرة استهلاكهم المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة التي أصبحت تشرب عوضا عن الماء وقت العطش.
وأبانت إسماعيل أن الأغذية السريعة متهمة دائما بتأثيرها المباشر في صحة الإنسان وتسببها في انتشار الأمراض المزمنة كالسمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، هشاشة العظام وإن كانت فعلا غير جيدة، إلا أن الكثير يغفل عن دسومة الطعام الذي اعتاد على تناوله يوميا من عاداته السيئة التي تحتاج إلى عملية إعداد بوعي صحي غذائي، مفيدة أن الأغذية السريعة هي لحوم مضافة إليها بعض الصودا لتقليل سعراتها الحرارية والخالية من الخضراوات المهمة.
وأردفت قائلة: كل الزيوت النباتية هي خالية من الكوليسترول عدا زيت جوز الهند وزيت النخيل نسبة الكوليسترول فيهما معتدلة، وأن مشكلتنا الغذائية لا تتمثل في الهرمونات لأن الهرمونات الموجودة في اللحوم أقل من المفروض، وإنما المشكلة هي الأكل المتأخر، الأكل والنوم، وعدم الحركة، فالخليج منذ الثمانينيات إلى الآن تحسنت معيشتهم الاقتصادية وكثر جلب الخدم عن السابق، لافتة إلى أن أقل الناس إصابة بأمراض العصر هم دول شرق آسيا بسبب اعتمادهم في حياتهم على أكل اللحوم البيضاء من المأكولات البحرية واتزانهم بالعناصر الغذائية الكاملة.
وفيما يتعلق بوجود ثمار لها فوائد ومفعول يزرع المودة والمحبة في قلب الرجل كما يعتقدن بعض النساء، أوضحت إسماعيل أن المسألة تتوقف على ميول الطرف الآخر ومحبته لأنواع معينة من الأطباق المطهية أو الطازجة كبعض الفواكه والخضراوات، وأنها تختلف بحسب الجيل الذي اعتاد على أصناف معينة كالجيل الأول مقارنة بالجيل الثاني الذي تنوعت لديه الخيارات وتعددت.