جناح كوريا الجنوبية .. طريق حرير رقمي ومزج هائل بين التراث والتقنية

بأنواره المميزة، وممراته اللامعة، والتقنيات الرقمية الحديثة، والتفاعل الكبير من قبل منظميه، يبدو الجناح الكوري تجربة ناجحة وهو يشارك كضيف شرف هذا العام في الجنادرية. الإعجاب المتبادل بين الزوار والمنظمين على حد سواء، يعكس الرغبة الجامحة بين الشعبين للتواصل في ظل التطور التقني. واللافت للجناح الذي استقبل حتى أمس أكثر من مليون زائر المزج الرائع بين الماضي والحاضر. التجربة الكورية الجنوبية في التعليم تبدو واضحة جدا وهي تقود هذا الشعب إلى مراكز متقدمة في دول العالم، وهي التي حولت هذه الدولة إلى واحدة من أكثر الدول التقدمة صناعيا.
يقول مرافقي الكوري عبر المترجم أمس، إن "جناحنا صمم بعناية فائقة، ووضع ليعكس تاريخنا منذ القرن السابع، وهنا ركزنا على التبادل التجاري التاريخي بيننا وبين العرب". يشير المرافق الذي كان يتحدث بحماس شديد إلى رمزية المياه في الجناح، معتبرا أنها العلاقات التجارية والتبادل الثقافي بين الطرفين ينساب منذ الأزل". في الجناح الذي يتوزع على ثماني صالات كبرى لمسة سحرية بديعة تجمع بين التقنية والتراث في آن واحد. ففي الصالة الأولى وضعت جرار خزفية، ويقول المرافق إن كل خزفة ترمز إلى حقبة زمنية معينة في التاريخ الكوري. وقال "هنا ممر نفق الزمان" الذي يحكي تاريخ التبادلات مع العرب.
في أحد الممرات صادفت مواطنا ومعه أبناؤه فسألته عن الجناح فقال إن كل ما فيه بديع. وبين سعود الصالح: فضلت أن أبدأ بزيارة ضيف الشرف، وحرصت على الترحيب بهم، ووجدت تفاعلا كبيرا. وعن أبرز ما لفت نظره في الجناح قال الصالح: التطور التقني الذي عرض أمر مبهر .. وقد يكون لدينا معرفة عن التطور التقني قياسا على المنتجات الكورية في الأسواق السعودية، لكن رغم ذلك فهم متمسكون بالتراث والبعد الثقافي بشكل كبير، وظاهر في الجناح.
عدت إلى التجول فدخلت الصالة التالية وفيها حضرت التقنية بقوة، حيث شاشة عملاقة ثلاثية الأبعاد تستخدم للعرض السينمائي، وهنا يعرض على مدار ساعات المعرض أفلام كرتونية تحكي قصة المياه، وفيها تبدو قطرات المياه التي هطلت في البحيرات الصغيرة في كوريا تجري منسابة لتعانق الجنادرية.
في صالة مجاورة تعرض جرار كثيرة تحكي فقرات تراثية عن كوريا الجنوبية مع أفلام ثقافية مختصرة ونظام حاسوبي تفاعلي لشرح أوضاع كوريا في الوقت الحاضر، وآخر عن المأكولات الكورية، وثالثة عن التراث الكوري، ثم أخرى عن فصول السنة.
في صالة مستقلة يعرض طريق الحرير الرقمي، والذي حرص الكوريون فيه على التأكيد على أن السعودية وكوريا برزتا في الحفاظ على الموروث الثقافي والدمج بينه وبين التكنولوجيا. واللافت ضمن أجزاء الجناح الكوري هو تخصيص صالة مستقلة لتقنيات المستقبل، وفيه عرض لأكبر الشركات الكورية على المستوى العالمي. الجناح الكوري لم يفوت الفرصة لعرض المزايا السياحية لهذه الدولة الواثبة، حيث تعرض صالة متخصصة الإمكانات والمميزات الكورية في هذا المجال، فضلا عن عرض للطبيعة والعادات والتقاليد الكورية.